واصبِر ..
والصبر كغيره، لا يُعرف حتى يُختبر ..
ظننتُك صابرة أو قويةً كما يبدو عليّك، لكنّ عيونك تفضحك. ما إن اختليتِ بنفسك حتى انهمرت دموعك كالأنهار تحفر أخاديدًا لا تُخفى .
لا .. لا تحاولي إخفائها، لن تكفي تلك الابتسامة الحزينة، ولا تلك الكلمات المشرقة بالتفاؤل !
ابتسامتك كمساحيق التجميل ، أنتِ الأن جميلة بها ! حسنًا ثم ماذا ؟
أتدرين تلك الأخاديد ليست بوجنتيكِ فقط. انظري إليّ قلبك، ما بال تلك الشقوق النازفة !
حسنًا، أصدقك القول بأنني مشفقٌ مما أصابك حين انهار سقف أمانك، لكنكِ كنتِ تتوقعين ذلك منذ زمن ، أليس كذلك !
تذكرين حين انهار أساس بيتك ؟ وهنتِ كما أنتِ الأن و رفضتِ الرحيل . و الآن ، كل يومٍ تصدعٌ هنا و شرخٌ هناك .
تذكرين يوم أخبرتني عن مخاوفك منذ زمن ؟ ألم تحدث ؟
إنها أسوأ بالطبع مما توقعت لكنّك كنتِ حينها تتعلقين بقشة أملٍ أنها مجرد مخاوف لا أساس لها . لا أعرف هل يجب عليّ الاعتذار عن جرعة الطمأنينة التي بثثتُها في نفسك حينها أم أُعيد بثها مرةً أخرى الآن !
كنتِ ترددين دومًا بأن حتمًا هناك شيئًا جميلًا سيحدث ، حسنًا ، سيحدث عزيزتي سيحدث، صدقيني لا شئٌ يدوم، و الحزن كغيره لا يدوم عزيزتي.
اصبري عزيزتي، لقد طال البلاء عليكِ، أعلم ذلك . لكنّك فعلتِ كل ما بوسعك حتى بليت معه. عزيزتي ، ثمة حكمة في قوله تعالي " و ما يُلقاها إلا الذين صبروا " لابد أن تكوني منهم، رغمًا عن كل شيء، كل سوءٍ مررت به، كل ضحكةٍ مكسورة، كل نَكتةٍ أصابك قلبك حتى ملأه الران.
اصبري عزيزتي، كصبر أيوب على بلائه . فالله قادرٌ علي أن يكشف عنك بلاءك كما كشفه عن أيوب.
اصبري عزيزتي ، اصبري !
طالبة ، طب الاسكندرية