Oktob
مدونين جددالأكثر مشاهدةأحدث المقالات
F
FADEL ABDELMAJID

"اللهم اهدني لما اخْتُلِفَ فيه من الحق بإذنك".

مدة القراءة: دقيقة واحدة

روعةُ الطبيعة، وحجابُ العادَة.

الحمدُ للّهِ وحدَه، والصّلاةُ والسّلامُ على محمّدٍ عبده، وبعدُ:

قال تعالى: ( إِنَّ فِی ٱلسَّمَـٰوَ ٰ⁠تِ وَٱلۡأَرۡضِ لَـَٔایَـٰتࣲ لِّلۡمُؤۡمِنِینَ ) [الجاثية: 3].

قال أبو حامد الغزالي: ؛إن الطبيعة كلها معجزة"!

ولكن لماذا لا نشعر بجمال الطبيعة وروعتها؟

هل فقدت الطبيعةُ جمالها، أم أننا فقدنا الإحساس برؤية روعتِها؟

لا شكّ أنّ النّاس يتشوّقون إلى كلّ ما هو جديد، ويتعجّبون من كل ما هو غريب؛ ويفزعون من كل ظاهرة تخرق قوانين الطبيعة المعهودة، ويقولون: هذا أمرٌ رهيب!

والإنسانُ -بعد خروجه من بطن أمّه- ينظر إلى ما يحيط به بعين الاستغراب والتعجب: فمنظرُ الناس والحيوانات عجيب، ومنظر الأشجار والطرقات غريب، والنظر إلى السماء خلاّبٌ ومُدْهِش، ومنظر الحدائق جميل ورائع، وسماع الرعد مخيف، ورؤية الماء ينزل من السماء ويُبلّل الأرض شيئٌ ساحرٌ ومُمْتِع!

ومع مرور الأيام والشهور والسنين، يأْلَفُ الإنسانُ ما يُشاهده من مناظر ، ويُحيطُ علماً ببعض أسباب الظواهر الطبيعية، ويعلم أنّ النّارَ تحرق، وأن السكين يقطع، وأن الماء يروي العطش، وأن الطعام يُسَكِّن الجوع، وأن أكل السُّم يُسبب الوفاة، إلخ ...

ثُمّ إنّ نفسَهُ تشتغِلُ بهمومِها الدُّنيَوِية، وإشباعِ مُتطَلَّباتِها الكثيرة؛ فيّتَبلَّدُ إحساسُها بِغَرابةِ هذه الدنيا وما فيها مِن مخلوقاتٍ عجيبةٍ، وظواهرَ مُتنوِّعةٍ، تدلُّ على عظمةِ بارئِها، وقدرتِه على الخَلْق والتّصوير والإبداع!

يقول علماءُ الجمال: " إنّ الإلف والاعتياد يقتلان الدهشة، ويفقدان الإحساس والتمتع بالجمال".

ويرى مصطفى صادق الرافعي أنّه يمكن إحياء الشعور بالجمال بالرجوع إلى الطفولة، وذلك بقوله: "إنّنا لن ندركَ روعة الجمال في الطبيعة، إلا إذا كانت النفسُ قريبةً من طفولتِها ومرحِ الطفولة ولعبِها وهذيانِها." [وحي القلم : الرافعي مصطفى صادق، الجزء : 1 صفحة : 43].

ويقترح ابْنُ عَوْنٍ إدامةَ التفكير في عجائب الطبيعة للإحساس بروعة الخلق وبديع صنع اللّهِ، وذلك بقوله: "الْفِكْرَةُ تُذْهِبُ الْغَفْلَةَ وَتُحْدِثُ لِلْقَلْبِ الْخَشْيَةَ كَمَا يُحْدِثُ الْمَاءُ لِلزَّرْعِ النَّبَاتَ". [نقل قوله الإمامُ البغوي عند تفسيره لقوله تعالى: ( وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ).


F
FADEL ABDELMAJID

"اللهم اهدني لما اخْتُلِفَ فيه من الحق بإذنك".

المزيد من الكاتب

هذه التدوينة كتبت باستخدام أكتب

منصة تدوين عربية تعتمد مبدأ البساطة في تصميم والتدوين