يحدث مع شخص معين أن يحس بأن لديه موهبة في مجال معين ؛من قبيل الرسم أو الكتابة إلخ..

فيقرر مثلا أن يكتب قصة قصيرة،و بعد أن ينتهي من كتابتها يقوم بنشرها على مواقع التواصل الاجتماعي قصد تلقي التشجيعات و الإشادة بمحاولاته، و إعطاءه بعض الملاحظات البناءة التي من شأنها أن تشجعه وتطور من موهبته إن هو عمل بها في باقي كتاباته القادمة، لكن العكس هو ما يقع تماما؛ حيث ينهل عليه بعض الأشخاص بدون رحمة ولا شفقة بالتعاليق المستفزة و الهدامة التي تنم عن مدى الحقد في قلوبهم!

فلماذا لا نشجعه بدل ذلك و نشيد بمحاولاته و نثمنها؟؟! لكن مع الاسف الأغلبية لا تعرف سوى النقد و كأنها خلقت لتنتقد، فمن المسلمات جدا أن أي بداية بداية كيفما كانت، تشهد عراقيل وبعض النقائص، فلا يمكن للشخص أن يصير كاتبا محترفا منذ الوهلة الأولى،فذاك من المستحيلات السبع!، فعن طريق القراءة و الممارسة يتسنى له تطوير أسلوبه و الرقي به نحو الأفضل، ولما لا يصبح كاتبا مشهورا في المستقبل، له مجموعة من الأعمال في تعامله مع دور النشر وطنية ولما لا عالمية؟، يتهافت حولها القراء و ينتظرون جديده الأدبي بفارغ من الصبر!

و ما يحز في النفس أكثر، هو أن النقد في بعض الأحيان يكون بناءا و صادرا من مختص في المجال، إذ تطلب منه رأيه في أحد إبداعاتك، فبدل أن يبدأ بذكر مواطن القوة في الإبداع، يبدأ بذكر مواطن الضعف فيه. فهنا حتى وإن كان النقد في محله، يصعب على المبدع أن يتقبله! فلو كان العكس لتقبله بصدر رحب!

فكل هذه الإنتقادات سواء أكانت هدامة أم بناءة(إن لم توجه بطريقة لبقة وألا يغفل الناقد ذكر مواطن القوة في الإبداع!) تجعل الشخص يتخلى عن موهبته بالمرة دون تردد! كيف؟ وهو مازال في بداياته، فمن الصعب جدا أن يتحاشى انتقادات الحاقدين الذين لا يعرفون سوى التحطيم..

حقا كم من شخص كان سوف يكون في المستقبل كاتبا بارعا أو رساما ماهرا إلخ..لكن كثرة الانتقادات الهدامة حالت دون ذلك!

و أنهي تدوينتي هذه بأنه لا يوجد مبدع في العالم وصل لحد الرضى عن إبداعاته، فهذا أمر طبيعي جدا، فعدم الرضى هو ما يدفعنا لتطوير موهبتنا أكثر فأكثر، ومن البديهيات أن لكل إبداع مواطن القوة كما له مواطن الضعف!

بقلم: "ياسين اليعكوبي"