Oktob
مدونين جددالأكثر مشاهدةأحدث المقالات
غ

قارئة، كاتبة، مستمرة في التعلم ، واكتساب المعرفة، وصولا إلى حياة الحكمة

مدة القراءة: دقيقة واحدة

متى نهرم؟

هناك إلماحة للفيلسوف سقراط حول الكتابة كمهنة. حيث يرى أن النقص في الأثر الفني عن نقل دقائق الواقع يجعل الكتابة عملية رديئة! ولعلنا ننبه -أولا- أن سقراط حين تناول الكتابة بغضب وإغضاء من مكانتها، إنما كان يتحدث عن نوع من الكتابة الوظيفبة والخطابية التي يذهب من أجلها السائل إلى كاتب ديوان أو محكمة ليكتب له شكايته. وحينها يتفنن الكاتب بكل أساليب الكتابة ليجعل موكله يكسب الموقف والقضية ولو تحايلا! وهذا بلا شك سلوك أخلاقي منبوذ، وينبغي أن لا يلقى بإثمه على الكتابة كصناعة.

ولكن أفلاطون في تصنيفه (الفيدروس) علّق على نقص الكتابة بوصولها إلى الهرم-شأن الكائن الحي- فالهرم، هو: العحز عن تنفيذ ما أُحسِن تصوّره!! أي أن كل ما بخرج من بين أيدبنا من أعمال، ويكون في صورته النهائية، خلافا لما تصورناه ذهنيا قبل الشروع به؛ هنا نكون قد أصبنا بالهرم، بصرف النظر عن العمر الذي نعيشه!؟  فكرة غريبة ومدهشة معا.

وعلى هذا، فقد يهرم النص الردئ قبل كاتبه الجيد، أو معكوسا، قد يتسبب الكاتب الهرم في نتاج سالات من نصوص رديئة، لمجرد أنه فشل في محاكاة ذهنه هو. 

إن الدمج بين الكاتب والنص في الأحكام المطلقة يعد خطرا ساحقا على كليهما، ولكننا أيضا وبوجه ما، لا نستسيغ رأي القائلين بالبتر  بين النص والكاتب، وكأن النص حين يخرج من وجدان كاتبه لا يعود يمثّل أحدهما الآخر.

إن النص هو الآخر بالنسبة للكاتب، والكاتب أيضا هو الآخر بالنسبة للتص، وتحت نعت "الآخَر" يتم ضم التناقض، والنقد، والتمثّل بين ذاتين هما: الكاتب والنص، مع الاحتفاظ بهامش الحرية للتنوع والاختلاف والتغاير بينهما.

حين أكتب ف"أنا" هو نَصّي"، ولكن حبن أنشره فسأفكر إن كنت هو "أنا" أم  هو "نَصّي".


غ

قارئة، كاتبة، مستمرة في التعلم ، واكتساب المعرفة، وصولا إلى حياة الحكمة

المزيد من الكاتب

هذه التدوينة كتبت باستخدام أكتب

منصة تدوين عربية تعتمد مبدأ البساطة في تصميم والتدوين