Oktob
مدونين جددالأكثر مشاهدةأحدث المقالات
A
Ahmed Elsebai

هنا فتي يسطر حروفا حمقاء ، لم يكف عنها حيث لم تتركه الوحدة طيلة حياته💔

مدة القراءة: دقيقة واحدة

لن تذهب🤲

ولقد ذكرتك والرماح نواهل مني

وبيض الهند تقطر من دمي

فوددت تقبيل السيوف لأنها ....

لمعت كبارق ثغرك المتبسم.

حقا فعلها ذلك السرطان اللعين ، فعلها كما اعتاد أن يفعل ، يسقط القسوة من قلب المحارب ، يضع كبرياء الملوك والعظماء ، وينهل من قلوبهم ، فعلها قديما بعنترة كما فعلها مع ابن الملوح ، والأمثلة كثيرة.

نار القلوب -عزيزي القارئ- لا تشتعل بيسر ، فإن القلوب لا تشتعل سوي بهذا السرطان.

وجدته سرطانا ؛ لأنني لا أجد الجسد يبرأ منه ، ومن يبرأ هم قلة ، فأصبح سرطانا مميتا للعقول ، داعيا للخمول ، مسببا للهموم.

الحب -يا عزيزي- تلك الكلمة البسيطة في بنائها ، العسيرة في امتلاكها.

لكنه أشد عسرا حينما يكون وحيدا.

هل يكون الحب وحيدا؟؟!

بلي فالوحدة لم تترك شيئا لتنهال عليه بالضربات الدامية ، الوحدة تقتل ، الوحدة تسمم ، الوحدة تفعل ما يحلو لها بجسد مسلوب الإرادة.

هنا ومع موضوع غريب معهود ، لا تسألني :

كيف ذلك ؟ ، ولا لم ءلك للتناقض؟

سريعا نذهب إلي محطة القطار ، شاب وفتاة تائهون بين زحام الحياة ، ولا سيما تائهو القلوب.

يقفان متفرقان علي حافة المحطة في انتظار قطار يُقل كلا منهما إلي حيث مأواه ، يحدثنا هنا الشاب قائلا:

" أنا طالب بإحدي الكليات الطبية ، يقدر عمري بنحو تسعة عشر عاما من الميلاد ، معروفا بحسن الخلق ، نشأت ببيت طيب ، لا أفارق صلاتي ولا تفارقني ، أصابني منذ ست سنوات سرطان لعين ، يدعونه سرطان المحبين ، للوهلة الأولي لم أكن أظنه بهذا السوء ، لكنه تدرج كثيرا ، هذه الفتاة التي تقف علي بعد سنتيمترات قليلة أصابتني بسهم ، لم أك يوما أؤمن أن مثل هذا السهم يصيب البشر ولا يقاومونه ، بكل اختصار أحببتها ، اعتادت عيني أن تراها ، اعتادت تتأمل ابتسامتها ، ترقب عينيها السوداوتين ، واعتاد ثغري أن يبتسم لرؤيتها بخمارها الوردي ، اعتاد خمارها أن يضفيها بهجة وجمالا وحياء لا نظير له ، لكنني لا أعرف ماذا يلقبونها ، ومنذ نظراتي الأولي حدثت نفسي بأنها زوجتي ، لم تكن تلك مبالغة لكنه كان شعورا يحتمل الصواب والخطأ.

وكما حدثتكم اعتدت رؤيتها ولم يتمكن خجلي من البحث عنها ، تمر الأيام ، وبعد ثلاث سنوات يحالفني القدر ، فأتحدث إليها وأخبرها بما كنت عليه طيلة أعوام ثلاث ، كنت أراني متسرعا في حديثي ، لكن مثلي يخشي الفقد ، كانت في بداية الحديث لا تبالي تخصيصي واستثنائي لها ، كانت تتحدث بكل مرح وسعادة ، استمرت تلك المحادثة ثلاث أيام متواصلة ، لم ينتابها الملل ، جعلتني تلك الأيام ممسكا بحفنة من الأمل ، إلي أن ساد الصمت ، فلقد كان لخوفها وضعفها وهدوئها وتوترها دور آخر ، توالت المخاوف علي فتاتي وتمزق خيط الأمل ، لكنه لم ينقطع طيلة عام كامل ، لم أسمح له أن ينقطع لأنني أعلم ما يحّدث قلبها وما يراوده من الألم ، لا أخفيكم مر عام كامل بحكمة من الله ، وأتي الآخر وبين ثناياه وجدتها تقطع الخيط كاملا ، فتقصيها دفعة الفصل بعيدا ، حينها ولثوان معدودات كاد قلبي ينفطر من الألم ، وجدت حينها أطرافي تسقط هامدة علي الفراش ، فاقدة قدرتها العضلية العصبية.

والآن نحن في طريق اكمال العام الثالث من تلك المعاناة"

آلمنا ذلك الشاب حقا ، لكننا لم نعتد أن تكون روايتنا من طرف بعينه حتي وإن كانت رواية عن الوحدة.

فالتفتنا إلي الفتاة لعلها لديها رأي ينافي رأي الشاب فقالت:

" أنا طالبة بإحدي الكليات الطبية كذلك ، أملك عمرا يقدر بتسع عشرة سنة ، كانت دوما حياتي متقلبة ، متوترة ، مخيفة وخائفة ، وفي ذات الوقت علي قدر كبير من الثقة التظاهرية ، أعلم أنكم ما أقبلتم هنا إلا لأنكم تعاطفتم مع ذاك الطبيب الصغير ، وأعلم بل أنا متيقنة من ما تريدون سماعه والتحدث عنه ، نعم! ، جاءني ذات يوم معترفا بمقدار حبه واعجابه ، لبعض الوقت منحته بعض الاستثناء الذي لم يحظ به أحد من قبله ، حقا كنت معجبة به ، لكنه لم يكن يعلم مدي تخوفي وتوتري الدائم ، كان جاهلا بنبضات قلبي التي تأسر جسدي النحيل ، وأهلكت عقلي الناضج ، ربما يكون قد عرفها اليوم ، ولكنه حتما يري أنني وضعته إلي جانب أشد الأعداء ، نعم! حينما أستشعر وجوده في مكان ما أهرول ، حتي وإن وجدته علي صفحات التواصل الاجتماعي فأنا أتحاشاه ، لا أستطيع أن أجزم بأن قلبي يخلو تماما من أي شعور تجاهه ، أعلم أنه علي قدر كبير من الأخلاق وأصبح علي قدر أكبر من الهموم والأحزان، أعلم أنه مازال يرغبني ، أعلم أنني أقسو ، لكن ما زلت لا أسمح له ، ربما عجزت اليوم عن الهروب لأنني بحاجة إلي قطار يقودني إلي منزلي ، ربما هو لم يراني منذ عام تقريبا ، ربما أعلم ما بداخله الآن لكن ما يجعلني متمسكا بالثقة هو أنني لا أسمح له الاقتراب.

لكن أخشي أن يكون ما زال لديه ولو قطرة من الأمل في كائن يسّيره الخوف والقلق وتقوده المشاعر المضطربة ، حقا لقد جاء القطار يا سادة ولكني حزينة لأجله"

يقول الشاب حينها :

" لقد جاء القطار حقا ، كانوا يطلقون عليه قطار العشاق ، يتكون من ثلاثون عربة ، ولم تكن تخلو سوي تلك العربة الأخيرة ، وطأت حينها قدماي إلي العربة ، وهي لازالت شاردة مقيدة بسلاسل من الخوف والتوتر ، حينها ذهب القطار وبقيت هي في موضعها ساكنة ، ذهب القطار ويقودني وحيدا كما جئت ، لكني حقا لازلت أتظاهر علي قلبي بحبة من الأمل.

فاللهم لا تؤلم قلوبنا ، ولا ترهقها ، واجعل لنا من أحبابنا أزواجا ، اللهم لا تبتلينا في قلوبنا🤲😥


A
Ahmed Elsebai

هنا فتي يسطر حروفا حمقاء ، لم يكف عنها حيث لم تتركه الوحدة طيلة حياته💔

المزيد من الكاتب

هذه التدوينة كتبت باستخدام أكتب

منصة تدوين عربية تعتمد مبدأ البساطة في تصميم والتدوين