Oktob
مدونين جددالأكثر مشاهدةأحدث المقالات
A
Ahmed Elsebai

هنا فتي يسطر حروفا حمقاء ، لم يكف عنها حيث لم تتركه الوحدة طيلة حياته💔

مدة القراءة: دقيقة واحدة

لم تكتمل

ذات ليلة من ليالي الشتاء المتصابية ، وحينما هدأت عواصف الشتاء ، كنت علي موعد مع حديث طويل ورياح قد تكون عاتية ، وأنهار من سيول فياضة ، كل هذا لم يكن يحتل قدرا من ذاكرتي سوي أحداث الريح التي تتأهب لتقعقع.

استيقظت في الثالثة صباحا عقب خمس ساعات من السبات الواهي ، استيقظت علي ذبذبات هاتفي معلنا عن ذكري كنت قد دونتها منذ أشهر ، كانت بعنوان " ألن نعود ؟! "

أمسكت هاتفي متملقا إياه ، باحثا عن لا شيء في نظراتي المسددة إلي شاشته ، طمست بأنملي علي شاشته وتجاوزت ذاك التنبيه اللعين.

تركت هاتفي كما كان ، نهضت من فراشي لأجلس عليه مسدنا ظهري إلي ظهره ، وجدته داعمي طيلة سنوات ، لم أحظ بصديق مثله ، جلست لخمس دقائق أحاول الهروب مما يراودني من التفكير ، لكنني حاولت جاهدا في الهروب حتي كدت الوصول إلي معبر الهروب ، لكن سريعا قد جاء خصمي وأغلق النفق ، أصبحت مجبرا علي العودة ، أصبحت مضطرا للتأقلم ، لا مفر إلا بالتعامل العقلي الناضج ، وهنا قررت سريعا أن أواجه الواقع ، قررت الجلوس علي طاولة المفاوضات ، ليس لأني ضعيفا بل لقوتي في المواجهة تلك المرة.

أسندت رأسي هي الأخري إلي ظهر الفراش فليست بأقل إرهاقا من ظهري ، تذكرت حديث صديقي وطبيبي ومعالجي النفسي في آخر جلسة جمعت بيننا حين قال:

" يا عزيزي ، ليست السعادة دائمة ، ولا منحسرة علي مواقف خاوية ، السعادة كما يجب أن تكون هي أن تكون حين تزن عقلك بميزان النضج ، والعقلانية يا صديقي تختلف كما تختلف الصفات الملموسة ، فهنا الأحمق وهنا السوي وهنا الحكيم ، لاسيما وأن بلوغ مرتبة الحكيم يكلف النفس وهنا علي وهن ، بل يكاد الوصول أن يغذيها بفكرة عدم استحقاق مرتبة السوي ، الحكيم يا عزيزي من فاقت قدراته العقلية سنواته البشرية ، ما إن وصلت تلك المرتبة فاعلم أنك ذا حظ وفير ، ومتي كنت في طريقك لتحقيقها فأنت ذو فضل عظيم ، لكن احذر أن يصيبك العناد في الطريق ، احذر أن تكون ذا حديث جاف ، احذر أن تصيبك ملالة أو يعتريك صدأ ، فمنا من ينتبه في بداية الطريق ، ومنا من ينتبه حين يصطدم ، ومنا من يعي حين يتهشم ، مهما باءت الدنيا فلا تكن ممن يعي حين يفني ويبعث ، دون ذلك فأي الثلاثة لك وما شئت ، ولكن احرص أن تتمسك بمن يدعمك ، لا تنس يا صديقي فأنت ذو قدر ليس بهين ، فقط أن تتسع حدقتيك واترك الأمر لرب السماء "

حينها وجدت بقلبي غصة لا أعلم سببا لها ، تسارعت أنفاسي حتي كادت أن تذهب بروحي ، تذكرت حينها كلماتي التي دونتها عقب تلك الجلسة فاسترجعت جُلا منها

" لقد كان محقا في كلماته ، لكنه يعرف كم من المحاولات التي خضعت لها ! ، وكم من الطرق والسبل التي عانيت في سيرها ! ، وكم من المخاوف التي واجهتها ! ، وكم من العثرات والأماني التي نالت طريقي ! ، ربما كان محقا في تحذيري ، لكنني بالفعل كنت ممن تهشموا كي يعوا ، فقدت كل شيء ، أصبحت متمنيا لحدث سعيد يطرأ بي ، أو موقف عارض ينالي من السعادة قدرا ، حقا تاهت بي الطرق ، سلبتني أشياء لم أتوقع فقدانها ، جاءت بي إلي طرق لم تخيرني بها ، تهشمت أنحائي حتي أسقطتني أرضا ، جعلتني صعلوكا أمام نفسي ، لكني لست يائسا علي غير عادتي ، أصبحت ممتنا لما حل بي من عوارض تسقطني ، فحين أسقطتني جعلتني ممانعا مقاوما للكثير ، لم تسقطني هباء منثورا ، اسقطتني حين أمهلتني حيث أرادت أن تعلمني "

حينها وبين تلك الذكريات غلبني النعاس تارة أخري فلم تكتمل هواجسي.


A
Ahmed Elsebai

هنا فتي يسطر حروفا حمقاء ، لم يكف عنها حيث لم تتركه الوحدة طيلة حياته💔

المزيد من الكاتب

هذه التدوينة كتبت باستخدام أكتب

منصة تدوين عربية تعتمد مبدأ البساطة في تصميم والتدوين