لو عرض عليك يوما أن تقفز من جبل بواسطة مظلة أو أن تقوم بالسباحة على مقربة من أسماك القرش أو أن تخرج وتخطب أمام الناس، فماذا كنت ستختار؟

عرضت هذه الأسئلة في إحدى الدورات التدريبية، وطلب من المشاركين أن يحددوا أجوبتهم وفقا لثلاثة خيارات تدعى ( بالمناطق الثلاث ) ، فإما التوقف واختيار منطقة الألم ، أو خوض الغمار والدخول في منطقة التحدي أو الذهاب بكل ثقة إلى منطقة الراحة  ، وقد تباينت اختيارات المشاركين وفقا لشخصياتهم، فهذه المناطق هي في الحقيقة تمثل واقعا حياتيا لأصناف البشر وتحدد شخصياتهم ، فهم لا يخرجون عن إحدى هذه التصنيفات ، لكن يا ترى.. ماذا يعني لك أن تعيش في إحدى هذه المناطق؟ وما ميزة كل منطقة عن الأخرى؟ وأي منطقة هي الأفضل لكي تقيم فيها؟ لعلك تجد بعضا من الإجابات في السطور التالية .

سأتحدث في البداية عن ( منطقة الألم ) .. من يعيشون في هذه المنطقة هم أشخاص مترددون كثيرا ، لا يحبون خوض غمار التحديات ، يفكرون بالعواقب أكثر من اللازم ، وهم أيضا قليلو الإنجازات والنجاحات. أما الجهة المقابلة لمنطقة الألم ، فتدعى ( بمنطقة الراحة ) .. والأشخاص الذين يقيمون في هذه المنطقة هم أناس ناجحون يتبوؤون المناصب الرفيعة ، لكنهم يتوقفون بمجرد تحقيقهم للإنجاز، طموحهم قد توقف ، ولزموا أماكنهم ، وقد كانوا فيما مضى يقيمون في منطقة التحدي!!  المنطقة الأخيرة التي لم نتحدث عنها بعد هي( منطقة التحدي ) .. و سكان هذه المنطقة هم أناس جريؤون طموحون ، رواد وقواد ،  ذو تأثير و نفوذ ، يمتلكون روح تفاؤل عالية، يحبون الإقدام و خوض التحديات ، لا يتوقفون عند محطة معينة، يتنقلون من إنجاز إلى آخر، لديهم نجاحات وإنجازات كبيرة، لكنهم يبقون مقيمين في ذات المنطقة.

أخيرا.. لو خيرت في الإقامة بين هذه المناطق فماذا ستختار ؟ و هل أنت مستعد لدفع ثمن اختيارك ؟

نبض الكلمة:

عَلى قَدْرِ أهْلِ العَزْم تأتي العَزائِمُ ... وَتأتي علَى قَدْرِ الكِرامِ المَكارمُ

وَتَعْظُمُ في عَينِ الصّغيرِ صغارُها ... وَتَصْغُرُ في عَين العَظيمِ العَظائِمُ (١)

١- أبو الطيب المتنبي .