Oktob
مدونين جددالأكثر مشاهدةأحدث المقالات
م

مبرمج ومحلل أنظمة

مدة القراءة: دقيقة واحدة

بلبيس، جاشان، القرية

بلبيس، جاشان، القرية

كانت القوافل القادمة من العراق والشام تستقر في غزة لتتجهز مغادرةً إلى مصر عبر تيه سيناء فتستقبلهم تلك القرية الوادعة الجميلة بلبيس بضفائرها الخضراء المخضبة بتلال الصحراء القريبة.

بلبيس أو جاشان مدينة قديمة بقدم الزمن جاب شوارعها يوسف بن يعقوب النبي الكريم بن الكريم بن الكريم صغيراً ولحقه إخوته حينما أطبق الجوع على الفيافي والقفار فدخلوها طلباً للمعونة والرزق، فأعطاهم ذلك الصغير الذي بيع يوماً ما، بعدما أصبح وزيراً للمُلك كل ما إحتاجوه وأخذ منهم صواع الملك لحاجة في نفسه قضاها.

فيخلد لنا القرآن الكريم هذه الذكري بين صفحاته وآياته (وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ الَّتِي كُنَّا فِيهَا وَالْعِيرَ الَّتِي أَقْبَلْنَا فِيهَا وَإِنَّا لَصَادِقُونَ)-82-[سورة يوسف]

وتعد بلبيس اولي القرى التي دخلها الانبياء والرسل الذين قدموا إلى مصر في ترحالهم وهم:- ابراهيم عليه السلام وزوجته سارة، وادريس، واسماعيل، ويعقوب، ويوسف، ولوط، وموسي، وهارون، ويوشع بن نون، ودانيال، وارميا، وعيسي ابن مريم وامه السيدة العذراء.

حتى أننا نستطيع ان نجزم بذلك لأن مسار القوافل الخارجة من تيه سيناء والقادمة من غزة فلسطين إلى مصر كانت بلبيس.

وقد انطلق المسلمون من غزة فلسطين خلال فتح مصر بمحاذاة البحر فمروا برفح ثم العريش حتى وصلو الفرما ثم بعد ذلك إلى بلبيس التي أقاموا فيها مسجد سادات قريش أول مسجد يقام في أفريقيا، وقد زارها كل الصحابة الذين قدموا إلى مصر مع الفاتحين بقيادة الصحابي الجليل عمرو بن العاص وتركوا فيها ذراريهم بعد أن طاب لهم العيش بين ربوعها الخضراء الجميلة وتلال الصحراء الشرقيه المترامية الأطراف.

بلبيس عاصمة الشرقية أشار الجبرتى في تاريخه إلى أن الأراضى الواقعة شرق مدينة بلبيس تسمى "شرقية بلبيس" لتحمل المحافظة إسم الشرقية حيث كانت بلبيس مركز المحافظة إلى زمن محمد علي باشا الذي نقل المركز من بلبيس إلى الزقازيق لتصبح المركز والعاصمة الجديدة لمحافظة الشرقية

وما يميز بلبيس وشحاها العربي الأصيل الذي لا زالت تتشح به إحياءً لذكرى الذين جابوها من الفاتحين العرب فتخلدها في المهرجان السنوي للخيول العربية الأصيلة و مهرجان الهجن الذي يقام سنوياً في صحرائها حتى ان أهل بلبيس دون غيرهم من مدن وقرى مصر يقبلون على تناول لحوم الإبل ويفضلونها على بقية الأصناف الأخرى حتى أنهم في عيد الأضحى يحرصون على ذبح الإبل صغيرة السن.

القرية أو جاشان أو بلبيس تلك المدينة الجميلة التي نحمل إسمها ونعتز به، حتى حينما نلتقي عبر صفحات الإنترنت نشعر بذلك الرباط القوي الذي يجمع بلابسة المعمورة على إختلاف أصولهم.


هذه التدوينة كتبت باستخدام أكتب

منصة تدوين عربية تعتمد مبدأ البساطة في تصميم والتدوين