Oktob
مدونين جددالأكثر مشاهدةأحدث المقالات
إ

مدة القراءة: دقيقة واحدة

كيف نحارب داعش؟

يضج العالم هذه الأيام بشعارات مكافحة التطرف والإرهاب، الآلاف من المقالات تكتب، عشرات الدراسات تنشر والنتيجة حتى الآن : فشل ذريع للعالم أجمع في مكافحة هذا الداء! 

ولكن لعلنا نحاول هنا النظر من زاوية أخرى، فبدلاً من محاربة هذا المرض لماذا لا نحارب الأسباب التي تسببه؟. 

يدعي البعض أن داعش خرجت من دور تحفيظ القرآن والمساجد ولعله تغافل أن كل المسلمين يزورون المسجد خمس مرات في اليوم فهل كل المسلمين دواعش؟ 

شخصياً لا أعتقد أن داعش ومن قبلها تنظيم القاعدة أتت من المناهج الدراسية، دور التحفيظ أو حتى خطابنا الديني الذي يصفه الغرب بالتطرف. 

ولو عدنا إلى الوراء لرأينا أن السبب الرئيس في نشأة تنظيم القاعدة هو الغزو السوفيتي ثم الأمريكي على أفغانستان، ولو تقدمنا لرأينا أن بداية ظهور داعش بمسماها القديم كان في العراق إبان الغزو الأمريكي ثم توسعت إلى الشام بعد الحرب في سوريا

إذاً فبيئة الحروب هي بيئة مثالية تتكاثر فيها مثل هذه الجماعات وبما أن الغرب هو من يبدأ هذه الحروب فالغرب "على عكس مايدعي"  هو السبب الرئيس في نشأة وتكاثر هذه الجماعات وإن لم يكن السبب الوحيد. 

ولو  رجعنا إلى الإحصائيات التي نشرت حول عدد مقاتلي داعش ومن أين أتوا لوجدنا التونسيين في الصدارة رغم أن بلادهم هي أكثر البلدان العربية علمنة لحد التطرف وهذا دليل آخر يدحض مزاعم من يدعون أن داعش خرجت من المسجد. 

أؤمن دائماً بمقولة "التطرف يولد التطرف"  فالتطرف في العلمنة واستفزاز الشباب الملتزم والجاهل يولد ردة فعل عكسية لدى هؤلاء تجعله متطرفاً على الجهة المقابلة. 

ثم إن الظلم والاستبداد والفقر والفساد هي الأخرى عوامل مؤثرة تهيج الجهال وتولد فيهم حقداً على مجتمعاتهم وحكوماتهم. 

قد يقول قائل : إن الفقر والفساد والظلم ليست مشاكل مستحدثة في عالمنا العربي فلماذا لم تظهر داعش إلا في هذا التوقيت؟ 

أقول: إن هذه العوامل هي عوامل مساعدة،  لا تؤثر مباشرة ولكنها تنتظر البيئة والوقت المناسب للانفجار بشكل همجي وعكسي ضد كل معنى للحياة يمثل في نظرهم الحكومات " الطاغوتية"

ثم إن المساجد ودور التحفيظ هي الأخرى يتردد عليها كل مسلم منذ بعث النبي صلى الله عليه وسلم فلماذا يدعي البعض الآن أن روادها أصبحوا نواة لتشكل داعش وما شابهها؟ 

كل الأسباب التي ذكرت هي عوامل لا تنشئ تنظيماً إرهابياً ولكن ما إن تجد البيئة المناسبة حتى تتفاعل ويجتمع عليها الجهال لتكون تنظيماً يصعب القضاء عليه ويستنزف المليارات. 

فلو أردنا التصدي لداعش ومثيلاتها فيجب علينا إيقاف الحروب والغزو عن بلداننا وضمان حياة كريمة للشعوب حتى نقضي أيضاً على قابلية الشباب للانضمام لها في المستقبل


هذه التدوينة كتبت باستخدام أكتب

منصة تدوين عربية تعتمد مبدأ البساطة في تصميم والتدوين