Oktob
مدونين جددالأكثر مشاهدةأحدث المقالات
أ

• أكتب من نيوزلندا • درست التسويق في جامعة Auckland University of Technology - AUT

مدة القراءة: دقيقة واحدة

ما لم تكن أنت من يضع خطط المنافسين فلا يمكنك التنبؤ بالمستقبل !


Image title

المنافسة بين شركات التقنية حول العالم هي أشبه ما تكون بالسباق نحو القمة ومحاولة إعتلائها لسنوات طويلة، وفي هذا السباق لا يجب عليك أن تبدأ به منذ البداية ، كل ما عليك فعله هو أن تعرف من أنت وأين تقف .. منهم منافسينك؟ وماذا تعرف عنهم! .. عند خوض هذا السباق يجب عليك أن تدرس منافسينك جيداً ، فكما أن لديك الرغبة الشديدة بأن تصبح في المقدمة أو حتى ربما البقاء في السباق لفترة أطول وتملك الثقة الكافية بقدراتك ، جميع المتنافسين أيضاً واثقين بما يملكونه من قدرات ، ويحلمون بالفوز في كل جولات هذا السباق في منامهم مرّاتٍ عديدة.

في سباق التسويق .. أنت لا تستهدف وتخطّط للمستهلكين فقط ، وإنما تخطّط للمنافسين أيضاً. الفشل في توقّع ردود أفعال المنافسين أحد أهم أسباب فشل خطط التسويق. ما لم تكن أنت من يضع خطط المنافسين فلا يمكنك التنبؤ بالمستقبل !

من يتابع عمالقة شركات التكنولوجيا في العالم يدرك ذلك أن شركات مثل ألفابيت (قوقل)، آبل، مايكروسفت، سامسونج، أمازون، فيسبوك، تويتر وغيرها لا يتسع المجال لسردها هنا .. تلك الشركات تنفق المليارات في البحوث التسويقية ومراكز الأبحاث الآخرى التابعة لها. ومن يتابع جيداً موقع أمازون تحديداً ، تلك الشركة التي بدأت كموقع صغير لبيع الكتب حول العالم ثم توّسع تدريجياً ليشمل بيع اسطوانات الموسيقى (MP3) ، برامج الحاسوب ، الإلكترونيات ، الملابس ، الكماليات ، قطع غيار السيارات وغيرها من المنتجات. يلاحظ ذلك جلياً أن شركة أمازون وبالإضافة لدراسة المستهلكين وإحتياجاتهم فإنها أيضاً تبذل جهوداً في تحليل ودراسة المنافسين والتصوّر المستقبلي لهم، وذلك من خلال الدراسات والأبحاث التسويقية. حيث تنفق أمازون على الأبحاث والتطوير ما يفوق 6 مليار دولار سنوياً، وهذا يجعل أمازون في صدارة السوق والمحافظة على مكانها. فقد أصبحت الشركة تمتلك سرعة بديهية في مسابقة ومنافسة الشركات العالمية من خلال الأبحاث والدراسات التي من شأنها أن تبقيها منافساً شرساً في السوق.



CSO7MvKUYAE5Dbg.jpg
Walkman - Sony ووكمان - سوني

ipod_ad.png
iPod - Apple آيبود - آبل








في عام 2003 مثلاً، قامت شركة آبل بإصدار جهاز الآيبود iPod الخاص بالموسيقى والذي غيّر تاريخ الموسيقى وإنتاجها ، حيث انبهر الناس في ذلك الوقت بظهور جهاز صغير يضعونه في جيبوهم يحمل مئات الألبومات الغنائية والصوتية بدلاً من حمل الأشرطة والإسطوانات ومشغلاتها الكبيرة! كانت الفكرة في ذلك الوقت مجنونة وح

طمت كل أفكار المنافسين ، فأول الضحايا لتلك الخطوة من آبل هو جهاز "الووكمان Walkman" الشهير والتابع لشركة سوني ، فقد كان جهاز "وولك مان" هو الموضة والرائج لسماع الألبومات ، لكن ليس بعد أن حطّم الآيبود هذه الإسطورة !

حينها وفي ذلك الوقت ورغم حداثة المشروع شعرت أمازون بالخطر حول ذلك رغم أن الشركة لا علاقة لها بالموسيقى بشكل مباشر ، فالموقع قد اشتهر في البداية كموقع لبيع الكتب والوحيد آنذاك ولربما يأتي ذلك اليوم الذي تفقد فيه أمازون هذه الميزة مع الثورة التقنية في العالم. قوة التحليلات والدراسات التي قامت بها أمازون، جعلتها تتنبأ أن شركة آبل قد تسعى لتوفير برنامج وجهاز خاص لقراءة الكتب الإلكترونية. فكما أن الموسيقى تحولت من الإسطوانات والسيديّات إلى ملفات إلكترونية ، فمالذي يمنع بأن تصبح الكتب إلكترونية كذلك وموجودة في جهاز واحد؟



kindle.jpg
Amazon Kindle - آمازون كيندل
s3-news-tmp-111981-amazon--2x1--400.jpg







لهذا السبب قامت أمازون بتطوير جهاز خاص أسمته بـ أمازون كيندل Amazon Kindle وهو مُصمّم خصيصاً لقراءة الكتب الإلكترونية والوسائط الرقمية وأطلقته الشركة في 2007. باعت منه أكثر من 22 مليون جهاز بالعالم في عام 2010 وحققت إيرادات من الإعلانات الخاصة بجهاز كيندل وصلت إلى 200 مليون دولار. بعد هذا السناريو من أمازون قامت شركة آبل فعلاً في عام 2010 بإطلاق منتج آيباد وظهر معه برنامج iBook الخاص بقراءة الكتب الإلكترونية. لكن عندما ظهر الآيباد ومعه ذلك البرنامج، كانت أمازون حينها قد سبقت آبل بثلاث سنوات، حيث استطاعت الحفاظ على عملائها واكتساب عملاء جدد من تلك الخطوة.

وبما أن الحديث عن أمازون الذي يبدو كعملاق يكبر شيئاً فشيئاً .. ينظر له المتابعون وهو يعتلي الصدارة في السباق نحو المستقبل. أذكر قبل سنتين شاهدت عبر اليوتيوب أحد حلقات برنامج The Ellen Show الشهير .. كانت إلين تتحدث للجمهور عن أمازون وعن أفكار أمازون المستقبلية المجنونة بطريقة إعجاب ساخرة حيث قالت: "أمازون تحاول أن تجعل التسوّق أكثر سهولة لك لدرجة أنهم أعلنوا بأنهم قريباً سيكون باستطاعتهم معرفة ما تريد ثم إرسال المنتج إليك حتى قبل أن تقوم بطلبه عبر الموقع" فتعالت أصوات الضحكات حول ذلك. الفيديو من الحلقة: https://www.youtube.com/watch?v=QfqpTW3O1d4


أيمن اليحيى
 September 2016

المراجع:
http://www.fonerbooks.com/booksale.htm
https://ycharts.com/companies/AMZN/r_and_d_expense
http://www.nytimes.com/2010/07/20/technology/20kindle.html?_r=0
https://www.statista.com/topics/846/amazon/
http://www.digitaltrends.com/apple/report-amazons-kindle-sales-may-top-8-million-in-2010/
http://www.forbes.com/sites/greatspeculations/2014/04/02/estimating-kindle-e-book-sales-for-amazon/#70924e7e5bfc









أ

• أكتب من نيوزلندا • درست التسويق في جامعة Auckland University of Technology - AUT

المزيد من الكاتب

هذه التدوينة كتبت باستخدام أكتب

منصة تدوين عربية تعتمد مبدأ البساطة في تصميم والتدوين