Oktob
مدونين جددالأكثر مشاهدةأحدث المقالات
غ

قارئة، كاتبة، مستمرة في التعلم ، واكتساب المعرفة، وصولا إلى حياة الحكمة

مدة القراءة: دقيقة واحدة

(..)-دون تفكير

 عندما يثور شخص بتصرفات خارجة عن قياس العقل والعادة؛ نقول عنه أنه يتصرف دون تفكير! فمحو التفكير عنه كفيل باختصار كل معاني العشوائية، والغوغائية، والاضطراب.

ومن غريب الحال، أن يتضخم اليوم مفهوم الثقافة ليعكس كل شيء، كل شيء حرفيا، عدا مؤونة الفكر واتزان التفكير.. إن الحشو العقلي مرحلة تمهيدية، في مقابل التخرج بتقدير التفكير  ذي الدراسات العليا - بحسب لغة التدرج المدرسي-.

ومن الجَور أن نفترض أن العقل غير المثقف لا يمارس التفكير، فالتفكير مهمة أصيلة من أعمال الذهن. الثقافة تقدم للتفكير قيمة وتنظيما، أي تجعله ذا قيمة، والتفكير بدوره يبادل الثقافة ليمنحها الحيوية التي تخرجها من طور السكون إلى حياة الفكرة والشعور، ولربما التطبيق كذلك.

عندما لا تنمو المعلومات المتلقاة لتصبح حوارات فكرية، ثم لا تتجذر الفكريات لترسم دوائر ثقافية توسع مدارك  الأخلاق، وتزيد من جرأة القلوب، وتصبغ المجتمع بطابع المرونة والتقبّل، فإننا أمام معضلة الثقافة مع نفسها، والتي هي في جوهرها التوقف عن التفكير.

المفكر مثقفا، والمثقف مفكرا، هذا المشيج غير القابل للانفصال إلا بموت أحدهما أدبيا، يسمح بولادة الأعمال العظيمة في الكتابة والآداب، على مختلف نتاجات الكتابة والأدب. إذ لا يخلو أدب من تثقف، لأن الأدب مقام التعبير عن الفكر بحرية واتساع. 

وهنا ننتهي إلى تقرير العنوان: (ثقافة- دون تفكير)، ونفي المقدمة؛ من أن المثقف ليس أهوج الرأي، لأن -المفروض- أنه يبني رأيه على جهد الفكر الكؤود واليقظ.

-----------------

Photo by Fahrul Azmi on Unsplash




غ

قارئة، كاتبة، مستمرة في التعلم ، واكتساب المعرفة، وصولا إلى حياة الحكمة

المزيد من الكاتب

هذه التدوينة كتبت باستخدام أكتب

منصة تدوين عربية تعتمد مبدأ البساطة في تصميم والتدوين