قصة عبدالله الطفل الذي أحب الجهاد والمجاهدين..عصام المعمـــر
قصة عبدالله الطفل الرائع الذي احب الجهاد والمجاهدين وكيف رباه والده على حب الجهاد وهو صغير فكبر حب في قلبه هذا الحب …
..
عبد الله طفل صغير عمره 7 سنوات جميل مرح يحبه كل من عرفه فيه خفة دم وجراءة قلما تجدها في طفل بهذا العمر ... عبد الله كان يتمرد
على والده أمير لمعسكر تدريب ويذهب لمن عاقبهم والده بالحراسات طوال الليل ليهرب ليجلس معهم احتجاجا على والده لماذا يحرمهم العشاء
!! وكان والده يحب عبد الله مهجة الفؤاد فيعفو عن المعاقبين بسببه... كم أنت رائع يا عبد الله يأتي وقد أخذ معه بعض الكبدة يهربها
لصاحبه عبد النور المعاقب ليأكل فيرفض عبد النور الأكل لأن في ذلك معصية للأمير .. يغضب عبد الله ويذهب لوالده ويقسم ألا يأكل حتى
يأكل عبد النور فيسقط بيد والده ويقول حسنا قله يأكل فيجالس عبد النور في الحراسة ويتجاذب معه أطراف الحديث والقصص ... عبد النور
هو شغل عبد الله كلما حضر للمعسكر ذهب لعبد النور ليجالسه .. مرت الأيام وقتل عبد النور في احدى المعارك لم يخبروا عبد الله الطفل
الصغير بأن صاحبه عبد النور قتل وفارق الحياة وصعدت روحه وفارقت الجسد، دفن عبد النور في مقابر الشهداء كان إخبار عبد الله .
بالموضوع أمر صعب على والده فهو سيسأل عن عبدالنور ولا يعرف كيف سيجيبه؟ إلا أنه رضخ للأمر الواقع وأخبره عبد الله تقطع كبده من
البكاء على فراق عبد النور عبد الله من دولة غير دولة عبد النور لكن قلبه أحب عبد النور أحب ضحكات عبد النور مزاحه وطيبته التي
عرفها كل من جالس عبد النور لذا هؤلاء الناس أقرب للشهادة والله حسيبهم من غيرهم سلامة الصدر وطيبة النفس وإدخال السرور على
إخوانه، عبد الله جلس بالايام حزين يبكي كل يوم لم نصدق أن هذا الصغير سيتأثر بهذه الطريقة طلب أن يزور قبر عبد النور في مقابر
الشهداء!! عجيب أيها الطفل تريد أن تزور أخوك عبد النور؟ زاره وبدأ يكلمه بطفولته البريئة يقول لماذا تركتني؟ وبكى طويلا عند قبر
عبد النور.. المعارك تتجدد كل وقت وحين إلا أنها في يوم من الأيام أشتدت بشكل غريب وكأنه تقدم من العدو أضطر لحالة استنفار .
وتجهيزات فقد قصفت الطائرات القرى ودكت القلاع ورؤوس الجبال... تجمع الشباب لتبادل الأداور ومعرفة أين مواقع العدو للإلتفاف عليها
تقترب سيارة إسعاف بسرعة جنونية وتمر وألمح أبو عبد الله يؤشر لي أن ألحق بهم بسرعة!! لحقنا أبو عبد الله وكانت الدماء تغطي وجهه
وصدره أوقفنا سيارة الأسعاف بادرت أبو عبد الله سلامات ففيه اصابات مختلفة!! نظر لي وهو صامت ثم نظر أسفل رجله !!! يا الله عبد
الله الصغير مضرج بالدماء !!! ويفتح عينه ويتألم ويتنفس بصعوبة فقد اخترقت شظية صدره الغض بجار القلب والدماء تسيل مباشرة تحركنا
للعيادة ولكنها بدون أي تجهيزات حالة عبد الله خطيرة جدا وابو عبد الله مصاب وزوجته وابنته في البيت في حالة لا يعلم بها الا رب
السموات والأرض... قال الطبيب لا يوجد تجهيزات عندي !! أقرب مستشفى للمجاهدين بعد أربع ساعات من طرق وعرة جدا وجبال... قال أبو عبد
الله أبني عبد الله أمانة عندك اذهب به للمستشفى سأعود بعد العلاج لزوجتي وابنتي أرجوك أفعل كل ما تستطيع لإنقاذه!!! أي إمتحان هذا
؟ أخذته على عجل وذهبنا بسيارة دفع رباعي غير مجهزة ووضعت عبد الله في بطانية ووضعته على رجلي ومسكت المغذي كان مع كل مطب يتألم ثم
يغيب عن الوعي كنت أتألم مع كل تأوه لعبد الله... مشينا مسافة 5 ساعات أظلم الليل تخدر كامل جسمي وعبد الله يفيق ويضع عينه بعيني
وفيها ألف تساؤل وكأنه يقول يا عماه لعلي أرحل لعبد النور كنت أقول عبد الله أنت قوي أنت بطل عبد الله والدك سوف يأتي ووالدتك لا
تخاف أصبر يا عبد الله.. هنا يتجلى ضعف الإنسان رغم ما يعطيك الله من قوة وجبروت الا أنك تستسلم لقوة الجبار وقدره الذي يقدره على
عباده لا أملك الاالدعاء وكلمات لتشجيع عبد الله ليتحمل جسده الطري الناعم شظية اخترقت صدره الطاهر ودمائه تغرقني احس بدفئها على
رجلي فقد ابتلت البطانية!! وصلنا بحمد الله المنطقة المطلوبة قبل الفجر وأنا في كل فترة أتحسس رقبة عبد الله وأجد النبض وأفرح
وأدعي الله أن ينجيه وأعيده لوالده ووالدته!! فأي أمانة أحمل وأبأي وجه سأعود لو فارق الحياة؟ فتح يعنيه ونظر لي وهو لا يتألم! ثم
نظر فوق وحد النظر وكأنه سيقول كلمة وما أن زم شفتيه سقط راسه علي و فارق الحياة وخف جسده ولان وتمدد!! يا الله لا راد لقضائك
والحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه.. أوقفت السائق وقلت توقف مات عبد الله! قال لا يمكن! نزل وبدأ بالبكاء قلت له اصعد
السيارة وغير الوجهة للمنطقة الفلانية تغير كل شيء كنا نحمل جسد وروح نحرص بكل قوتنا ان نفر به من الموت وكان ملك الموت ينتظرنا
عند تلك النقطة ليلاقينا ليأخذ روح عبد الله!! كنا نسرع بسرعة جنونية كدنا أن نذهب في أكثر من حادث ونخابر كل نقطة لفتح الطريق
فمعنا حالة خطرة خمس ساعات، ولم نكن نعلم أننا نتجه لهذا الموعد رحل عبد الله رحل الطفل الصغير رحل صاحب عبد النور... خابرنا
الشباب قلت مات الصغير ولا تخبروا والده وطلبت أن يحفر له القبر الذي بجوار عبدالنور سندفنه عند صاحبه!! هل كانت زيارة عبد الله
للمقبرة عن موعد لام ينتظره!! أصعب المواقف أن تأتي لوالده لتسلمه جثمان صغيره الذي أخذته جسدا وروح إنه القدر لكنه موقف صعب جدا
أصعب المواقف أن تأتي لوالده لتسلمه جثمان صغيره الذي أخذته جسدا وروح إنه القدر لكنه موقف صعب جدا ومؤلم، خابرته قبل الوصول قلت
أريدك أبو عبد الله أنا في الطريق وسكت انتظر رده لم يرد فقط تشويش المخابرة... سكت هو وسكت أنا وصلت نزلت وهو أمامي سلم علي
</