كل منا ينشد التغيير ، و كل منا يريد التطوير و أيضا كلنا نطمح للأفضل ، و قد ندون و نخطط ونضع جداول و نقطع شوطا جيدا في سباق التغيير و لكننا ما نلبث .. إلا ونتعثر في المنتصف !!   و بعدها نقف حائرين لماذا لم نتغير لماذا لم نتطور !! نعم لماذا نرى أناسا نعرفهم قد تغيروا و تحسنت أحوالهم  و حققوا أحلامهم و ارتفعت معدلاتهم و زاد تحصيلهم العلمي و بدأوا في مشاريعهم و حققوا أهدافهم ... و بالمقابل ننظر لهم بعين الإعجاب و الغبطة !! 

فنتسآل ..  كيف أنجزوا أعمالهم ؟وماذا يمتلكون ؟ وهل لديهم قدرات خاصة أو خارقة ؟ و ماذا ينقصنا عنهم ؟ ، نعم نتساءل و نبحث و نتحاور و نحضر دورات و نقرأ كتب و نحضر برامج لكي نجد سر التغيير!  ذلك السر الغامض!! ، لكن العجيب في هذا أن ما نبحث عنه  من  أكثر الأمور وضوحا بل هو متوافر لأغلب الناس ، فمن منا لا يتذكر هذه الحكم منذ أن كان في المرحلة الابتدائية ، فكثيرا ما سمعنا : (من جد وجد) ، (و من زرع حصد) ، (و من سار على الدرب وصل) ، أظنك أخي القارئ بأنك قد سمعتها مرارا و تكرارا  و لكن هل تأملت بها و تفحصت معانيها ، لأنها و بإختصار بها سر التغيير ،  لا شك بأنك متشوق لتعلم ما هذا السر ، لكنه و بدون  مقدمات مكون من كلمة و احدة و هي..العمل  فسر النجاح و التغيير الأول هو العمل و الجد و الإجتهاد ،  فلا يكفي التخطيط و تدوين المهام و كتابة الملاحظات  ...  ، بل الشيء الرئيسي في ذلك هو العمل و التطبيق و عدم التسويف  .

واعلم  بأن التغيير يحتاج أيضا الى تغيير شامل و يتمثل في تغير نمط الحياة بشكل كامل  و يكون عن طريق العمل الجاد و عدم الكسل و بث إشراقة للأمل ، و العمل أيضا يحتاج بأن يكون في وقته مثل الصلاة تماما !! .

و تذكروا دائما بأن التغيير مرهون بالصبر ، قال الله تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ) [ آل عمران:٢٠٠ ] .            فنصيحتي لكم بأن تبدأوا رحلة التغيير للأفضل ، فأساس كل نجاح أو تغيير هو البداية ، فتوكلوا على الله ثم  ابدأوا الطريق نحو مجد عريق .. هنا يتوقف نبض قلمي .. و على المحبة نلتقي .

نبض الكلمة :                                           

إذا لاح حلم عسير فشمر إليه  ......   و قل للمصاعب : أهلا

فما لذة العيش دون تحد ؟  ....... و ما قيمة الحلم إن كان سهلا ؟

  للشاعر د . نجم الحصيني


بقلم : عمر الجمل