Oktob
مدونين جددالأكثر مشاهدةأحدث المقالات
ف
فاطِمة

‏علىٰ الهامشِ قليلًا.

مدة القراءة: دقيقة واحدة

طيب أثر.

أود لو رأتني كل عين بما أنا عليه من بساطة، لو لم يكن هناك وجود لتعقيدات الناس، وتفسير القول الذي تقوله حرفًا حرفًا على حسب أهوائهم، لو توقفنا عن التكلف وطهرنا دواخلنا حقًا فلم نحمل إلا الذي يجلب الخير وراحة البال.

اللحظات النادرة التي يكون بها البالُ مرتاحًا تجعلني أقول بيني وبين نفسي،"ياه لو الواحد يفصل ديمًا كدا وملوش دعوة بأي حاجة في الدنيا دي"

أستشعر معية الله حين أجدني والحمدُ للّٰه علىٰ جميل معروفه بي لا أحملُ في قلبي ضغينةً لأحد، أحب الناس، وأحب الخفة والرحابة، وأعامل دائمًا بالحُسنى والقول الطيب في أشد اللحظات تنكيلًا بالإنسان من ضغط نفسي، أو ألم جسدي، أو كل ما قد يجعل المرء يثور ويُصب كلماته بدون وعي، كنت أتريث وأبتسم بكل هدوء وأمضي، أو أتجنب الحديث تمامًا كما يحدث في كثيرٍ من الأحيان، وكلما كبرت إزداد هذا الهدوء معي عن سابق عهده.

-بالطفولة لم أكن أتريث أبدًا-

لو بحثًا في مربع البحث"بالواتساب" سنجد كلمة "أنت غامضة" تكررت عليّ أكثر من مرة، وفئة أُخرىٰ أنتِ"طفلة"، ولا أدري واللّٰه عن أي غموض يتحدثون، أو أي طفلة، ماذا فعلت مثلًا لتُعاد هذه الكلمة أكثر من مرة، بالأساس يجب علىٰ المرء أن يحتفظ بخصوصية كل شيء فلا يهرتل بأشياءه الخاصة هكذا، ولكن أعود لأقول لنفسي ربما لأنني لم أبح ولو لمرة عن شيء يخصني فعلًا، الذي تعرفه واحدة عني هو الذي يعرفه الجميع، لا أدري..

أتمنىٰ لو أدري، لو أعرف كيف أبدو، حتىٰ لا أترك مجالًا لسوء ظنٍ أو غيره..

بالأساس أحب الوضوح، ولكن هناك فرق شاسع بين الوضوح وبين خصوصية المرء. وعلىٰ كُلٍ أنا لست مستاءة حيال الأمر، يبدو لي جيد.

لا أتذمر من الذين لا يحدثونني بالشهور وأحيانًا واللّٰه بالسنين وهم رفقة المدرسة وما شابه وفجأة يحدثني أحد يريد شيئًا أو معروفًا يمكنني أن أقدمه له، بل أجدني سعيدة من قلبي وأود لو جمعت كل مشاعر الحنين وذكريات الرفقة وصببتها في قلوبهم.

تمر عليّ كلمات الحِدة والصعوبة في التعامل تلك ثقيلة، ولا أهضمها مهما حاولت، لستُ ملاكًا هكذا ولا أدعي المثالية ولا أحب من يدعي أنه ضحية العالم وأطيب النفوس، بالعكس أعترف بسوءي أحيانًا وغضبي أحيانًا أُخرى كثيرة، وأشياء لن أسامح فيها لو حدث ماذا، ولكن أتحدث عن شيءٍ في نفسي تمنيت لو فهمه الناس بي، أن العمر يمر، ولن يبقى لنا سوىٰ أثر يذكرنا الناس به تركناه نحن بأنفسنا، سأظل أتعلم ما حييت كيف أكون خفيفة الموطئ، طيبة الأثر، سأحاول أن أرىٰ أين الخطأ في كل مرةٍ يُساء فيها فهم، أو تخرج الكلمات فتسلك مسارًا آخر غير مقصدها، في الحقيقة لا أحاول تحسين صورتي أمام أحد، طالما أؤمن من صلاح ما في نفسي، ولكن ما أقصده هنا ذَلة بدرت مني وأعلم أنها خطأ، فأنا أرجو من اللّٰه لو نجوت لا ليّ ولا عليّ.


ف
فاطِمة

‏علىٰ الهامشِ قليلًا.

المزيد من الكاتب

هذه التدوينة كتبت باستخدام أكتب

منصة تدوين عربية تعتمد مبدأ البساطة في تصميم والتدوين