تعريف التربة:

تُعد التربة من أهم الظواهر الطبيعية المؤثرة في حياتنا؛ إذ أنها من أقدم مواد التشييد التي عرفها الإنسان؛ فلقد شيّد عليها، وشيّد بها، وشيّد فيها؛ فكان التشييد عليها كما هو الحال في أساسات المنشآت، وشيّد بها كما هو الحال في السدود الترابية، وشيّد فيها مثل الأنفاق والمناجم، فَالتربة هي المادة التي استطاعت أن تجمع علوم الهندسة والبيئة والجيولوجيا والكيمياء والفيزياء والنقل والإنشاء وغيرها.

تتكون التربة الأصلية من أربعة مكونات أساسية، اولاً، المواد المعدنية ويطلق عليها أحياناً المواد غير العضوية، وهي من أهم مكونات التربة الأساسية والرئيسية، حيث تحتل الجزء الأكبر من حجمها وتتكون من مفتتات صخرية باحجام مختلفة وتسود فيها الأنواع التي لا يزيد أطوال أقطارها عن ٢ملم ، تُعرف الكمية الاكثر منها بالرمل، والكمية المتوسطة منها بالغرين، والكمية الأصغر منها بالصلصال، وتتميز الجسيمات الصغيرة من الصلصال باسم غرويات الصلصال، ولا تصل التربة إلى هذه المرحلة إلا بعد العمليات التي تقوم بها القوى المدمرة والتي تؤدي إلى تفتيت الصخور ميكانيكياً وتحليلياً كيميائياً إلى قطع صغيرة فأصغر.

مكونات التربة الأوليّة :

لا تخلو تربة من مكونات معدنية شأنها شأن الصخور الأم التي تكونت منها، والتي تكوّن القشرة الأرضية، وقد جعل بعضهم عدد المعادن أولية وثانوية، تكونت مرافقة لعمليات تكوين الصخور النارية، أما النوع الآخر وهو الثانوية، وتمثلها معادن أخرى تكونت من النوع الأول بفعل عمليات فيزيائية أو كيميائية، ويتمثل معظمها في التربة بمركبات السليكون والألمنيوم والحديد والكالسيوم أو بعبارة أخرى ما يسمى بمعادن الصلصال. وتتكون المعادن بأعدادها الكبيرة المشار إليها بفعل اتحاد عدد كبير من العناصر المكونة للمعادن والتي تقدر حوالي ٩٢عنصراً، بالرغم من أنّ عدد المعادن ذات الأهمية للتربية محدود. وتدل الدراسات أنّ حوالي ٩٨ % من وزن القسم العلوي للقشرة الأرضية يتكون من ثمانية عناصر، وتطلق عليها اسم العناصر الكبرى، وتتكون من الأوكسجين والسليكون والألمنيوم والحديد والكالسيوم والصوديوم والبوتاسيوم والمغنيسيوم.

مكونات التربة العضوية :

تُمثّل المواد العضوية في التربة مصدر الغذاء والطاقة فيها، والتي تعتمد عليها مختلف الكائنات الحية، وبالرغم من أهمية المواد العضوية في التربة، إلاّ أنّ التربة التي يقتصر تكوينها عليها تربة غير خصبة، تُصنّف التربة حسب مكوناتها إلى ثلاثة أصناف:

الصنف الأول : يتكون من ثلاثة طبقات، الطبقة العُليا، وهي الأكبر حجماً ووزناً توجد على السطوح، وتتكون مما يسقط عليها من الأوراق والبراعم والأزهار والأغصان المتساقطة، وتحمل النفايات، وتكثر مثل هذه المكونات عادة في مناطق الغابات، ولاسيما الاستوائية؛ حيث كثافة اشجارها واتساع أوراقها وسرعة سقوطها وقابليتها السريعة على التجدد. أما الطبقة الوسطى توجد تحت الطبقة العليا مباشرة حيث تكسرت موادها وجرى فيها الانحلال بدرجة كبيرة فتغيرت خصائصها الفيزيائية فيما عدا أجزاء منها لا تزال تحتفظ ببعض منها. أما الطبقة السفلى فهي تتميز باختفاء خصائصها الفيزيائية وبِتجانس تكوين أجزائها، ويقل سمك الطبقات من أعلى إلى أسفل؛ وذلك لأن الطبقة العليا تكتسب باستمرار إضافات من المواد الأولية التي تسقط عليها هذا من جهة، ومن جهة أخرى بسبب انحلال مفقودات من جسم المواد الأولية التي يجري تحليلها على شكل ماء وأحماض ذائبة فيه، أو على شكل غازات، حيث أنّ معدل انحلال المواد بالنزول من الطبقة العليا إلى الطبقة السفلى .

الصنف الثاني : يتكون من المواد الأولية ويوجد تحت سطح التربة، ويُشغل من ناحية الكم، المرتبة الثانية، يتكون من الجذور التي يسودها القوام الليفي سهل الإنحلال، وتمرّ هذه الجذور بانحلال وتمثل جذور الحشائش الفصليّة القسم الأكبر من هذا الصنف، وتتميز هذه التربة بغناها بالدِبال، وبِموازنة توزيعهُ على قطاعات التربة.

الصنف الثالث : يتكون من جثثِ الكائنات الأخرى النباتية والحيوانية التي تعيش في التربة، ومن هذه الكائنات ما هو مجهري وما هو مرئي بالعين؛ حيث تتكون المجهريات من طوائف نباتية، ومن طوائف أخرى حيوانية التي تقضي جميع أدوار حياتها مرتبطةً بالتربة، مثل دودة الأرض، والقواقع، وأنواع كثيرة من الحشرات التي ليست لها أجنحة؛ كالنمل، ومنها ما تحفر جحوراً لها لتلد صغارها أو تلجأ إليها أثناء راحتها كالفئران، والأرانب، والثعالب.

كتابة وتدقيق :

بُشرى رمزي أبوغليون.

المراجع:

*كتاب مبادئ علم التربة، إبراهيم غاوي.

*كتاب خواص التربة: عبد الوهاب كعود.

*https://www.enchantedlearning.com/geology/soil/