حسب نموذج ASC فإن المعرفة تتقدم على غيرها من الهوايات، وتأتي في أعلى القائمة، وتليها (الرياضة فالعمل ثم التطوع).. وعادة ما تستحوذ الهوايات المعرفية على مساحة أكبر في تطبيقات البرامج التدريبية ذات الصلة.

إن التعرف على عينات من الهوايات المعرفية للمتدربين، يمنح المدرب مؤشرات أولية مهمة حول طبيعة اهتمامات المتدرب وتمددها أو انكماشها في إطارات محددة.. ويتضمن احد اختبارات النموذج تحديد جملة علاقات بين المعرفة وغيرها من ضروب الهوايات (الرياضة، العمل، التطوع) ويهدف الاختبار إلى قراءة مدى ارتباط المتدرب بمختلف هواياته، ومستوى معرفته بمجمل ما يتعلق بها من معلومات أساسية.

وبمثل ارتباط المعرفة بالأنشطة الأخرى، يسهم النموذج في اكتشاف شبكة علاقات أخرى، من بينها علاقات الهوايات المعرفية للمتدرب بقائمة اختياراته المستقبلية وطبيعة طموحاته.

إن طبيعة الاهتمامات المعرفية تحدد بوضوح طبيعة طموحاتنا واختياراتنا المهنية والاجتماعية، ولنقدم تفصيلا للفكرة: عند التطبيق على استمارة ASC عادة ما يلاحظ المدرب تباينا واضحا في اداء المتدربين، ويرجع ذلك إلى درجة استيعاب الفكرة، لا سيما وأن كل متدرب يستخدم خبراته السابقة لإدراك الأفكار الجديدة.. ويزداد التباين عند الإجابة عن سؤال الهوايات المعرفية تحديدا، ويتقلص إلى درجة التطابق عند الهوايات الرياضية.

يعبر المتدربون عن هواياتهم المعرفية بذكر كتب مفضلة لديهم، أو مواد دراسية يحبونها، أو علوما محددة يميلون لدراستها، وذلك حسب أعمار المتدربين ومستوياتهم الدراسية.. وقد يذكر بعضهم قضايا (سياسية، اجتماعية) تشكل دائرة اهتماماته كالديمقراطية، محاربة الفقر.. ونحوها..

بعد التعرف على مجمل الهوايات المعرفية للمتدرب، يتعرف المدرب على  طبيعة طموحات المتدرب، وما إذا كانت ذات صبغة تقنية أو بعد ذهني أكبر. إن المهتم بالعلوم القياسية يختلف بطبيعة الحال عن المهتم بالقضايا والمشكلات المجتمعية، وبالتالي يتوجب على المدرب مراعاة ما بينهما من فروقات عند التوجيه أو الإجابة عن أسئلة واستفهامات كل منهما.

إن طبيعة اهتماماتك المعرفية اليوم، ذات ارتباط وثيق بما يمكنك اختياره من مسارات مهنية واجتماعية في المستقبل.