قانون جاستا ، باختصار
من خلال قراءتي لبعض المقالات ومتابعة بعض البرامج السياسية التي تحدثت عن إصدار قانون JASTA ( جاستا اختصارا لجملة : العدالة ضد رعاة الإرهاب Justice Against Sponsors of Terrorism Act ) يتضح من مسمى القانون أولا أنه غير موجه إلى المملكة بشكل مباشر ، فهو يقضي بمحاكمة كل دولة دعمت أو "رعت" الارهاب ، وغني عن القول أن أكبر حدث إرهابي في تاريخ أمريكا الحديث هو حادث 11 سبتمبر ، الذي أسقط فيه 19 منفذ منهم 15 سعودي برجا التجارة العالمي في نيويورك . وهذا يعني أن من أولويات هذا القانون محاكمة المملكة بالنيابة عن 15 إرهابي من رعاياها !
هناك دوافع مركبة للولايات المتحدة من إصدار هذا القانون نجمل منها ثلاثا :
أولا : طمع المحامين في الكونجرس الأمريكي بالأموال الطائلة للسعودية في الخزينة الأمريكية ، والتي تصل إلى 700 مليار دولار ، وقد تصبح أموالا مجمدة في حال بدء المحاكمة ، بل يقدر حجم التعويضات التي ستطال المملكة إذا ما أدينت 3.3 ترليون مليار !
ثانيا : محاولة ابتزاز المملكة بتقديم تنازلات على جميع الأصعدة ، الصعيد السياسي و الاجتماعي ، و العقدي على وجه الخصوص ، فالوهابية كما يزعم مقال في النيويورك تايمز هي المصدر الأول للإرهاب في العالم ، إذا محاولة إجبار المملكة على إحداث تغيرات ، لا كما قدمتها بعد أحداث 11 سبتمبر ، بل كتغيرات جذرية وسريعة في مجالات عدة : تغيير جذري في المناهج التعليمية ، حرية المرأة ، حقوق الإنسان ...الخ
ثالث الدوافع : تغيير الحليف ، فيبدو أن أمريكا وجدت في إيران الحليف الأفضل في المنطقة ، فسيطرة إيران على العراق ولبنان ومحاولة سيطرتها على سوريا واليمن بالإضافة إلى برنامجها النووي الذي يخيف إسرائيل وبالتالي أمريكا ، كل هذا وغيره يجعل أمريكا تفكر جديا في تغيير حليفها الاستراتيجي "السعودية" وجعل إيران شرطي المنطقة على حساب إضعاف المملكة اقتصاديا و سياسيا .
هذه بعض الدوافع قد يكون بعضها صحيح والآخر غير ذلك ، لكن الإكيد أن هناك دوافع كثيرة جعلت 97 عضو من أصل 98 يصوتون على نقض فيتو الرئيس و السماح بمحاكمة السعودية .
أخيرا هناك حلان أمام المملكة لمواجهة هذه الكارثة :
إما سحب أموالها واستثماراتها الهائلة في الخزينة الامريكية ، ثم الاستغناء عن الحليف التاريخي لعقود ، بل قد يتحول هذا الحليف إلى عدو جديد .. وهذا برأيي أمر مستبعد .
وإما مدافعة القانون في المحاكم الأمريكية وبالتالي تقديم تنازلات كثيرة من أجل إنهاء هذه القضية ، وهذا هو المتوقع