تساعد استمارة "ASC form" في قراءة مجمل شخصيات المتدربين، وتشخيص احتياجاتهم الأكثر إلحاحا؛ وذلك لاعتمادها على فكرة الهوايات و"الأنشطة الجارية" كمؤشر لاكتشاف مختلف القدرات والميول والاحتياجات..

خلال البرامج التدريبية ذات الصلة، يلاحظ المتدرب زيادة قدرته على اكتشاف ميولاته سواء في جانب الأنشطة أو الاهتمامات الذهنية والمعرفية، لينتقل من بعد، من مجرد الملاحظة إلى دائرة أكثر تحديدا، وذلك حين يربط بين قدراته واحتياجاته الدافعة نحو الأنشطة المختلفة. أما المدرب فيمكنه ملاحظة الفروق الفردية بين متدربيه بكل سهولة ويسر، وقراءة كل من القدرات والاحتياجات، والاستدلال بكل منها على الأخرى، فضلا عن ملاحظة اتصالهما بأنشطة المتدرب وهواياته.

يلاحظ المدرب أن بعض المتدربين أكثر (تقنية) ومحدودية في تفاعلهم مع النموذج، ويتحرك بعضهم في دائرة مهنية (تقنية) شبه مغلقة، لا تتعداها أسئلتهم أو إضافتهم خلال النقاشات.. بينما يلاحظ آخرين، أكثر تمردا على الأسئلة التقنية المحدودة، وأعلى رغبة في التواصل مع الأفكار. وما بين هؤلاء وأولئك يرسم المدرب منحنى "القدرات والاحتياجات" ومن ثم له أن يتوقع ما يمكن أن يحققه كل منهما من نجاحات عادية أو طفرات في المستقبل.

إن استخدامنا نموذج ASC ليس بغرض المفاضلة بين المتدربين بالطبع، بل لمساعدتهم في التعرف على ميولاتهم وقدراتهم واحتياجاتهم بشكل أفضل من ذي قبل. ولنا أن نشبه البرنامج التدريبي بعملية "إعادة ضبط" أو استعادة للإعدادات الأساسية، وللمتدرب بعدها تثبيت ما يشاء من برامج وتطبيقات مدعومة من نظامه، وداعمة لأهدافه المستقبلية.

كيف تعيد ضبط إعداداتك الشخصية من خلال نموذج ASC؟

إن مجرد تكثيف الأنشطة، ليس كفيلا بتطوير وتنمية القدرات الشخصية.. بل إن الاهتمام بنوعية الأنشطة وجودتها فحسب، لن يكون عاملا حاسما لضمان التقدم الشخصي، أيضا..

يقدم نموذج آسك، تصنيفا ذا فاعلية كبيرة للأنشطة المفضلة أو ما نطلق عليها "الهوايات".. لكن البرنامج نفسه يرى أن مجرد حصولنا على تعريف جيد للهواية، وتقسيمات فعالة لها، ليسا كافيين للتأثير بعمق، في صنع تحول كبير، أو إحداث طفرات ونقلات مهمة في شخصية المتدرب.

للتغلب على تقليدية برامج تطوير الذات، يعمل النموذج على الغوص بعمق أبعد من مجرد تنظيم أنشطة المتدرب أو تكثيفها وملء فراغاته وأوقاته. إن الجانب المهم في البرنامج اهتمامه بإعادة ضبط الإعدادات الشخصية إن جاز الوصف.. ونعني بها: الاهتمام بالأفكار الرئيسة الموجهة لأنشطة المتدرب واهتماماته، ومخاطبة احتياجاته الرئيسية أيضا، والتعرف عليها بدقة، وتحديد ما إذا كانت ذهنية أو تقنية...

إن المفتاح الأهم في التدريب هو: العمل على نقل الأشخاص من النقطة (أ) إلى النقطة (ب) كل على حدة، والنأي عن تقديم وصفات "جامدة وجافة" بزعم سحريتها وملاءمتها للجميع.

إن الاحتياجات الشخصية عادة ما تكون مؤشرا للقدرات الذاتية، ويتطلب إشباع احتياجات كل شخص نوعا وكما مختلفا من الأنشطة.. ويمكننا تمثيل ذلك لاحقا بمنحنى الاحتياجات والأنشطة.

إن استخدام ASC form يمنح المدرب فرصة جيدة لقراءة أنشطة المتدربين والتعرف على مؤشرات عامة حول قدراتهم واحتياجاتهم الخاصة.. وفي مرحلة لاحقة يعود المدرب إلى استخدام النموذج مجددا لمساعدة المتدرب في رسم خارطته المعرفية والمهنية، حسب احتياجاته وقدراته. 

باستخدام نموذج ASC يخطو المتدرب خطوة جادة لتحقيق تحول ذاتي حقيقي؛ من خلال اكتشافه الأنشطة المفضلة المرتبطة باحتياجاته الذهنية والتقنية والنفسية، وبقدراته الذاتية وملكاته ومواهبه.