هنا فتي يسطر حروفا حمقاء ، لم يكف عنها حيث لم تتركه الوحدة طيلة حياته💔
زارني الليل مهلكا💔
طرق الليل بابي ، طرقه يناديني قائلا:
أ حزين يا فتي؟ ، أ مريض يا فتي ؟ ، أم كعادتك البغيضة تستعطف الحشد حولك؟
وبعد ذلك ينتابني تفكير و صمت رهيب ، وجدت نفسي متسائلا :
ماذا حل بك ؟ ، هل بعد الثانية عشر من منتصف الليل يهوي الناس علي وجهوهم وينتابهم الحزن والمرض ؟ أم حقا هم يمكرون ؟!
بعد دقات الواحدة صباحا ، لم ينتظر الليل أن يطرق الباب ثانية ، لكنه حل وغمرني.
وكعادتي في ليالي الشتاء وفي منتصف الليل ، أجد نفسي وحيدا ، تنفلق ذاتي إلي شطرين ، تهاجرني ذاتي التي طالما أحببتها ، تهاجرني وتجلس علي منصة القضاء لتخاطبني كما يخاطب القاضي جناة الرذيلة.
هممت لأصنع كوب قهوتي فهو لايزال يشاركني عمق تفكيري ، لكنه سُكب!
هممت مرة أخري لإعداده فكُسر ، فخابت ظنوني في نيل رشفات من القهوة تلك الليلة.
ذهبت كعادتي إلي فراشي ، لكني علي يقين بأني ذهبت إلي زنزانة لطالما وطأتها برغبتي مصطحبا قهوتي.
والواقع أني اليوم وطأتها رغما عني مسلوبا قهوتي، فتمددت ملتحفا بغطائي ، أمسكت بهاتفي ، باحثا عن شيء ينال من المعركة الطاحنة التي بين ثنايا قلبي.
وبعد دقائق من المحاولات الفاشلة ، أيقنت أني لست كغيري من الفتية ، لست أمتلك فتاة أذهب إليها أبثها همي ، أقضي بصحبة حديثها ليلتي ، ولا أختا تضمني فتبلغ حاجتي .
وجدت نفسي التي انشطرت تراودني ، تراودني كي نتحدث ، كي تتحدث عن أشياء طالما آلمتني.
فوجدتها تسألني:
أ لست وحيدا ؟ ، حزينا ؟ ، عاشقا ؟ ، فاشلا ؟
قلت بلي ، أصبحت وحيدا حزينا عاشقا فاشلا وهكذا أمسيت متيما مريضا محطم القلب.
سريعا بحثت عن أحد يسمعني فلم أجد ، فلا أختا ، ولا صديقة ، ولا صديقا.
لكن سألتها:
ولم لقلبي لا يكف عن الألم؟
أ حقا سأظل هكذا وحيدا ، لا أحد ينتبه لحزني ؟
فوجدتها تخبرني بأن أحدهم ترك لي حديثا قبل أن يتركني
أخبرتني أن أتجه لقراءته ، ربما يخبرني عن الإجابة
وحينما ذهبت ويا ليتني لم أذهب زادت جراحي وتألمت.
إلي هنا اصابتني موجة من انقطاعات التنفس كادت تقتلني
وجدت نفسي تزيد من جراحي وتخبرني بأني لم أعد كما كنت
أخبرتني أني قديما كنت أقترب من فراشي وأمتلك السعادة
أما اليوم فأنا وطأته محملا بذنوب أرهقتني
وعشق يؤلمني ، وأمانيّ تحطمت منذ زمن.
تخبرني بأني أصبحت لا أستطيع الاقتراب من أي فتاة ، بل أصبحت أنتظر فتاة ،
أنتظر فتاة كانتظاري معجزة أخري .
أما أنا فكنت متيقنا من أن الفتاة التي انتظرها ، تجلس شاحبة شاخصة ، لا يختلف حظها من حظي
لم يتركها الحزن والألم ، وكيف يتركها!
لطالما تمنيت أن تأتي تلك الفتاة التي أحسنت وأتقنت معرفة ما يحزنها ، وهي الاخري بالتأكيد أيقنت ذلك ، لكن الوصال بين البؤساء وصال لا يختلف بوصلات الكهرباء تدمر كل من يقتربها.
لقد كان حديثي حديثا ساخرا ، لا أشك بمقدار ذرة أنه سينال مني إزدراء الآخرين وسيكونون علي حق.
لكنه انتهي ولازالت الأفكار تناديني متسائلة
ماذا يحزنك؟
لماذا فشلت في دراستك؟
لماذا فشلت أن تكون اجتماعيا ؟
لماذا لم تكن لك صديقة؟
لماذا لم يهبك الله أختا؟
لكني اكتشفت أني ومن البداية لم أكن أفكر في اجابة واحدة ، بل حتي الآن اقبض علي رأسي وأشد عليها كي تدرك ولكن ذلك هباء
هنا فتي يسطر حروفا حمقاء ، لم يكف عنها حيث لم تتركه الوحدة طيلة حياته💔