Oktob
مدونين جددالأكثر مشاهدةأحدث المقالات
A

مهتم بالكتابة .. و التنمية البشرية

مدة القراءة: دقيقة واحدة

نزوى ٣

نسق الحياة الذي يخنقه لدرجة أنه يشعر بأنه من الأموات. أراد أن يرتكب المعصية. أراد أن يكتشفه أحدهم! غنى بصوت عالٍ. لم يدخل عليه أحد. إنها نائمة! حاول أن يرفع صوته قدر المستطاع. تمنى أن يسمعه الجيران. قام بجر قدميه حتى وصل حجرة زوجة أبيه سعاد. اعتاد أن يناديها عمة.-عمتي. عمتي. أنا سكران. افتحي الباب. أنا سكران ... نادى عليها كثيراً ولكنها كانت في نوم عميق. استلقى على الأرض، وأتينه كل الفتيات الحمر اللواتي اصطفاهن على مدى أعوام من القنوات الفضائية! رقصن له وحده، ثم غطينه برداء أحمر فنام! وفي الصباح فتحت عمته باب غرفتها، فوجدته ملقاً على الأرض. كان عارياً. كانت متفاجئة من منظره. غطته بلحاف أبيض، وايقظته بلطف. شعر بخجل شديد. وركض مسرعاً إلى غرفته. وبعد أن أقفل عليه بابه تذكر البارحة! فتلاشى الخجل، وشعر بالسرور. تمنى وقتها أن يكون حراً في جميع الأوقات. تماما كما كان ليلة البارحة. ولكن بدون كحول! تمنى أن يحلق في فضاء الحرية دون أن يفقد عقله. تمنى أن يكون عقله صارماً كانقضاضة شاهين أشقر. تخيل أن لهذا الصقر وجه نيكول كيدمان، ومخالب حالكة السواد كمخالب الشياطين في أفلام الرعب. ثم تذكر الموت! فرأى نفسه عارياً في خياله، يهرب من شبح الموت، ويتبرأ من ملذات الدنيا! تعاطف مع نفسه! أنزل عليها رحمته. إنه مجرد إنسان رأى الحياة محفوفة بالأخطاء، فارتكبها ليعيش! ثم أخذ يستجدي الغفران. الآن بدأت رحلة الندم. وضع برنامجاً متكاملاً لحفلة جلد الذات. أعجبه كثيراً ذرف الدموع. بكى كثيراً ثم أمسك بالقنينة الشفافة وقذفها من نافذة غرفته. سمع صوت ارتطامها بالأرض. إنه صوت الانكسار، وبعده لن تعود الأمور كما كانت عليه مطلقاً! أخرج رأسه من النافذة ليبحث عن حطامها. أراد أن يتشفى بها، ويشفي غليله منها. رآها متناثرة، فأحس براحة عجيبة. شعر أنه قد كفر عن كل ذنوبه. رمى بجسده على سريره وابتسم ونام قرير العين. وفي المنام رأى شيطاناً له أنياب طويلة، ومخالب سوداء كمخالب طائر الشاهين الذي اخترعه. رآه ينقض على


A

مهتم بالكتابة .. و التنمية البشرية

المزيد من الكاتب

هذه التدوينة كتبت باستخدام أكتب

منصة تدوين عربية تعتمد مبدأ البساطة في تصميم والتدوين