هنا فتي يسطر حروفا حمقاء ، لم يكف عنها حيث لم تتركه الوحدة طيلة حياته💔
خربشة العقل
خلق الله الكون فكان بداية ، تمرد إبليس وعصي فكانت بداية ، ذاق أدم الشجرة فكانت بداية ، وطأ الأرض فكانت بداية ، أتي محمد فكان بداية لخير نهاية ، وقذفت بنا أرحام أمهاتنا فكانت أيضا بداية.
تعددت البداية ، تميزت وتمايزت ، تحلو وتسوء ، تطيع وتعصي ، لكنها تدعي بداية.
تأتي متوقعة تارة ، وأخري خيالية ، وأحيانا تأتي مغايرة ، لكننا لم نعرفها سوي بداية.
نرضي بواحدة ، نتمرد علي ثانية ، ونثور ونغير من ثالثة.
لكنها لا تعرف قانونا سوي قانون الإنبهار ، قانونا وضعيا ، كأسا يتجرعه الجميع.
لكننا عهدنا لكل بداية من نهاية.
لم يسلم أحدا من قانونها ولا معهودها ، فكان رب العزة أولا وآخرا ، عاهدناها سعادة ، سرورا ، فرحا ، انتصارا ، عشقا ، هزيمة ، انكسارا ، فقدا ، وتحسرا.
لا بأس من تمايزها فقد طالت منها الغرائز والشهوات ، جعلت من البداية معبودا لدي البعض ، معبودا يُدر عليه فرحة وانتصارا ، وجعلت من البعض الآخر ثائرا عليها.
ومن هنا من يستكمل الحديث عليه أن ينزع عنه رداء العالم المتسخ ، عليه أن يرتدي رداء العقل وينزع رداء المنطق فنحن أمام عتبة النهايات التي لا تملك منطقا.
هنا نحن نقف علي حافة النهاية السعيدة وربما التعيسة ،
تقف وحيدا ، هائما ، منكرا ، مدينا وصولك هنا ، ربما لا تعرف من كان هنا بالأمس يسقبك إلي تلك الحافة ، لكنك تقف متسائلا :
من كان يقف إلي جوارك بالأمس؟
هل ما زال هنا أم ولي هاربا ؟
هل تأذي أم كان مؤذيا ؟
أنت حقا لا تعرف ، لكن حقا كان هنا بالأمس ، والواقع أنه ليس هنا اليوم ، يبدو أن الواقع لا يكذب ولا يأبه لتلك الآلام والأحلام والأوهام والأحزان التي نعانيها ، لا يعلم عن تلك السقطات والخيبات التي حلت بك.
أنت دوما كنت علي صواب ، كنت علي باطل ، كنت محقا ، كنت خائبا ، كنت مولعا ، كنت مبغضا ، كنت متيقنا.
ربما لم تكن يوما صائبا ولا ذا بصيرة ولا بصر ، ربما كنت منافقا خادعا ، ربما نالت منك الحياة ، ولم تمنحك ما تريد ، وأهملتك.
والجدير أنك تراها منعتك ، عاقبتك ، حرمتك وسلبتك.
والمثير أنها أهانتك.
ربما ذلك الخير ، وقد لا يكون فيه ذرة من خير.
ربما كانت تلك المشاعر المتضاربة حديثا ساخرا ، لم أكن أرغب أن يكون بذلك السخرية.
لكن ربما يجب علينا أن ننظر لتلك البدايات ، ونستخلص منها تلك العبر التي تلزمنا أن نستغل البداية ونعيشها ونضع حدودا لها.
يجب علينا ألا نخجل من محاولاتنا ، ألا نترك أفكارنا تنام لجوارنا سويا ، علينا أن ندعها تتحرك وتخاطر ، نجعلها تري أرض الواقع وتهاجر المخيلة ، تري البداية وتتماسك حين النهاية.
لا بد لها من تربية نفسية وعقلية تؤهلها لتقبل النهاية.
إلي هنا الحديث ينتهي حيث عجزت
هنا فتي يسطر حروفا حمقاء ، لم يكف عنها حيث لم تتركه الوحدة طيلة حياته💔