Oktob
مدونين جددالأكثر مشاهدةأحدث المقالات
B
Bushra abu ghaluon

اكتبُ الهردبشت

مدة القراءة: دقيقة واحدة

ملخص كتاب Happy ever after escaping the myth of the perfect life

Happy ever after escaping the myth of the perfect life : 

سعادة أبدية، بعد التخلص من أسطورة الحياة المثاليّة. 

اسم المؤلف: بول دولان. 

اسم المحرر: بُشرى أبو غليون. 

نبذة عن الكتاب: يعتبر هذا الكتاب من أهم الكتب المساهمة في تفكيك قيود مجتمعية كثيرة، يضعك هذا الكتاب أمام عدة تساؤلات لم تكن تخطر ببالك سابقاً، يكشف لك الطرق الأفضل لجعلك تعيش حياة سعيدة بعيداً عن العادات والتقاليد الاجتماعية السائدة، يعد هذا الكتاب من أكثر الكتب مبيعاً حول العالم. 

 

نبذة عن المؤلف: بول دولان هو رئيس قسم وأستاذ العلوم السلوكية في العلوم النفسية  في كلية لندن للاقتصاد والعلوم السياسية، قام بالكثير من الأبحاث حول مقاييس السعادة وأسبابها وعواقبها، والآثار المترتبة على العادات الاجتماعية العامة، وقام بنشر الكثير من المقالات في عدة مجلات علمية وثقافية. في عام ٢٠٠٢م، حصل على جائزة فيليب ليفرهولم في الاقتصاد لمساهمته في عدة أبحاث متعلقة في الصحة الاقتصادية.  

وصف مختصر: دراسة جديدة حول جميع العادات التي نقوم بها والتي نظن أنها مرتبطة بسعادتنا. 

الأفكار الرئيسية:

  • هل تتزوج من تحب لتكون سعيداً؟

  • كيف تتحقق السعادة دون ثروة؟ 

  • مدى ارتباط الحياة المهنية بالسعادة

  • رؤية مختلفة للخيانة الزوجية 

  • أبعاد جديدة لقرار الإنجاب 

  • هل الحياة الصحية سعيدة بالضرورة؟

 مقدمة 

        نتأثر جميعًا بالعادات الاجتماعية السائدة، التي تفرض علينا القيام بأفعال مقبولة تناسب توقعاتهم، فيفرضون علينا أن نكون ناجحين وأثرياء ومتعلمين. كما يعتبرون الزواج وإنجاب الأطفال إنجازًا أساسيًا ومطلوبًا في الحياة. ويبدأون في التنظير وطرح التعليقات السلبية حول اختياراتنا كاختيار رفض التعليم الجامعي، أو الزواج، أو انعدام الرغبة في إنجاب الأطفال. 

       قد تكون العادات والتقاليد الاجتماعية مفيدة أحياناً؛ في أنها تسهّل علينا اتخاذ قرارات حياتنا، ولكن يمكن أن تقودنا أيضاً بعيدًا عن سعادتنا الحقيقية؛ وذلك من خلال تشجيعهم لنا لتلبية الأعمال التي يريدونها، بدلاً من اتباع مشاعرنا ورغباتنا. كما أنّ هنالك الكثير من الأشخاص الذين اتبعوا رغبات المجتمع عملوا بجد وشغلوا مناصب مرموقة في مؤسسات ناجحة،  وتزوجوا وأنجبوا الأطفال، ومع ذلك فهم غير سعداء في حياتهم.

        لذلك ربما حان الوقت للتفكير بشكل أكثر حول نظرة المجتمع التي تؤثر على قرارات حياتنا.  وفي هذا الكتاب ستعرف عزيزي القارئ على الكثير من الأمور التي قد تكون سبق وأن خطرت في بالك وقد شعرت أنك بحاجة للقيام بها، بعيداً عن التفكير البائس، وقواعد المجتمع المزيفة.  

هل تتزوج من تحب لتكون سعيداً؟

        يعتبر الكثيرون الزواج إنجازًا أساسيًا في الحياة،  فهل أنت مرتبط؟  إذا كنت كذلك، فقد ترغب في أن يكون لديك مستقبلاً واضحاً حول علاقتك العاطفية. فالأغلبية منا ينظرون إلى أنّ بعد مقابلتنا وحبنا لشخصاً ما، علينا أن نختتم هذه العلاقة بالزواج كأمر أساسي لضمان حياة سعيدة، وهذا الافتراض قد يكون صحيحاً بعض الأوقات، ففي بحث ألماني أُجري على سبعة آلاف شخص في عام ٢٠١٣م، وُجد أنّ أكثر من٩٠ % من الأشخاص قالوا إنّهم يعتبرون أنّ انتهاء العلاقات بالزواج أمر مهم وحتمي لحياتهم.  وقد ذكروا الكثير من فوائد للزواج، فهو يجعلهم أكثر صحة وأفضل حالًا من العزاب، ويدعم علماء الاجتماع والتنمية البشرية هذا الرأي، ويقرون أنّ من الضروري وجود شريك يمثل مصدر للدعم والتشجيع وحافز ضد أحداث الحياة البائسة.

         ولكن هل حقاً أنّ الزواج يجعلنا سعداء؟ إذا كنت تعتقد كذلك، فعليك الإجابة بعد سنتين من الزواج؛ فحسب بيانات من لجنة اجتماعية اقتصادية ألمانية تابعت مجموعة كبيرة من الناس منذ حوالي عشرين عامًا، تقر أنّ أغلب الأشخاص كانوا سعداء خلال السنوات التي سبقت حفل الزفاف مباشرة، أو التي كانت بعده بالقليل. 

        فإذا تفهمنا فكرة أنّ الزواج لا يمثل دائمًا الطريق الصحيح إلى السعادة، يترتب علينا أيضًا التخلي عن فكرة بقاءك دون زواج ليست أسوأ من أن تكون متزوجًا؛ لذلك يجب أن نقلل من القيود العامة لوجهات النظر حول العلاقات،  وكما سنرى لاحقًا، عما يجب أن تتفكك قيودك في أمر الخيانة الزوجية أيضاً.

كيف تتحقق السعادة دون ثروة؟ 

        إنّ السعي وراء تحقيق الثروات لهي رغبةٌ متأصلةٌ في عمق أي واحدٍ منا في المجتمع المعاصر؛ ففي استطلاع للرأي أجراه مركز (Pew) للأبحاث في عام ٢٠٠٨م، أنّ أكثر من نصف سكان أميركا يرغبون في أن يكونوا أثرياء. أما أنت عزيزي القارئ، فهل تعتقد أنك من مؤيداً لهذا البحث أم معارضاً له؟ وهل يعني لك الحصول على المزيد والمزيد من الأموال ضمانًا لحياة سعيدة؟ 

      بالفعل إنّ كونك ثرياً لا يعني ذلك أنك سعيد بالضرورة، فقد يكون لديك الكثير من الأموال ولكنك غير مقتنع بما تقوم به، أو أنك لست سعيداً به، خاصةً إذا كنت محاطًا بأشخاص أغنى منك أو أكثر ثراءً منك. ماذا بشأن النجاح العملي، هل النجاح مهم بالنسبة لك؟  في بداية الحياة المهنية لأي شخص، عادةً ما تكون الإجابة "نعم"،  فلماذا يا ترى؟ سنعرف هذا في الفقرة القادمة. 

مدى ارتباط الحياة المهنية بالسعادة 

        نعرف الكثير من الأشخاص غير الراضين عن أدوارهم في الحياة على الصعيد المهني، ولكنهم أقنعوا أنفسهم بأن وظيفتهم جيدة، رغم ثبوت العكس. ذات مرة أجرى بول دولان نقاش مع صديقة تعمل في شركة إعلامية شهيرة.  ويقول أنها أمضت طيلة الوقت في الحديث عن مدى بؤسها، وضلت تشتكي من رؤسائها وزملائها في العمل، وفي نهاية حديثها، وبكل جد قالت له: "ولكن، من الجيد أن يكون لديك عمل في شركة مرموقة كهذه".

      هناك أدلة كثيرة تشير إلى أنّ الأدوار التي يعتبرها المجتمع ناجحة، قد لا يكون بالضرورة أصحابها سعداء. فماذا يمكننا أن نفعل لتحسين سعادتنا في العمل؟ قد تكون إحدى الخطوات الجيدة هي التوقف عن العمل بجد؟  هل سبق أن تخيلت أن تقوم بذلك حقاً؟ ربما ستقرر هذا بعد أن تسمع بهذه الدراسة الامريكية التي أثبتت أنّ الأشخاص الذين يعملون ما بين ٢٠ إلى ٣٠ ساعة يومياً، هم أكثر سعادة من الأشخاص الذين يعملون عدد ساعات أكثر من ٤٠ ساعة!

       ولكن هذا لا يعني أني أشجعك على التخلص من رغبتك في تحقيق أهدافك، لأن الأمر حين يتعلق بالنجاح، فإن الطريقة الأفضل هي أن تدرك بأنّ عليك تسلق سلم النجاح خطوةً بخطوة وتحمل عقباته. 

رؤية مختلفة للخيانة الزوجية 

       عندما نسمع مصطلح 'الخيانة'، يتبادر إلى ذهننا بشكل سريع، إنها الخطيئة البشعة التي لا تغتفر! ونبدأ تلقائياً بطرح فرضيات وتنبؤات حول هذا الشخص الخائن، ومدى أخلاقيته، ونبدأ بالتعاطف مع الطرف الأخر… وإلخ. 

       

        نعم، إنّ الخيانة الزوجية أمر غير أخلاقي في طبيعة المجتمعات بشتى أنواعها وأشكالها.  فحسب إحصائيات وطنية أقامتها المملكة المتحدة، تشير إلى أنّ ٧٠% من النساء، و ٦٣%  من الرجال يعتقدون أنّ الخيانة 'خطأ يطول أثره '. ورغم هذا يرى دولان بفكرة بسيطة جداً تصف أنّ الخيانة جزء من الحياة؛  ففي نظره أن الإنسان بطبيعته البشرية قد لا يكون قادراد على الحفاظ على العلاقة الجنسية مع الشريك طوال الحياة.  ومما يثبت نظريته هو أنّ الخيانة الزوجية منتشرة في كل المجتمعات على اختلاف التصنيف.

      ففي أبحاث حديثة أجرتها المملكة المتحدة عام ٢٠١٠م، تشير إلى أنّ واحدة من كل ثلاثة رجال وواحدة من كل ثلاث نساء يخونون أزواجهم خلال فترة الزواج، وتضيف الأبحاث إلى أنّ الأرقام الفعلية تدل على وجود نسبة ما يقارب ٢٥%  من الرجال و ١٥%  من النساء. فيرى أنه من الواجب البدء في قبول وفهم طبيعتنا البشرية، مثل الحيوانات الأخرى التي لديها الرغبة في التزاوج دائماً؛ فَالحيوانات لا يمكنها الوفاء لزوج واحد طيلة الحياة. وهذا لا يعني حيونة البشر، ولكن يمكن أن يساعدنا في أن نكون متقبلين للعلاقات غير الشرعية، باتفاق بين الشريكين؛ مما يقلل من أعباء الخيانة، ونتائجها النفسية الوخيمة.

      يشير دولان إلى دراسة أجراها باحثون في جامعة ميشيغان، تصف أنّ الأفراد الذين اتبعوا هذا النمط في العلاقات يوصفون دائماً إلى بأنّ لديهم مستويات عالية من الرضا والثقة والصداقة والحميمية، وكما تكون مستويات الغيرة منخفضة لديهم. لذلك حان الوقت لقبول منحنيات جديدة لعلاقاتنا في الحياة، تعكس رغباتنا الإنسانية وليس فقط اتباع القواعد الاجتماعية السائدة للزواج. فإذا استطعنا القيام بذلك، فإنّ الكثير من الأشخاص سيكونوا أكثر سعادة.

 أبعاد جديدة لقرار الإنجاب 

      إنّ تفكير غالبيتنا يتجه مباشرة بعد وجود شريك مناسب إلى خانة الزواج، ثم يتجه إلى الرغبة في إنجاب الأطفال، وذلك حسب إن كنت تريد اتباع العادات الاجتماعية السائدة. ولكن إذا نظرنا للأمر بزاوية أخرى لوجدنا الكثير من الأشخاص وخاصة السيدات، يرفضن الإنجاب، وبحسب دولان فهو مؤيد لهذه الفكرة، فلماذا؟ 

     في البداية إنّ قرار الإنجاب يحتاج إلى أن يكون الزوجين لديهم القدرة المالية الكافية لتربية الطفل. كما أنّ إنجاب الأطفال يمكن أن يؤدي إلى آثار سلبية على حياتك بدايةً من الشعور بالملل نهايةً إلى مشاكل نفسية عديدة. 

قد يرفض الكثير منا هذا الكلام، مشيراً إلى أنّ هذا القرار ناتج عن شخصية أنانية، ويحاول الكثير منكم أن يدعم رأيه بأنّ رغبته في التناسل فطرة طبيعية متجذرة فينا، ومما يقوي هذا الرأي أنّ بالإمكان الحصول على حياة سعيدة ومرضية مع وجود أطفال بالإضافة إلى عدة مساوئ يمكننا تحملها. 

 هل الحياة الصحية سعيدة بالضرورة؟ 

      مع تزايد أعداد أخصائيي التغذية والمدونين الصحيين، الذين يساهمون دائماً في تذكيرنا باستمرار بأن نعيش حياة صحية لنحظى بحياة سعيدة. ولكن لدى دولان أيضاً وجه نظر مختلفة، كما هو الحال مع فكرته عن المال والنجاح والزواج والإنجاب، فهو يرى أنّ سعينا الدائم لتحقيق حياة صحية ليس دائمًا طريقًا جيدًا لتحقيق السعادة.

      فاليوم، عندما نرى شخصاً ما لديه سمنة أو أنّ وزنه قليل أو أنه غير رياضي غالباً ما نحكم عليه بنظرة سلبية. وهذا الحكم المباشر والسريع والتمييز الملموس ضد هؤلاء الأشخاص يؤدي بالضرورة إلى شعورهم بالإحباط كحد أدنى. 

 فإذا كنت تعاني من السمنة، وتعتقد أنها السبب لجعلك غير سعيد في حياتك، فلا تقلق؛ إذ وجدت دراسات التي تقارن العلاقة بين مؤشر كتلة الجسم والسعادة، إلى أنّ زيادة الوزن لا تؤدي إلى انخفاض مستويات السعادة على الإطلاق حتى لو وصل مستوى السمنة إلى السمنة المرضيّة. 

  

     لذا يجب علينا أن نفكر بشكل مختلف حول كيفية تعاملنا مع حالات الصحة البدنية والعقلية.  ويجب أن نقبل بعضنا دائماً، بالنسبة لبعض الناس، يمكن أن تجلب العادات غير الصحية السعادة،  فهم سعداء عندما يأكلون البرغر، دون أن ينظرون إلى كمية الدهون والكربوهيدرات التي يحتويها، فإلى متى سنظل ننظر إلى الآخرين نظرة عامة مطلقين عليهم أحكاماً قاسية؟ فليفعل كل واحد منهم يحب ما يرغب به حقاً، ولنتخلص من الحكم على الآخرين بقسوة؟

 ملخص النهائي

    هناك العديد من التوقعات المجتمعية الراسخة حول الكيفية التي ينبغي لنا أن نعيش بها منها: السعي لتحقيق النجاح والحصول على مرتب مرتفع، ثم الزواج وإنجاب الأطفال والعيش حياة صحية.  لكننا أحياناً نسارع إلى تلبية هذه التوقعات دون التفكير بأنها من الممكن أن تجعلنا غير راضين عن أنفسنا أو غير سعداء. لذا عليك التفكير في ما يحقق لك حقًا الإنجاز والسعادة، وعليك تجاهل ما يخبرك به المجتمع بأنه الطريق الأمثل للسعادة مدى الحياة. 

    اسعَ دوماً لأن تفكر فيما ترغب فيه أنت، لا ما يرغب به أصدقاؤك، فهي في نهاية المطاف حياتك الخاصة، وما تقوم به من قرارات، سيؤثر عليك أنت تحديداً على عليهم.  قد يكون من الصعب الهروب من متطلبات العادات والتقاليد الاجتماعية.  لذا عليك أن تفكر في قرارات حياتك الخاصة كما لو كانت قرارات متعلقة بصديق واحد ستعيش معه طيلة حياتك. كإن تسأل نفسك: 'هل تفضل أن يكون أفضل صديق لك متعلم؟ ويعمل؟ ومتزوج ؟ ولديه أولاد؟ 

بعدها ستساهم هذه الطريقة بمساعدتك في توضيح ما يجلب السعادة حقًا، بدلاً مما يتوقعه المجتمع منك ببساطة.

 


B
Bushra abu ghaluon

اكتبُ الهردبشت

المزيد من الكاتب

هذه التدوينة كتبت باستخدام أكتب

منصة تدوين عربية تعتمد مبدأ البساطة في تصميم والتدوين