ملخص كتاب So You’ve been publicly shamed
So You’ve been publicly shamed
لقد تم التشهير بك علناً
اسم المؤلف: جون رونسون.
اسم المُحرر: بشرى أبو غليون.
نُبذّة عن الكتاب:
يتحدث الكتاب عن قصة حقيقية واجهت الكاتب، يوضح فيها تفاصيل انتحال مجموعة من الأشخاص حسابه الشخصي على تويتر، ويذكر الأحداث بحذافيرها والمشاعر التي اختلجت قلبه حينها، وكيف ساهم في عودة العقاب العلني في أميركا من جديد، ويقدّم رونسون أيضاً العديد من الأمثلة التي قد تحول حياة البعض إلى جحيم بسبب شبكات التواصل الإجتماعي.
لمن يُنصح بقراءة هذا الكتاب:
-
محبو قراءة القصص والروايات المبنية على قصص حقيقية.
-
المُهتمون في معرفة الآثار السلبية للتكنولوجيا الرقمية.
-
المُلهمون والراغبون في اكتساب الشجاعة والدفاع عن أنفسهم.
نُبذّة عن الكاتب: جون رانسون كاتب وصانع أفلام وثائقية، حاز على العديد من الجوائز العالمية وعمل مقدماً لبرنامج إذاعي في التسعينات وقائداً لفرقة ماندي مان الموسيقية، وهو مؤلف للعديد من الكتب الأكثر مبيعاً مثل كتاب (عن فرانك) وهو أشهر القصص الحقيقية التي تم عرضها كفيلم و(الضياع في البحر) و(اختبار مختل عقلياً).
الفكرة الرئيسية للكتاب: قصص حقيقية تروي أحداثاً سببتها الآثار السلبية الناتجة عن التطور التكنولوجي.
الأفكار الرئيسية:
-
بداية تلقي الصدمة.
-
البحث عمّن وراء الشاشة.
-
التطاول غير الأخلاقي.
-
الهدوء والتفكير الإيجابي.
-
الحوار والنقاش المُستفز.
-
التردد في اتخاذ القرار.
-
الشعور بالنصر.
-
تحقيق النتائج المرجوة.
-
أمثلة أخرى على التشهير.
مُقدّمة
تخيل أن تستيقظ يوماً ما، وتجد أحدهم قام بانتحال اسمك وإنشاء حسابٍ جديدٍ خاص بك، وكتابة معلومات مزيفة خاصة بك! الأمر مُفزع حقاً؛ حيث أنه مع التطور التكنولوجي الهائل أصبح بإمكان أي شخص كتابة ما يرغب به وبأي طريقة يريدها على الملأ ودون وجود رادع له، ومع تزايد مستخدمي مواقع التواصل الإجتماعي، لم نعد نميز بين المستخدم الحقيقي والمستخدم الوهمي، هذا تحديداً ما حصل مع رانسون فكيف بدأت الأحداث؟ وكيف تصرف رانسون حينها؟ هذا ما سنعرفه بعد قراءتنا لهذا الكتاب.
بداية تلقي الصدمة
بدأت قصة جون رانسون في شهر يناير عام ٢٠١٢م، عندما لاحظَ أنّ أحدهم يحمل نفس اسمه (جون رانسون) قام بالتغريد على التطبيق الشهير تويتر، مستخدمًا صورته كصورته الشخصية، بينما كان رانسون يُحملق في حسابه بدهشة، قرأ آخر تغريدة له والتي كُتب فيها: (ها أنا ذاهب للبيت، سوف أبحث عن طريقة لإعداد طبقي المفضل مع الخبز والمايونيز)، قام رانسون بالتعليق على هذه التغريدة فكتب: من أنت؟ رد عليه: أُشاهد مسلسل ساينفيلد، وأرغب بطبق كبير من سمك الهامور بالكريمة الحامضة، فلم يعرف جون حينها ما عليه فعله؛ لكنه بقي مُنهدشاً ومُكبل الأيدي.
في صباح اليوم التالي تفقد جون هذا الحساب قبل أن يفتح حسابه حتى، ووجد أنه كتب تغريدة في الليلة الماضية يقول: أنا أحلم بشيء ما، ويذكر بها تفاصيل جنسية حدثت معه، وغير ملائمة لأن تُنشر على العامةً، عدا عن أنه محتال وغير حقيقي، كان يتابع الحساب الوهمي عشرين شخصًا، بعضهم أشخاص يعرفهم جون، ولا بد أنهم كانوا يتسائلون لما أصبح هكذا مهتمًا حول ذكر مفضلاته من الطعام، وصريحًا حول حياته الجنسية.
البحث عمّن وراء الشاشة
قام جون بالبحث لمعرفة من وراء هذا الحساب، واكتشف أنه شخص في عمر الشباب يُدعى لوك روبرت ميسون، وقد قام سابقًا بالتعليق على فيديو في حساب جون الأصلي عن الرسائل المزعجة قبل عدة أسابيع نشرته صحيفة ما، قائلًا: "لقد بنينا لك حسابًا خاصًا بك، يمكنك متابعته على تويتر، وذكر اسم الحساب".
في البداية، اعتقد جون أنّ هذا الحساب نوع من أنواع الرسائل المزعجة، قال في نفسه: "لابد أنّ صاحب هذه الفكرة يعتقد أنّ ذلك سوف يعجبني، وعندما يعرف أنني لا أرغب بذلك سيحذف الحساب"، فقام بالرد عليه في تويتر: "أهلا صديقي، هلّا سارعت في حذف هذا الحساب رجاءً!".
وقد تم الردّ عليه في غضون عشر دقائق، وقال: "نُفضّل أن نُسمي هذا الحساب باسم آخر لك، قطب جون حاجبيه بعد قراءته لهذا الرد، فكتب له على الفور: "ولكنك تستخدم هويتي في هذا الحساب!"، رد عليه: أنا لم أستولِ على هويتك، أنا أستنسخ بياناتك على مواقع التواصل الاجتماعي، شعر جون بضيق في صدره، وقال: "اللعنة، أنا في حرب مع هذه النسخة الرقمية مني!"
التطاول غير الأخلاقي
مضى شهر كامل، وما زال الحساب يغرد بعشرات التغريدات يوميًا، فيكتب عن ارتباطاته الاجتماعية وسهراته الجميلة، حتى أصبح في قائمته ما يُقارب٥٠ متابعًا، وكان جون قلقاً، وقال في نفسه: "لابد أنّ المُتابعين شكّلوا تصورات خاطئة عن آرائي الشخصية وعن سهراتي وأصدقائي بسبب هذا الحساب اللعين".
شعر جون بالعجز أمام هذا الموقف، وشعر أنّ سُمعته قد ساءت؛ حيث تم تعريفه بطريقة خاطئة من قِبل الغرباء، ولا حيلة له بذلك.
الهدوء والتفكير الإيجابي
فكّر جون في نفسه قائلاً: "إذا كان هذا الشخص مُصرًّا على ألاّ يحذف هذا الحساب، ولكن ربما يقبل على الأقل أن نلتقي! فيُمكنني حينها أن أُصور لقائنا وأنشره على الملأ".
وافق لوك على طلبه، وأخبره أنه سيكون سعيدًا لشرح فكرته حول هذه التصرف.
استأجر جون غرفة في وسط لندن، وجلس هناك متوترًا ينتظر لوك قبل موعد لقائهم بالضبط، وصل لوك برفقة رجلين آخرين من أعضاء فريقه، جميعهم أكاديميون، وقد التقوا في جامعة وارويك، كان لوك وسيمًا وكان الأصغر سنًا بينهم، وكان يعمل باحثاً في التكنولوجيا والثقافة السيبرانية ومديراً للمؤتمرات الدولية، أما الثاني فكان اسمه ديفيد بوسولا كان يبدو وكأنه معلم أنيق، يعمل ديڤيد في مجال الابتكار التقني، وهو المدير التنفيذي لوكالة (فلتر فاكتوري) للتكنولوجيا التقنية، وكان الثالث اسمه دان، رجلاً حليق الرأس ذو نظرة ثاقبة وفكّه مرسوم، وهو في الثلاثينيات من العمر، يعمل محاضرًا في كلية الآداب في جامعة كولونيا.
طلب جون منهم الجلوس في صف واحد على الأريكة لكي يتسنى له تصوير اللقاء من زاوية واحدة، جلسوا في صف واحد بناءً على طلبه، وكان أوسطهم دان.
الحوار والنقاش المُستفز
بدأ جون يوضح لهم شكواه قائلاً: "أيها الأكاديميون، هل تعتقدون أنه يحق لكم الانقضاض على حياة أحدهم دون إذنٍ منه بذلك؟ ثم تستخدمونه كنوع من البحوث الأكاديمية الخاصة بكم، وعندما قمت بطلب التوقف منكم عن فعل ذلك، تردون علي بأنّه يمكنكم تغيير الاسم بإسمٍ آخر لي! انحنى دان برأسهِ قليلًا للأمام ثم قال: "لابدّ أنّ هناك الكثير من الأشخاص الذين يُدعَون بنفس اسمك، أليس كذلك؟ "
نظر إليه جون بارتياب وقال بتأنٍ:" بالتأكيد".
رد عليه دان بابتسامة خفيفة: "لا بأس، فأنا أواجه نفس المشكلة، هناك مدرّس يحمل نفس إسمي"، أجاب جون : "في الحقيقة، أنت لا تواجه ذات المشكلة؛ لأن مشكلتي الأساسية هي وجود ثلاث غرباء قاموا بسرقة هويتي، ثم أنشأوا نسخة آلية مني، وفوق هذا كله، رفضوا إزالتها على الرغم من أنهم يعملون في جامعات مرموقة ويقومون بمهن محترمة".
تنهد دان طويلًا وقال: "نحن نشعر بالانزعاج منك؛ فنحنُ لسنا مقتنعين بما تقوله، أنت تحاول حماية شخصيتك الإلكترونية وحسب، أنت تريد أن تحمي جون رونسون فقط كعلامة تجارية خاصة بك، صحيح! "
رد عليه جون صارخًا: "لا، إنه أنا من يحق له التغريد في حسابي فقط، وما تفعلونه أمر غير أكاديميٍ على الإطلاق، ولا يليق بسادة مثلكم.
رد دان: "هذا غريب حقاً، إنّ الطريقة التي ترى فيها الموضوع غير منطقية، لا بد أنك من الأشخاص النادرين الذين قرروا استخدام اسمهم الحقيقي على تويتر، من يفعل هذا؟ فهو السبب الذي يجعلني أشك دائمًا بدوافعك يا جون، وهو ما يجعلني أعتقد أنك تودّ استخدامه لإدارة علامتك التجارية"، استغرب جون، ولكنه احتفظ بالرد، ودار في باله مؤخراً عن سبب عدم تذكره أن لوك أيضاً حسابه على تويتر باسمه: لوك ماسون، وقاد شعر بالأسى حيال ذلك.
استمرت محادثتهم هكذا لمدة ساعة، كما أخبر جون فيها دان أنه لم يستخدم في حياته أبداً أي حساب لإدارة علامة تجارية، فرد الثلاثة بالاتفاق معه، ثم شرح لهم أنه غاضِبٌ جداً لما يفعلونه، فهم يقدمون صورة محرّفة عنه.
أجاب دان: "نحن نرجو أن يشبهك كثيرًا".
ردّ جون باستنكار: "وأنا أرجو أن يختفي تماماً".
التردد في اتخاذ القرار
عندما انتهت المقابلة، ترنّح جون للخارج في المساء، وكان خائفاً من نشر هذا الفيديو عبر اليوتيوب؛ فلقد كان متشنجًا ويصرخ طوال الفيديو، لكنه شجع نفسه أمام التعليقات التي قد تسخر من صراخه وقام بنشر الفيديو، وبعد مضي عدة دقائق من نشر الفيديو، ألقى جون نظرة على التعليقات الواردة، وقرأ التعليق الأول، كتب أحدهم: "هذه سرقة هوية علناً! عليهم احترام حرية جون الشخصية"، وكتب آخر: "علينا إنشاء حسابات بأسماء هؤلاء المنحرفين على تويتر، ثم نشر تغريدات وهمية عنهم كما يفعلون بالسيد جون"، وكتب العديد من الناس تعليقات مختلفة تحمل نفس الفكرة، وجميعهم كانوا يطالبون بمقايضة هؤلاء ومعاقبتهم، كان جون فرحاً جداً بما يقرأ وشعرَ أنّه لم يعد وحيدًا كما في البداية، بل أنّ هناك المئات من الأشخاص يسيرون خلفه.
الشعور بالنصر
توالت التعليقات وراء بعضها البعض، فكتب أحدهم: "فلنُسممُهم ونتبول على جثثهم" لكنّ جون تجهم قليلاً بعد قراءته تلك التعليقات،
وتمنى ألاّ يقوم أحدهم بأذيتهم حقاً.
لم يضطر جون للانتظار طويلاً، فبعد إلغاء الحساب الذي كان يتقمص شخصيته باثني عشرة أسبوعاً فقط؛ فبعدما أشهرهم حتى خضعوا، وبعد احتشاد المجتمع وتوازنه، تم حذف الحساب.
ردّ هؤلاء الثلاثة من خلال كتابتهم مقال في صحيفة الغارديان يشرحون فيها أنّ هدفهم الأساسي كان إلقاء الضوء على استبداد الخوارزميات الوهمية، وليس فقط على جون رانسون وحياته الشخصية!
كان جون سعيداً لانتصاره عليهم، ويذكر أنه كان شعوراً رائعاً، وذكر في نفسه، لأنه المئات من الغرباء حول العالم اجتمعوا حوله لإخباره أنه على حق، لا بدّ أنها النهاية المثالية.
اكتبُ الهردبشت