Oktob
مدونين جددالأكثر مشاهدةأحدث المقالات
م
مُرقص

Modern day Saudi hippie.

مدة القراءة: دقيقة واحدة

مراجعة - فلم شمس المعارف

كشاب سعودي محب للسينما ومعاصر لتطور الصناعة في السعودية كان من المهم علي مشاهدة هذا الفلم، دخلت الفلم متحمسًا بعض الشيء كوني مشاهد قديم لتوب فايف وأعمال الأخوين قدس عمومًا، على الرغم من تجاربي السابقة السيئة مع الأفلام السعودية الطويلة، فبعد بركة يقابل بركة ورولم ومؤخرًا ومسامير، ولكن تجاربي السابقة السيئة مع السينما السعودية  في بركة يقابل بركة ورولم ومؤخرًا مسامير، حتَّمت علي كبح هذا الحماس وإخفاض سقف التوقعات إلى أدنى درجة.

تجري قصة أحداث فلم شمس المعارف في عام ٢٠١٠ مع بداية ظهور حركات الإعلام الجديد في اليوتيوب وغيرها، حول حسام، الشاب الفاشل في دراسته وهاوي التصوير وصناعة المحتوى والأفلام والذي يحاول الموازنة بينها وبين تحصيله العلمي وسط ضغوطات أسرية وحواجز اجتماعية أخرى وسط. مشاركة صديقه الوفي معن وأستاذه غريب الأطوار عرابي، الذي يحاول استعادة أمجاده المدَّعاة في عالم التمثيل، والعلاقة بين عرابي وحسام جديرة بالاهتمام، فعرابي الأستاذ الشديد صاحب الهيبة في المدرسة وصل به الحال إلى أن يقايض هيبته وسطوته إلى أحد طلابه من أجل أن يستعيد ما كان يحب القيام به حقيقةً، لتنشأ مغامرة وصديقة رائعة بين الطرفين.

على الرغم من جودة القصة والكتابة فيها، على الأخص من ناحية التقديم الابتدائي لها ولشخصياتها وتطور الأحداث والصراعات في الفلم، إلا أنه توجد بعض الكليشيهات المبتذلة نوعًا ما على غرار ”قاتل لأحلامك“ ”لا تفشل“ ”النهايات السعيدة الوردية“ ”الخير مقابل الشر“ وغيرها، إضافةً إلى عدم الحاجة لبعض المشاهد المكررة التي أطالت من مدة الفلم نوعًا ما.

بالنظر لقصة الفيلم والسيناريو فلا تتوقع أماكن التصوير خلابة رائعة وبإبداع بصري في استخدام الكاميرا، إلا أنه من أكثر ما شدني أثناء المتابعة هي زوايا التصوير والسينماتوقرافي ومعالجة الألوان بشكل رائع ومختلف عن اللقطات الكسولة المعتادة.

الكوميديا المستخدمة في الفلم هي كوميديا ذكية ومختلفة، لا تعتمد على التهريج واستخدام الانفعالات الجسدية والمبالغة في اللهجات لإضحاك المشاهد، بل على. إما نكت كوميديا الموقف الواضحة أو نكت مبنية طويلة قد لا تفهم الا بعد مشهد أو اثنين، إضافةً إلى استخدام اللغة والثقافة اليومية الدارجة والسوقية أحيانًا في توظيف الفكاهة في الفلم.

استخدم فارس قدس أغاني مختلفة في الفلم معتمد على الحركات الموسيقية المستقلة والفنانين الشباب وكانت خطوة موفقة، مواكبة لنمط القصة وصناعة المحتوى المستقبل دون التوغل في أغاني طلال مداح التي يستخدمها نصف الصناع السعوديية لدغدغة مشاعر النوستالجيا المفتعلة.

يوجد بين طاقم التمثيل تناغم عجيب رائع وهذا ما يثبت حماسهم للفلم، خصوصًا أنه يرتبط شخصيًا مع الكثير منهم على صعيد الحياة الواقعية، كنت متحفظًَا من إسماعيل الحسن الذي يمثل شخصية معن، ولكن تقمص شخصيته بشكل جيد، ربما لكونها تشابه أدواره في نادي جدة للكوميديا التي أكرهها أصلًا، ولكن بالمقابل بعض الممثلين الذين خرجوا في دقائق قليلة كانت أدائاتهم متواضعة بعض الشيء مما أخرجني من جو الفلم نسبيًا، إضافةً إلى اختلاف الملامح العمرية بين الكومبارسات المستخدمين في مشاهد المدرسة وبين أبطال الفلم، أيضًا أزعجتني المشاهد الكرتونية الفجائية التي لا تمت لطابع الفلم بالكثير، والتي تستخدم إلى حد ما أسلوب ”تلقيم الرسائل والمشاعر بالملعقة.“.

على الرغم من تشابه الفلم مع الكثير من الأفلام السعودية من ناحية أنها أفلام حقب زمنية (Period Films) حيث أنه تقع أحداثه في ٢٠١٠ وسط صعود الإعلام الجديد واليوتيوب، إلا أنه لم يبتذل الحبكة لإدخال حوارات سخيفة مفتعلة في سياق الأحداث، كمثلًا إدخال شخصية الأستاذ أو الصديق المتدين المتزمت التكفيري والتي تصدعت رؤوسنا من رؤيتها دائمًا، ركز فقط على الصناعة وعلى المحتوى آنذاك.

شاهدت الفلم مع اثنين من الأصدقاء، وبعد الخروج من الصالة في النهاية، كنت أطمح بأن أخرج وأقول بأنه ”قابل للمشاهدة“ وجيد، ولكن ما اتفق عليه جميعنا بأنه فلم جيد جدًا ويستحق المشاهدة، وباعتقادي أنه مع تطور الصناعة مستقبلًا قد يصبح بمثابة الحجر الأساس لأفلام الكوميديا السعودية أو future classic كوميدي على صعيد السينما، مثلما فعل بدر صالح ولقيمات والتمساح ولا يكثر وغيرهم، الذين يعتبروا من كلاسيكيات اليوتيوب وصناعة المحتوى السعودي الآن.


م
مُرقص

Modern day Saudi hippie.

المزيد من الكاتب

هذه التدوينة كتبت باستخدام أكتب

منصة تدوين عربية تعتمد مبدأ البساطة في تصميم والتدوين