Oktob
مدونين جددالأكثر مشاهدةأحدث المقالات
م
مُرقص

Modern day Saudi hippie.

مدة القراءة: دقيقة واحدة

مراجعة - فلم مسامير

بدأت مشاهدتي لمسامير منذ ما يقارب الثمان سنوات، مع بداياتهم المتواضعة في اليوتيوب بشخصياتهم الأولية بكسل وعقيل وسلتوح، فمشاهدتي لهذا الفلم كانت بمثابة نشوة الثمان سنوات الماضية تتجسد في فلم سينمائي طويل أخيرًا، خصوصًا حينما أتذكر أن حلقتي المفضلة من مسامير هي حلقة (تحريات كلب) والتي كانت قريبة من أسلوب الأفلام السينمائية، كنت متحمس للفلم منذ بداية الصيف حينما كان يكتب عنه مالك وعبدالعزيز أسبوعيًا يتعهدون بمستوى الفلم من عدة نواح إخراجية وكتابية، فسقف توقعاتي كان مرتفع إلى أبعد درجة.

يحكي الفلم قصة الثلاثي المرح سلتوح وسعد والكلب بعد وصولهم إلى الحضيض في حياتهم وخروجهم القسري من مأواهم اليومي (الاستراحة) حيث يبدؤون برحلة البحث عن حياة جديدة فيجدون مسابقة للأبطال الخارقين يحاولون المشاركة بها لحماية المدينة.

أعلم أن القصة ليست واضحة ومترابطة من سردي لها هاهنا ولكن حقيقةً أنا لم أفهم القصة ومغزاها إطلاقًا حتى بعد نهاية الفلم، كانت أشبه بخلاط لأهم معايير ومحاور أفلام الكرتون العالمية جمعت في هذا الفلم بهوية قد تبدو سعودية بعض الشيء، بطل الفلم يواجه مصاعب، يحاول تخطيها، ويوجد شرير خارق يحاول تدمير المدينة، لا نعلم لم هو شرير وما هي دوافعه الإجرامية وأهدافه، حيث يحاول أبطال الفلم إيقافه، لا توجد أي أصالة أو ابتكار كما عهدناها في أعمال مسامير اليوتيوبية وهذا كان أكبر إحباط.

مسار البناء القصصي لحبكة الفلم أخذت أطول من اللازم، فكان تقريبًا ثلثي الفلم عبارة عن تعريف للشخصيات وقصة الفلم، ونهاية الفلم باتت غير مفهومة خصوصًا عندما لا يبنى لها مقومات درامية مسبقة تتفهم فيها دوافع الشخصيات والعالم وقصة الفلم، ففجأة انتقل الفلم من التعريف بالشخصيات والصعوبات إلى المشاهد الأخيرة النهائية.

قالب النكات كله كان معتمد على خصائص الشخصيات نفسها لا على النكتة وذكائها وبناءها ( بريمس - ست أب - بنش لاين) فمثلًا الكلب يعرف عنه أنه ثرثار ناقم بصوته المضحك وأسلوبه الساخر فأغلب النكات تأتي على هذا الشكل ولو كانت في مرات عديدة بدون هدف يخدم سياق المشهد أو القصة وهذا الشيء يلاحظ على أغلب النكات في الفلم وعلى جميع الشخصيات، حتى الشخصيات الجانبية تتكرر نكاتهم وأسلوبهم الكوميدي ثلاث أو أربع مرات بنفس النكتة تمامًا!

وجود الأغاني في الفلم كانت أغلبها عبارة عن عجيج وغثاء ونشاز موسيقي صوتي لا معنى له ولا هدف له من سير القصة إطلاقًا وكأنها موجودة فقط لجعل الفلم مناسبًا لجميع الفئات العمرية وخصوصًا الأطفال، فأغنية الشرير بندر مثلًا جاءت بشكل هزيل فجائية بدون أي مقدمات وكانت طويلة أكثر مما ينبغي واستخدم فيها أكثر من لون غنائي فقط لأسلوب التسلية وتقضية الوقت لا أكثر، وأغنية التورتيلا كانت طفولية وسخيفة جدًا جدًا تخرج المشاهد من جو الفلم بشكل غريب.

عادةً ما يغلب طابع رسومات معينة في كل مسلسل كرتوني أو فلم، فمثلًا ساوث بارك له أسلوب خاص في التحريك والرسم بات مكونًا لهويته الخاصة، وكذلك سيبمسون أو فاميلي قاي، بالمقابل الفريق في مسامير سبق وأن كوَّن هويته الخاصة الرائعة في الأسلوب والتحريك وعمل عليها لسنوات، ولكن في هذا الفلم كانت الهوية ضبابية ومشتتة خصوصًا في المشاهد التي يوجد بها سيارات تتحرك فتتشابك وتختلط هوية مسامير بأسلوب التحريك ثلاثي الأبعاد الرخيص المزعج لبقية مشاهد الفلم وهويته.


أتفهم ومتأكد أنه توجد صعوبات وعقبات عديدة واجهت صناع الفلم عبدالعزيز ومالك وقد تكون هي تسببت بظهور الفلم بهذا المظهر، ولكن بالنسبة لي كمشاهد لا أكترث بكل هذه الصعوبات خصوصًا عندما يرتفع سقف توقعاتي بشكل رهيب على مدى الأشهر التي سبقت الفلم، والأهم من ذلك أن السلبية الكبرى في الفلم وهي القصة والنكات لا علاقة لها بالتمويل بشكل كبير.


م
مُرقص

Modern day Saudi hippie.

المزيد من الكاتب

هذه التدوينة كتبت باستخدام أكتب

منصة تدوين عربية تعتمد مبدأ البساطة في تصميم والتدوين