Oktob
مدونين جددالأكثر مشاهدةأحدث المقالات
ع

‏‏مدرب معتمد في التنمية البشرية - قائد تربوي ماجستير إدارة تربوية

مدة القراءة: دقيقة واحدة

المدرسة .. واقع ومأمول


لست بصدد بيان دور المدرسة وأهميتها فهذا الأمر غير خاف على أحد، ولكنني أشعر كما يشعر كل مسؤول أو منتم لهذه الوزارة - وزارة التعليم - أن هناك صعوبات جمة تواجه هذه المؤسسات التعليمية والتربوية تمنعها أو على الأقل تعيقها عن آداء دورها المأمول  . 

كان المعلم هو مصدر المعرفة الأساس بالنسبة للطالب، وكان لايجد صعوبة في إقناعه، ولم تكن المدرسة تواجه تحديا كبيرا تربية أو تعليما .

ومع الانفجار الكبير في وسائل المعرفة  أصبح التحدي صعبا وقاسيا، والمواجهة قوية بين ماتقدمه المدرسة التقليدية وبين ما يأمله المتعلم وما يتعلمه خارج أسوارها .

انقلبت الآية فبدلا من أن يتلقى المتعلم المعرفة من المدرسة فقط، أصبح هو من ينقل الكثير من المعارف والمعلومات لمعلمه وأقرانه،هذه المعارف وهذه المعلومات التي حصل عليها من قناة فضائية أو برنامج تواصل اجتماعي أو موقع إلكتروني أو حتى تطبيق هاتف ذكي غالبا ماتكون غير مؤطرة بإطار قيمي آو شرعي، وتمثل خطورة كبيرة على النشء .

يجب على المدرسة وتحديدا المعلم توجيه هذه المعارف وهذه المعلومات ووضعها  في إطار يستند إلى عقيدة المجتمع وتوجهه الأيديولوجي .

يجب على المدرسة أن تغير جلدها ومنهجها واستراتيجيات تدريسها بما يتواكب مع المرحلة التحولية الصعبة التي  نعيشها، يجب عليها أن تبتعد عن النمطية الضيقة التي تعيقها عن آداء دورها المأمول، حينها فقط ستتمكن من تلبية متطلبات التنمية، وستتجاوز العقبات وتتغلب على التحديات .

نحن نتحول من اقتصاد الموارد المعرضة للنفاد إلى اقتصاديات المعرفة وإلى التنمية المستدامة التي ترتكز على العقول آولا وأخيرا، وهذا هو الخيار الأقوى الذي نستطيع المراهنة عليه والثقة به . 

طالب اليوم لم يعد كطالب الأمس، وما أصبحنا  نأمله من مدارس اليوم لم يعد كما كان يقبل  منها بالأمس، ومتطلبات التعايش مع العولمة وعصر المعلومات والتحديات الثقافية تجبرنا أن نعيد النظر مرة ومرات حول ما نقدمه الآن لهذا الجيل .



علي محمد الخراز

@ALIKHARRAZ


ع

‏‏مدرب معتمد في التنمية البشرية - قائد تربوي ماجستير إدارة تربوية

المزيد من الكاتب

هذه التدوينة كتبت باستخدام أكتب

منصة تدوين عربية تعتمد مبدأ البساطة في تصميم والتدوين