Oktob
مدونين جددالأكثر مشاهدةأحدث المقالات
B
Bushra abu ghaluon

اكتبُ الهردبشت

مدة القراءة: دقيقة واحدة

ملخص كتاب Maid: hard work, low pay, and mother's will to survive

maid: hard work, low pay, and mother's will to survive

خادمة، عملٌ شاق، تدنٍ في الأجور، وإرادة الأم للبقاء على قيد الحياة 

اسم المُؤلف: ستيفاني لاند

اسم المُحرر: بشرى أبو غليون

نبذة عن الكتاب: 

يتحدث الكتاب عن قصة شخصيّة حصلت مع الكاتبة ستيفاني لاند، قبل خمس سنوات؛ حيث كانت تعمل في تنظيف المنازل مقابل أجور زهيدة، في مدينة صغيرة قرب سياتل في ولاية واشنطن. ظهر الكتاب لأول مرة في قائمة نيويورك تايمز لأكثر الكتب مبيعاً،  وأشار موقع أمازون إلى أنّ "خادمة" واحد من أفضل الكتب في شهر كانون الثاني الماضي، فيما وضعت دار "بارنز ونوبل" الشهيرة للنشر الكتاب على قائمته للكتب الموصى بها خلال شهر شباط. 

لمن يُنصح بقراءة هذا الكتاب؟ 

  • المهتمّون في دراسة علم الاجتماع وأبعاده الثقافية. 

  • المهتمّون في القيام بأنشطة اجتماعية تختص بالفقراء وحقوقهم. 

  • الراغبون في قراءة قصص مقتبسة من وقائع حقيقيّة بحتة. 

نبذة عن المؤلف:

ستيفاني لاند كاتبة أمريكية من أسرة من الطبقة المتوسطة. أصيبت بحادث سيارة في سن السادسة عشر؛ مما أدى إلى تعرضها لاضطراب ما بعد الصدمة والذي تفاقم في وقت لاحق بسبب اضطراباتها المادية، عملت خادمة في واشنطن، وهي أم ومطلقة. حصلت على منحة مكنتها من دراسة البكالوريوس في اللغة الانجليزية والكتابة الإبداعية في جامعة مونتانا عام ٢٠١٤م. 

وصف مختصر: قصة حقيقية لفتاة مثابرة تدعى ستيفاني، عملت 'خادمة'، ولم تستلم في وجه القدر. 

الأفكار الرئيسية :

  • الموطن الأصلي 

  • أحلام الشباب الوردية

  • مفاجآت القدر

  • الاستنجاد بالعائلة 

  • قرار البقاء بعيداً

  • مواجهة إهانة المجتمع 

  • قرار العمل كخادمة

  • صعوبات المهنة

  • الإصرار على تحقيق الأحلام

مقدمة

  تخيل فكرة أن تكون أباً أو أماً وتعيش فقيراً، وتعمل أيضاً في وظيفة مرهقة، بعضنا لا يمكنه تحمّل أحد هذه المهام، فماذا لو كانت كلها مجتمعة في شخص واحد! ليس هذا فحسب، أن يكون في أميركا! بالنسبة للعديد من الأميركيين، هذه ليست فكرة خيالية، بل هي حقيقة حية. قد تكون معالم هذه الحقيقة غير مألوفة بالنسبة لك. لأنك لم تجربها بنفسك، ربما أنك تعرف بعض الحقائق والإحصائيات حول حياة كهذه، لكن ما هو الواقع؟ ولو أنك عشته،  فكيف عليك التصرف؟  وكيف تواجه هذه الضغوطات؟  

هذا ما ستقدمه لنا ستيفاني لاند في هذا الكتاب. 

الموطن الأصلي 

      كانت ستيفاني لاند في أواخر العشرينات من عمرها، وتعيش في بورت تاونسيند بواشنطن؛ وهي مدينة ساحلية صغيرة تقع في الطرف الشمالي الشرقي من جزيرة صغيرة، وعلى الرغم من جذورها العميقة في المنطقة الشمالية الغربية المحيطة بالولاية، إلاّ أنها شعرت بانفصال عنها.  عاشت بجانب عائلتها في مقاطعة سكاجيت حيث ولدت،  ولكن عندما كانت في السابعة من عمرها، انتقلت عائلتها إلى أنكوراج، ثم ألاسكا؛ حيث نشأت وقضت سن الرشد.

       من خلال العودة إلى شمال غرب واشنطن، تنوي ستيفاني العودة إلى جذورها، ولكن ليس لفترة طويلة. كانت من المفترض أن تكون نقطة توقف قصيرة في رحلتها بعيدًا عن ألاسكا.  كانت وجهتها النهائية مدين نائية أخرى مثل: ميسولا، مونتانا. لطالما أحبت ستيفاني الكتب وكانت تحلم بأن تصبح كاتبة.  ومنذ أن قرأت وصف جون شتاينبك المثيرة لمونتانا في رحلته، كانت تحلم بالعيش في "بيج سكاي كنتري" - وهو لقب شائع للدولة -.

        ولبرهة من الزمن، تصورت ستيفاتي أنّ كل أحلامها تتجمع.  فالمدينة هي موطن لجامعة مونتانا، التي لديها برنامج للكتابة الإبداعية التي كانت دائما تريد حضورها.  لكنها احتاجت إلى توفير ما يكفي من المال لتحمّل تكاليف الانتقال إلى ميسولا، التي كانت مكانًا مكلفًا للعيش، ولسوء الحظ، كانت فرص العمل شحيحة في بورت تاونسيند، وكانت معظمها وظائف منخفضة الأجور في قطاع الخدمات.  حصدت ستيفاني دخلاً من خلال العمل في مقهى، وفي رعاية نهارية للكلاب، وفي وسوق للمزارعين.

 أحلام الشباب الوردية

       التقت ستيفاني بجيمي، لقد كان شابًا في وضع مماثل لها، كان يفتقر إلى التعليم الجامعي، ويعمل في وظائف مختلفة،  وكان ينوي التخطيط للانتقال إلى مكان آخر في أسرع وقت ممكن.  لقد عاش في عربة صغيرة مليئة بالكتب لكتّاب مثل تشارلز بوكوفسكي وجان بول سارتر.

       انجذبت ستيفاني إلى أذواق جيمي الأدبية. وأُعجبت به،  ثم  بدأت علاقتهم تكبر، وانتقلت إلى المدينة التي يعيش فيها، ولكن كان من المفترض أن يكون هذا مجرد ترتيب مؤقت.  عن طريق تقسيم الإيجار الذي تبلغ قيمته ٣٠٠ دولار، وتوفير ما يكفي من المال لمتابعة أحلامهم.  بمجرد أن يتمكنوا من تحمّل ذلك، خططوا إلى الذهاب إلى بورتلاند.

مفاجآت القدر

       كانت علاقتهما لا تزال قوية ومتينة، وفي عيد ميلادها الثامن والعشرين، تفاجئت ستيفاني أنها حامل، فكرت ستيفاني إما في الإجهاض أو إبقاء حملها سراً عن جيمي.  وبهذه الطريقة، ستكون قادرة على متابعة رغبتها في الالتحاق بجامعة مونتانا وأن تصبح كاتبة.  لكنّ عاطفة الأمومة أسَرتها بالكامل، وشعرت بأنها مضطرة لإعطاء جيمي فرصة ليكون أبًا أيضاً، لذلك مزقت طلبها الجامعي وقررت البقاء في واشنطن.

        أراد جيمي منها إجراء عملية إجهاض، لكنها كانت غاضبة، ورفضت.  كان جيمي قلقاً من احتمال دفع نفقة الطفل، وأصبح سلوكه مسيئًا تجاهها، مليئاً بالشتائم والتهديدات، والانفعالات في الكلام. تمنت ستيفاني أن تكون قوية بما يكفي لتركه في تلك المرحلة، لكنها بقيت معه خلال فترة حملها وبعد ولادة ابنتها ميا.  ورغم أنه استمر في إساءة معاملتها، إلاّ أنها قررت البقاء معه. 

       ثم كبُرت ميا وأصبح عمرها سبعة أشهر، قررت ستيفاني أن تكتفي بهذا القدر من الذل والإهانة، وقالت في نفسها: "لقد حان الوقت لمغادرة هذا المكان المريب". وأخبرت جيمي برغبتها في الانفصال عنه، لكنه غضب منها، ورَدّ عليها بالكثير من الشتائم،  وبعض اللكمات، وبعد هذا اليوم، قررت أن تكون قوية، وأن تقف في وجهه، ولم تقبل أن يؤرق شخص مثل جيمي صفو حياتها، حتى لو أنها ستكون فقيرة ووحيدة، ولا يوجد من يُعيلها! 

الاستنجاد بالعائلة

      في عام ٢٠٠٨م، انتقلت ستيفاني مع طفلتها إلى بيت والدها وزوجة أبيها، الذي كان موجود في أطراف قريبة من واشنطن. كانت والدة ستيفاني تعيش في أوروبا؛ لذلك كانت خارج المشهد إلى حد كبير، أما والدها فكان يعمل كهربائي، ولكن في تلك الفترة كان هناك ركود في تلك المهنة؛ مما أثّر على دخل الأسرة . كما أنّ ستيفاني وطفلتها وضعتا الأب تحت ضغوط مالية إضافية، لم تكن في الحسبان؛ مما تسبب في توتر الجو العائلي ككل. 

        شعرت ستيفاني حينها بعدم الارتياح في العيش مع هذا الوضع العائلي.  وكانت تشتكي لوالدها دوماً عن معاناتها مع زوجها الذي تخلى عنها وعن ابنتها ميا،  وفي إحدى الليالي، وبينما الجميع نائمون، دخل والدها وزوجها في عراك حاد، وفي صباح اليوم التالي، رأت ستيفاني كدمات على ذراع زوجة أبيها، وشعرت حينها بالمسؤولية. وأنّ ثمة رغبة ملحة تدفعها للهروب من هذا المكان الموحش، وفي ذلك اليوم بالذات، قررت الذهاب، جهزت نفسها، وانتقلت إلى مأوى لا تدري أين هو.

قرار البقاء بعيداً 

  بعد تهديد والد ستيفاني لجيمي، قرر جيمي إرسال مدفوعات نفقة الطفل بقيمة ٢٧٥ دولارًا شهريًا، ورعاية ميا لعدة ساعات في عطلة نهاية الأسبوع. ونظرًا لعدم توفر الدعم العائلي؛ أصبح المصدر الرئيسي لمساعدتها هو الدعم الحكومي العام، ولكن حتى هذا كان محدود أيضًا.

    انتقلت بعدها إلى شقة صغيرة كانت ضمن ما يقدمه الدعم الحكومي التي لجأت إليه ستيفاني. ولكنها لم تدم فيها طويلاً، وانتقلت إلى شقة غيرها في مبنى سكني تم توفيره من قِبل هيئة الإسكان المحلية، وتشترك في بعض الميزات المشتركة. لقد كانت أماكن كئيبة إلى حد ما؛ حيث كان الملجأ عبارة عن مقصورة صغيرة منعزلة مع أرضيات قذرة وجدران زائفة وأثاث بسيط.  كما كان للمبنى السكني جدران رقيقة، عدا عن أنها كانت مؤقتة فقط.  وكان لكل منهما حدود زمنية صارمة، مثلاً؛٩٠يومًا للبيت، و٢٤ شهرًا للشقة.

       بالإضافة إلى أنهم طلبوا منها أن تقضي معظم وقتها في زيارة المباني الحكومية لمختلف برامج المساعدة العامة، وتجتمع مع مجموعة من أخصائيي الحالات، وتنضم إلى طوابير طويلة من الفقراء والمحتاجين. حيث يحمل جميعهم مجلدات مليئة بالأوراق التي تثبت أنهم فقراء، وكان عليهم تقديمها كلما طلبوا المساعدة. 

      عندها شعرت ستيفاني أنها تخوض متاهة صعبة؛ إذ كان عليها الانسياق نحو برامج الدعم الحكومي والمتطلبات التابعة لها.  أحد هذه البرامج وُجد لمساعدة الأُسر منخفضة الدخل، بحيث يدفع عنهم فواتير الماء والكهرباء والغاز، بشرط حضورهم ندوة إرشادية مدتها ثلاث ساعات؛ إذ يتعلم المشاركون أنّ عليهم إطفاء الأنوار عند مغادرتهم الغرفة، إلى جانب "دروس" سخيفة للغاية، اضطرت ستيفاني إلى سماعها، من أجل العيش.

مواجهة إهانة المجتمع 

        رغم كل هذا، شعرت ستيفاني بالامتنان للمساعدة الإسكانية التي تلقتها من الحكومة، إلا أنها شعرت أيضًا بالتوتر والإرهاق بسبب القواعد والضوابط اللازمة، والمراقبة التي رافقتها طوال فترة سكنها.  ففي نظرها، أنّ هذا الوضع مهين بالنسبة لشخص فقير؛ فبدلاً من التعاطف والثقة والاحترام، يتم التعامل مع ذوي الدخل المنخفض بالعنهجية والازدراء؛ إذ إنّ هناك نظرة نمطية منتشرة ومستمرة مفادها أنّ هؤلاء الأشخاص هم عمال تحميل كسالى يهدرون وقتهم وأموالهم على المخدرات والكحول والرذائل الأخرى. 

        هذه الصورة النمطية بدورها توضح أنه لا يوجد من يلومهم سوى أنفسهم، بسبب فقرهم.  فإذا عملوا بجهد أكبر وتصرفوا بشكل أفضل، يمكنهم إخراج أنفسهم من مشاكلهم المالية، أو هكذا يعتقد الكثيرون، متجاهلون الظروف غير المتوقعة ونقص الدعم والفرص المحدودة التي يمكن أن تؤدي إلى الفقر، كما في حالة ستيفاني.  يشعر الكثير من الناس بالاستياء تجاه متلقي الرعاية الاجتماعية؛ لأنهم ينظرون إلى الفوائد على أنها منشورات غير مستحقة.

       شهدت ستيفاني الاستياء مباشرة من أشخاص قريبين منها. على سبيل المثال، بعد انتقالها إلى أحد هذه الشقق، اتصلت بصديقة لمناقشة خططها للمضي قدماً في حياتها.  تضمنت العديد من هذه الخطط استخدام أشكال مختلفة من الرفاهية للحصول على الضروريات مثل الغذاء والسكن والغاز والحليب لطفلتها.  وعند سماع صديقتها هذه الكلام، قالت الصديقة بسخرية: "أنت بالذات مرحبٌ بك"؛ مما تلمح إلى أنّ أموال الضرائب كانت تدفعها عنها الحكومة، فلن تحتاج صديقتها إلى الدفع حال عاشت معها. 

كما تكررت العديد من المواقف المحرجة كهذه. فإنها كأحد الأمريكيين الفقراء، الذين يتلقون الرعاية الاجتماعية، يواجهون كل يوم مزيجًا سامًا من المواقف المؤذية ، والعبارات الجارحة،  والكلام المضني.

    

 قرار العمل "كخادمة"

ضلت ستيفاني تحاول المضي قدماً في حياتها، رغم جميع المطبات والعثرات التي واجهتها؛ لكونها أم مطلقة، دون دعم عائلي، لا يمكنها ترك ابنتها في المنزل مع شريك أو أحد أفراد أسرتها للذهاب إلى العمل. كانت بحاجة للعثور على رعاية الأطفال.  ولكن بدون مساعدة حكومية، لم تكن قادرة على تحمل تكاليف الرعاية اليومية لابنتها ميا. وبعد البحث المطول، عثرت على عمل كخادمة لدى شركة تنظيف.

         كان هذا العمل شاقًا بالطبع، لكنه قدّم فائدة واضحة لم تنساها طوال حياتها لحياة الآخرين؛ فمع هذا الإحساس المستمر بالإهانة، راودها شعور قوي بالحاجة إلى إثبات قيمتها مقابل نظرات الآخرين لها.  وهذا يعني دحض الصورة النمطية للفقراء والمحتاجين. فهي تعمل باستمرار، ليس فقط في وظيفتها كخادمة،  ولكن أيضًا في رعاية ابنتها والحفاظ على منزلها. 

صعوبات المهنة

 ورغم أنّ هذه المهنة وفّرت لها الدخل الجيد، لكنها كانت مليئة بالصعوبات، مثلاً: كان عليها أن تقود سيارتها الخاصة إلى جميع المنازل التي خصصتها لها شركة التنظيف؛ وذلك لأن عملاء الشركة منتشرين، فقد يستغرق الأمر ما يصل  ساعة واحدة للوصول إلى منزل عميل واحد.  ولم تكن الشركة تعوضها عن تكلفة


B
Bushra abu ghaluon

اكتبُ الهردبشت

المزيد من الكاتب

هذه التدوينة كتبت باستخدام أكتب

منصة تدوين عربية تعتمد مبدأ البساطة في تصميم والتدوين