Oktob
مدونين جددالأكثر مشاهدةأحدث المقالات
أ

• أكتب من نيوزلندا • درست التسويق في جامعة Auckland University of Technology - AUT

مدة القراءة: دقيقة واحدة

مشاهدات من أوكلاند (2): ليسلي والشوكولاته!

Image title

هذه بعض من سلسلة التدوينات الأسبوعية التي كتبتها عام 2011 أثناء دراستي لمرحلة اللغة الإنجليزية في مدينة أوكلاند في نيوزلندا قبل الخوض في الدراسة الجامعية هناك، نشرتها في وقتها في صفحة الفيسبوك.

( 2 )

المُلاحَظ أنّ الشُعوب مهما اختلفت لغاتهم وثقافاتهم وتقاليدهم وطريقة تفكير كلٌّ منهم إلا أنهم يتقاربون في أشياء عديدة وهي تقاليد متعارف عليها في العالم أجمع، كالتعامل الحسن والشكر والاعتذار ومساعدة المحتاج وغيرها.. إلا أن صفةً واحدة وخصلةً حميدة قد لا تتواجد إلا عند العرب وحدهم دون غيرهم وهي الكرم وجزيل العطاء من غير مقابل!

في المقابل فإنّ الإنجليز قد يكونون أبخل الشعوب في العالم فهم يحبون المال حبًا جمًا، والكرم لا تجده عندهم إلا نادرًا جدًا وربما تجده عند عِلْيَة القوم فقط وأيضًا ليس كمثل الكرم العربي كذلك!

قبل فترة كنت في البيت جالسًا بعد العشاء في تمام الساعة السابعة والنصف، أردت المشي قليلاً في هذا الجو المعتدل فلبست حذائي قاصدًا البقالة القريبة من المنزل، ثمّ هممت بالخروج وكانت عجوز البيت والذي كان اسمها (ليسلي) جالسةً في طرف الصالة هناك. وقبل أن أخرج إلتَفتُّ  نحوها وسألتها إن كانت تريد شيئًا من البقالة، فقالت: نعم شكرًا، أريد بعض الشكولاته اللذيذه لآكلها مع الشاي. ثمّ قامت من على كرسيّها وذهبت لحقيبتها الصغيرة وأخرجت لي خمسة دولارات فرفضت أخذها بحجة أنّ المبلغ بسيط فطلَبت منّي أخذها وأنا أرفض فشكرتني وهي تنظر إليّ بتعجّب!

فخرجت ثم عُدتُت بعدَ ذلكَ  للبيت حاملًا  معيَ كيسًا فيه أنواعًا عديدة من الشكولاته، مدَدتُهُ لها فأخذَتهُ ونظرَت إليّ وكأنّي أهديتها شيئًا فريدًا! وعبارات الشكر والثناء تنهال عليّ دفعةً واحدة، ثمّ أردَفَتْ  قائلة: أنت رجل طيّب وطيّبٌ جدًا! فقلت في نفسي: ماذا لو رأيتِ الذبائح والولائم في السعودية، قد تموتينَ قبل أنْ تصفي شُعوركِ!! 

أجبتها بأنّ هذه طِباع العرب جميعًا. فتغيّرت مُعامَلتُها معي في اليوم التالي، فأصبحتُ آتي للبيت فأجد غرفتي نظيفة وفراشي مرتب ورائحة زكيّة تحوم في الأفق! 

وللعلم فالشخص الإنجليزي في الغالب أقصى ما يفعله هو أن يعزِمُكَ على كأس شاي مرةً في الشهر، إلا من رحمَ ربي.

_____

الصورة: البيت الذي أسكن فيه مع ليسلي في شمال أوكلاند.


أ

• أكتب من نيوزلندا • درست التسويق في جامعة Auckland University of Technology - AUT

المزيد من الكاتب

هذه التدوينة كتبت باستخدام أكتب

منصة تدوين عربية تعتمد مبدأ البساطة في تصميم والتدوين