Oktob
مدونين جددالأكثر مشاهدةأحدث المقالات
م
ميعاد

في زخم الحياة أغالب نفسي، أريدها وتريدني، والله المرتجى.

مدة القراءة: دقيقة واحدة

"لا تكونوا عونًا للشيطان على إخوانكم"

"الإنسان كائن اجتماعي بطبعه" مقولة شهيرة نمارسها في حياتنا، فلا نخلو من أقارب وأصحاب وزملاء دراسة أو عمل، سواء اخترناهم أو فرضتهم علينا الحياة، فلا يكاد يمر يومنا بلا خِلطة.

والإسلام عزز هذا الطبع الاجتماعي ورشده بل ونماه وعمقه لدى المسلمين، فأمر بصلة الرحم وإكرام الضيف والإحسان إلى الناس وأوجب على الرجال صلاة الجماعة.

ولما للبشر من تفاوت بالطباع، وتغاير في التفكير، وتنوع في البيئات والأمزجة، فقد رشد العلاقات الاجتماعية وتوَّجها بمجموعة من القيم التي تهذبها، وأحاطها بمجموعة من القيود والحدود لتصبح علاقاتنا راقية نقية لا تشوبها شائبة، ولعل ذلك يتضح في أمره بإحسان الظن بالناس، ونهيه عن إساءة الظن بهم، بل وجعلها سيئة تكتب له بمجرد الظن السيء، وفي علم النفس يُقال: "إن سلوك المرء نتيجة لأفكاره"

ألا ما أعظم إسلامنا وأعمقه؛ قطع الفكرة ليتهذب السلوك!

وهنا يحسن بنا أن نقف لننظر إلى أنفسنا أولًا؛ هل نحن دائمًا نحسن الظن بالناس ونحمل كلامهم على أحسن المحامل وإن كان ظاهره غير جيّد؟

هل ننظر للجفاء والصدود بقلب سليم؟

هل نلتمس العذر للناس بتصرفاتهم المزعجة أو الطائشة أحيانًا؟

أم أننا نجاهد ونصابر لنصل لهذه المرحلة، فنصيب مرة ونخطيء مرات!

إن الشيطان أيس أن يعبده الناس في جزيره العرب، ولكنه نجح بالتحريش بينهم، كما أخبر بذلك الرسول صلى الله عليه وسلم.

فلا نكن عونًا للشيطان على بعضنا؛ لنكن واضحين في علاقاتنا..

طيّب خاطر من حولك، برر تصرفك الغامض، وضح سبب جفائك، بعدك، ردك البارد أو القاسي.

ولنا في موسى عليه السلام قدوة  (فقال لأهله امكثوا إني آنست ناراً لعلي آتيكم منها بقبس أو أجد على النار هدى) فأخبرهم لماذا ذهب ولم يتركهم لظنونهم.

النفس البشرية سريعة الكسر والتأثر، ومعظم أسباب تنافر القلوب وتباعدها نتيجة مواقف بسيطة أو تافهة تراكمت فتأججت فانفجرت.

لسنا أجل ولا أرفع قدرًا من رسولنا صلى الله عليه وسلم الذي قال لصحبه: "حسبكم إنها صفية" فأوضح موقفه مع أنهم مطالبين بحسن الظن مع الناس كلهم، فكيف إذا كان الأمر يتعلق برسول الله صلى الله عليه وسلم الطاهر المطهر؟

لكنه رد عليهم بقوله: (إن الشيطان يجري من الإنسان مجرى الدم، وإني خشيت أن يَقذف في قلوبكما سوءا -أو قال شيئا- ) ". متفق عليه، واللفظ للبخاري .

إن المسلم في هذه الحياة ليس ملك ما يريد، له نفس أمارة بالسوء، وهوى مستحكم، وشيطان مترصد، فلنكن عونًا لبعضنا، ولا نكن عونًا للشيطان.

أحسن ظنك بأخيك..وأعنه ليحسن ظنه فيك.


دمتم بخير :)

ميعاد


م
ميعاد

في زخم الحياة أغالب نفسي، أريدها وتريدني، والله المرتجى.

المزيد من الكاتب

هذه التدوينة كتبت باستخدام أكتب

منصة تدوين عربية تعتمد مبدأ البساطة في تصميم والتدوين