Oktob
مدونين جددالأكثر مشاهدةأحدث المقالات
م

جابر عثرات الكرام

مدة القراءة: دقيقة واحدة

نبي ماستطاع الصبر

بقلم محمد عبيد الثبيتي

يرد على الإنسان بعض الأحايين مايجعله عاجزا عن فعل شي تجاه أبنه الذي يمارس سلوكيات الأطفال بكل عفوية تجعل علمه وخبرته هي الطفولة القاصرة ذاتها ، كل مانفعله هو أن نأمره وننهاه لنريح أنفسنا من عناء التربية وقد يفعل الطفل ما نأمره خوفا ولكنه بعد فترة سينسى ليعود لسلوكه غير المرضي عنه مرة أخرى ......ولكن لماذا ؟ 

Image title


حين مر علي قوله تعالى (وكيف تصبر على مالم تحط به خبرا) أصبت بصدمةعجيبة فهذا نبي ماستطاع الصبر لعدم العلم  بالشيء، فكيف بطفل لما يعقل بعد ،الخضر عليه السلام في رحلته مع نبي الله موسى كان يعلم أن من معه نبي ومع ذلك حرص أشد الحرص على أن لا يسأله موسى شيئا من العجائب اللتي سيفعلها لعلمه أن الأنسان ولو كان نبيا فهو لا يعلم الغيب ، وهي رحلة أراد الله فيها لموسى أن يخبره أن فوق كل ذي علم عليم .

هذا يقودنا إلى الحال اللتي وصلت فيها أسرنا فبالرغم من حرص الوالدين على مراقبة أبنائهم وكثرة الضبط والنصائح إلا أن الناتج ضعيف لكن عندما تأملت هذه الآية زال الإشكال وحلت العقدة.

 أيها الأب قبل توجيه أبنك وأمرك أياه ونهيه هلا فقهته وعلمته عظمة ماتأمره وزدت من تصوره للأمر الذي تريده أن يقوم به فلو فعلت تجد عجبا من إقبال.

كنت أعاني مع أبني حين مراجعته لسور القرآن فهو ملول ويحاول دائما أقناعي أنه قد حفظ جيدا ولكن حين المراجعة معه أجد أخطاء كثيرة بسبب انقطاع فترات  المراجعة فعلمت أني مهما حاولت من أمر معه فلن يطيعني إلا خوفا أو طمعا ،لكني غيرت أسلوبي معه وقصصت عليه قصة رجل يصيد الغزلان ثم يضعها في حظيرة ويترك الباب مفتوحا ،  فتخرج الى الفلاة طالقة ثم يعود فيصيدها ويترك الباب مفتوحا فتخرج مرة أخرى فتعجب من هذا الصياد كيف بعد جهد الصيد يتركها دون غلق الباب ، فقلت كذلك أنت تحفظ الايات ثم تتركها بلا مراجعة فتضيع منك ولو  أوصدت عليها باب المراجعة لما نسيتها.

كنت أخبره كيف يربي أهل الحمام حمائمهم وأنهم يغلقون عليها القفص الشهر والشهرين لتألف المكان وتحبه ففتعود إليه طائعة ممتنةوكذا أنت أذا كثفت مراجعتك للجديد من الآيات رسخت بذهنك ولن تذهب بعيدا وتستطيع أستدعائها بالجهد القليل .قصصت عليه قصة السقا الذي يجلب الماء بقربة مشقوقة كلما عبئها تسرب الماء منها فلا يلبث أن يعود أدراجه للبئر يملائها .لحظت عليه تغيرا في قناعته فلم يعد ذلك المعاند لمبدأ المراجعة وأن كان يخرج عن السيطرة بعض المرات لكنه مايلبث إلا يقتنع بما أقول ، وأصبح حاديه وهاديه من داخله ، ومثل هذه القناعات تحتاج لفترة قد تطول وقد تقصر لكن لا تستعجل النتائج.

في العادات السبع في باب التصورات الذهنية ركز الكاتب على أن زيادة تصور الإنسان لمسألة ما يعطيه تعلقا بها أكثر من غيره .

أتيت منزلي يوما متعبا على صلاة العشاء فهممت بصلاتها في المنزل لكن تذكرت حديث (ولَوْ يعلمون ما في العَتَمَةِ والصُّبْحِ لأتَوْهُمَا وَلَوْ حَبْوا ". فعجبت من هذا الحبو لا يكون إلا لشيء عظيم، فتغير تصوري الذهني من جواز صلاتها في البيت إلى عظمة صلاتها في المسجد ولو حبوا.

لو تأملت النصوص الشرعية لوجدتها تكثر من وصف العمل من طرق عدة لتثبت في ذهن الفرد وتوسع مداركه.

إذا زاد تصور ابنك لأمر ما زاد شعوره فتحرك سلوكه، هذه الثلاث تحرك بعضها البعض فإذا عمل الإنسان عملا بشعور فياض وذهن متعلق كان سلوكه في الطليعة بمكان.

إلا ترى أن الشجعان ذوي الحماسة إذا سمعوا رأي الحكماء خفت حماستهم وأصبحوا كالحملان الوديعة، ذلك أن الرأي وسع مداركه وزاد تصوره للشي فتملك شعوره وسيطر على عنوانه فأطاعته جوارحه  بكل سلاسة.

قال المتنبي :

الرَأيُ قَبلَ شَجاعَةِ الشُجعانِ "

                   " هُوَ أَوَّلٌ وَهِيَ المَحَلُّ الثاني

فَإِذا هُما اِجتَمَعا لِنَفسٍ مِرَّةٍ "

                   " بَلَغَت مِنَ العَلياءِ كُلَّ مَكانِ

وَلَرُبَّما طَعَنَ الفَتى أَقرانَهُ "

                   " بِالرَأيِ قَبلَ تَطاعُنِ الأَقرانِ

لَولا العُقولُ لَكانَ أَدنى ضَيغَمٍ "

                   " أَدنى إِلى شَرَفٍ مِنَ الإِنسان

محمد عبيد الثبيتي


م

جابر عثرات الكرام

المزيد من الكاتب

هذه التدوينة كتبت باستخدام أكتب

منصة تدوين عربية تعتمد مبدأ البساطة في تصميم والتدوين