Oktob
مدونين جددالأكثر مشاهدةأحدث المقالات
إ

مدة القراءة: دقيقة واحدة

الهيئة العامة للمحنكين

نحن شعب لا يؤمن بالتخصص ، ولو قلنا عكس ذلك ، فالواحد منا يعتقد أنه يمتلك حلولاً ذهبية لكل مشاكل العالم في السياسة والاقتصاد والرياضة ومكافحة الأوبئة والخلافات الفقهية أيضاً

تمر علينا أحداث ومناسبات مجدولة وأحداث طارئة لكن هذا لا يغير من حنكتنا شيئاً فالحلول والنصائح لكل شيء موجودة!

لنأخذ صديقنا مفلح كمثال


مفلح مواطن بسيط تنحصر خبرته الحياتية في الشوارع التي يمر بها في طريقه من وإلى عمله ويقتصر تعليمه على شهادة ثانوية عامة نالها بشق الأنفس

ابان الانتخابات في دولة ما يختار مفلح جانباً ويناصره ويتعصب له ويتحول لمحلل سياسي يعتقد أنه "فاهم اللعبة" وسرعان مايتحول إلى خبير عسكري مع أخبار صفقات التسليح او الاستعراضات العسكرية فيذكر محاسن كل طائرة وينتقد بشفافية شراء الحكومة لذلك النوع من السلاح الذي يعتقد سعادته أنه قديم ولا يناسب طبيعة الأرض ثم في رمضان يلبس ثوب رجل الدين والخبير الغذائي في آن واحد وعندما ينطلق الدوري من جديد يظهر لنا "مفلح الشنيف" ويستغل وقت فراغه في الاستراحة بتقييم اللاعبين واقتراح الحلول لمشاكل ناديه التي لا تنتهي.

أما الاقتصاد فحدث ولا حرج ، فرؤية المملكة ٢٠٣٠ وحزمة الاصلاحات الاقتصادية أعطت لصديقنا مساحة ليطرح للمجتمع حلوله لانخفاض سعر النفط وعجز الميزانية ومشكلة الاسكان وأشياء أخرى.

حديثاً عرف مفلح الأوسكار فقرر إضافتها لقائمة اهتماماته وبدأ في انتقاد الأكاديمية على اختياراتها وهو الذي كان يستأجر "فلم مسدسات" من محل فيديو مجاور قبل سنين!

مفلح ليس حالة شاذة ، فبلادنا غنية بالـ"مفلحين" المحنكين في كل علم ، حتى صرنا بلد المليون مفلح.

وأعتقد أننا يجب أن نستغل هذه الثروة الوطنية ونترك فكرة بيع أرامكو ونبدأ في تعليب المفلحين وتصديرهم للدول الأخرى لحل مشاكل العالم وننشئ هيئة عامة للمحنكين تتولى تسعير كل "مفلح" وفقاً للمجالات التي "يفلح" في إيجاد حلول لها.


هذه التدوينة كتبت باستخدام أكتب

منصة تدوين عربية تعتمد مبدأ البساطة في تصميم والتدوين