عزيزي القارئ ، لا تهدر دقائقك الثمينة في سطور حمقاء

أما بعد ...

ثمة مجموعة من القواعد "والأحري أنها أصبحت مجموعة من التقاليد" التي ينبغي عليك يا عزيزي أن تخضع لها ذليلا دون أن تحرك ساكنا.

• لا تكن عادلا إلا في حق الغير ، أما عن حقك فلا تجعل العدل فارسا ينتصر له ، وإن فعلت فأنت متهم بالأنانية.

• لا تكن هادئا دوما ، لا تكثر من الاستماع ، لا تعتقد أن الوقار والرزينة سيكونان درعا لك ، وتذكر أنك متي تحليت بذلك فأنت حي في تعداد الأموات.

• لا تفكر ، لا تتأمل ، لا تقارن ، لا تعتقد أنك خلقت لأمور جليلة كهذه ، أنت هنا في خدمات الأسياد فكُف عن التزمر ، ازهد في غضبك ؛ فالأسياد لا تتحمل تلك الململة التي تحدثها وذاك الصخب الذي تضرمه.

• إياك ثم إياك أن تكون لطيفا ودودا أو واقعيا صريحا ، داوم أن تكون كورقة من وريقات شجرة أتي الخريف فأزاحها دون يدرك لها ماهية ؛ فأنت يا عزيزي بلا هوية ومتي ما كانت لك هوية فلعل تلك الهوية بحاجة لأن تبحث عن جسد يدركها.

■ بكل أسف يا عزيزي ، أن تكون ذا خلق ، ذا مبادئ ، ذا بصيرة وأمل فأنت ذكري حيوان طمر تحت طبقات الأرض ولا تحزن فما هي إلا مئات السنوات ويذكرونك بكل تقدير في مناهجهم كونك ذهبا أسودا دنيئا لكنك ستجلب حينها لأحدهم شرفا ومالا.