Oktob
مدونين جددالأكثر مشاهدةأحدث المقالات
غ

قارئة، كاتبة، مستمرة في التعلم ، واكتساب المعرفة، وصولا إلى حياة الحكمة

مدة القراءة: دقيقة واحدة

هل أصبح كاتبا خالدا عبر الويب

السؤال السخرية في مسيرة الكتابة عبر الويب، هو: ماذا ستمتلكه هذه الكتابات من قيمة وجودية وسط عالم يعج بالتراكمات الكتابية والتأثيرية؟ هذا السؤال من شأنه الكافي أن يوقف تيار الدفع نحو الكتابة، أي كتابة، عبر الإنترنت للكاتب مثلنا. 

ومع هذا، فقد تذكرت كنت حين في سنوات الطفولة، كيف أن الكثرة كانت وباء حتى في المنشورات الورقية. إلا أن الأقلام الجادة والرصينة والتي آمنت بالكتابة هوية وجودية لها؛ هي وحدها الأقلام التي ثبتت أمام السيل العشوائي للكتابات قصيرة العمر. 

عندما نقرأ أسماء المؤلفين والكتّاب الكبار، لا نظن أنهم قد صاروا كبارا لنص أو نصين أو حتى نصوص السنوات المعدودة! لقد حفر كل واحد منهم اسما عبر "مسيرة عٌمْر" حرفيا، بل إنه من الطريف أننا في دراسات الأدب الإنساني، نقول : لو أن هذا الكاتب قد امتد به العمر أطول لكنا رأينا إبداعا أقوى قد يغير وجه العالم! وهذا هو العزاء في رحيل كافاكا مبكرا مثلا! 

يوما ما، وهو يوم بدأ منذ مطلع الألفية الحالية، ستصبح الإنترنت منصة حقيقية لا افتراضية، لأن يعيش فيها الكاتب وما يكتب، ولعلنا لا نشتط بالقول لو قررنا : بأن ما لم ينشر على الشابكة فإنه غير موجود، حتى لو كان مخترعا قبل زمن الشابكة هذا. 

التحقت - قبل عدة سنوات- للدراسة في دورات متخصصة عبر الإنترنت مع واحدة من الجامعات العريقة في التعليم عن بعد، فكنا نكتب أبحاث الواجبات الأسبوعية، ولأن معدل البحث العلمي في مهلة أسبوع هو شيء مجهد، كنت أقتبس من موسوعة ويكيبيديا مع الإشارة إلى المصادر بالروابط النشطة. فراسلتني الأستاذة المشرفة على المادة برسالة تقول فيها: أن ويكيبيديا وكل منشورات الإنترنت ليست مصادر علمية نرتضيها في البحث العلمي! فعملت بأمرها أو نصيحتها. ثم بعد سنوات، وتحديدا في أيامنا هذه، صدرت الموافقة على حجية ويكيبيديا وبعض المصادر على الإنترنت باعتبارها مصادر قد اكتسبت وثوقيتها من التداول الكثير لمواردها، ثم عدم تقدم أي مؤسسة علمية معتبرة للاعتراض على ما يتم نشره في هذه المصادر الإلكترونية. 

فإذا تغيرت مسألة الوثوقية للمصادر العلمية في ظرف خمس سنوات، نتيجة الحاجة إلى تيسير الوصول إلى مصادر البحث العلمي على مستوى العالم، فما بالنا بعقود -فاتت وقادمة- ستعزز من الوثوق بمنصة الإنترنت كمرجع للكتابة الإبداعية لكل الكتّاب والمؤلفين الذين ينشرون كتاباتهم في مدونات، أو تغريدات، أو كتب إلكترونية، وحينها تعود المسؤولية للكاتب -نفسه- بأن ينشر ما هو لائق لسمعته القادمة، وألا يتورط في خداع الوسوم السريعة (هاشتاغ) التي لا تجعله يكتب كما ينبغي للكاتب أن يكتب؛ ذلك الكاتب الذي يكمن الخلود في سطوره، والإنسانية في كلماته، والزهد في أخلاق مؤلفاته.

الاعتبار لكتّاب الإنترنت مرحلة آتية لأنها تلقائية في مسيرة تقدم الفعل الإنساني،  وهي ضرورة بقاء للشابكة، ثم للتداول الوجودي على الشابكة: تداول الأفكار، وتداول الحقائق! فلتكن ساميا أيها الكاتب في الصراع الإلكتروني على الإنترنت. 

Photo by Ludovic Toinel on Unsplash


غ

قارئة، كاتبة، مستمرة في التعلم ، واكتساب المعرفة، وصولا إلى حياة الحكمة

المزيد من الكاتب

هذه التدوينة كتبت باستخدام أكتب

منصة تدوين عربية تعتمد مبدأ البساطة في تصميم والتدوين