Oktob
مدونين جددالأكثر مشاهدةأحدث المقالات
ش

‏‏‏إذا جئت لزيارتي إخلع طائفيتك وعنصريتك وإنتماءك السياسي خارج صفحتي وأدخل

مدة القراءة: دقيقة واحدة

مِن الزِنا إلىٰ الجلْبابٰ بالحُب

سوف أروي لكم قصة واقعية وصلت إليَّ مؤخرا

كانت فتاة مؤدبة , نجحت في شهادة البكالوريا و في سنتها الأولى بالجامعة كانت تمشي مع هذا و ذاك حتى إنغمست في تلك الحياة و إعتادت عليها , غيرت من طريقة كلامها حتى عقليتها أصبحت " أوبن مايند " و أكملت سنتها بتلك الطريقة , و لأنها وحيدة أهلها كانت لها كامل الحرية بلا حسيب ولا رقيب , و الآن الدخول الجامعي على الأبواب ... نجح في شهادة البكالوريا و سجل في نفس الجامعة التي تدرس بها و من محاسن الصدف فقد إختار نفس التخصص و بدأ يدرس و يراها يوميا , أُعجب بها مع أنه يراها كل يوم مع شاب ولكنه لم يهتم لذلك , في إحدى الأيام وهو في مكتبة الكلية حتى جاءت تذرف دموعها و جلست في الطاولة المجاورة له ووضعت رأسها على الطاولة و هو يسمع أنين بكاءها , تقدم بعلبة المناديل الورقية لها و بدأ حديثه بـ : " السلام عليكم من فضلك خذي , فهو لا يستحق هذه الدموع " و إستدار راجعا إلى طاولته , جمع أدواته و خرج من المكتبة , مسحت الفتاة دموعها و خرجت تبحث عنه لتشكره و لتسأله عن ماذا يقصد !! ولكنها لم تجده و بعد مرور يومين بحثت عنه حتى وجدته مع مجموعة من أصدقائه نادته :" أخي ... أنا؟! ... نعم ... ماذا ؟! .... أحتاجك ... طيب .... أولا أود أن أشكرك على المناديل الورقية ... العفو فهذا واجبي .... طيب ماذا تقصد بكلامك أنه لا يستحق هذه الدموع ؟؟ ... صراحة أنا لم أقصد أي شيء فقط مجرد كلام .... متأكد ؟! ... نعم ... طيب سلام ....

ذهبت و ذهب قلبه معها و كأنه يقول لها أرجوك لا ترحلي فأنت ملازمة لأحلامي , بدأ يتكرر اللقاء في الكلية يوميا ﴿ نظرات و إبتسامات ﴾ و بطبيعة الحال كل يوم مع شخص حتى جاءت في أحد الأيام و طلبت مقابلته عند الساعة الواحدة مساءا في مكتبة الكلية و فعلا كان ذلك , جاء على أحر من الجمر و جاءت هي متأخرة بحوالي 4 دقائق حتى بدأت كلامها :" إسمع بدون لف و دوران قل لي لماذا كلما تراني تتغير 180° وتغير تصرفاتك و تتبعني بعينيك أينما حللت !! " و جاءت الفرصة المنتظرة فبدأ بالتعبير بدون خجل و الفتاة مصدومة من ردود فعله حتى بدأت الفتاة بالبكاء فسألها لماذا تبكين فأجابت أن لا أحد من قبل كان صريحا معها هكذا و الظاهر أن لا أحدأحبها بتلك الطريقة حتى طلبت منه التوقف عن الكلام و أخبرته أن هناك من يزعم حبها و ينوي خطبتها بعد مدة و هنا كأن الأرض إنشقت و بلعت قلبه و مشاعره طلب المغادرة فهزت رأسها أن نعم , ومرت الأيام حتى في يوم من الأيام سمع أن هته الفتاة تم ظبطها مع أحد الشبان في وضع مخل بالأدب و تم تحويلهم للمجلس التأديبي و بفعل فاعل تخرج بريئة من المجلس المنعقد و سمع أيضا أنها نوت التوبة من هذه المواضيع كلها , حتى في يوم من الأيام مرت عليه فناداها و أراد سؤالها في أمر يخص الدراسة فأجابته و أخبرته عن ما جرى لها و أنها أعلنت التوبة فأراد أن يبدأ معها صفحة جديدة في إطار الزمالة و مع الوقت بدأت تنجذب إليه و تميل إليه , تتحدث معه عبر مواقع التواصل الإجتماعي حتى وقت متأخر من الليل و يجالسها كثيرا بعد نهاية الدوام و قد حذره الكثير من أصدقائه منها و أنها كانت متاحة للجميع ولكن عين الرضى عن كل عيب كليلة أو كما يقال إذا أحب القلب قلبا لا تبصر العين عيبا أحب بعضهما ولكل شيء إذا ما تم نقصان فقد بدأت تخلق له مشاكل عديدة في حياته و هي صابرة معه فقد إستطاع أن يلبسها الحجاب الشرعي ثم الجلباب قضوا أيام و توعدها بالزواج و جاءت عطلة الشتاء و بعدها الدخول ولكنه لم يلتحق بالدراسة , هاتفه مغلق , لا مجال للتواصل أرادت أن تكلم والدته لتطمئن عليه و لكنها ترددت خجلا منها و بعد 3 أيام بالظبط سمعت خبر وفاته يوم توجهه إلى الجامعة !!! يا الله و من الصدمة دخلت الفتاة في حالة من الغيبوبة المؤقتة و بعدما إستعادت عافيتها ذهبت لمنزله لأداء واجب العزاء و قلبها منفطر عليه و طلبت من والدته أخذ هاتفه و الذي كان يحتوي كل ذكرياتهما معا ومرت تلك الأيام السوداء عليها أحر من الجمر و هي الآن كلما تذكرته دعت له أو أخرجت صدقة عليه .....


ش

‏‏‏إذا جئت لزيارتي إخلع طائفيتك وعنصريتك وإنتماءك السياسي خارج صفحتي وأدخل

المزيد من الكاتب

هذه التدوينة كتبت باستخدام أكتب

منصة تدوين عربية تعتمد مبدأ البساطة في تصميم والتدوين