Oktob
مدونين جددالأكثر مشاهدةأحدث المقالات
ط
طه النجار

‏‏‏‏‏⁦👥‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏ بتاع صحه نفسية بكتب مقالات ع موقع جورنال ڤيتو باحث ماجستير في الصحه النفسية

مدة القراءة: دقيقة واحدة

طه النجار يكتب: قُبلة علىٰ جبين الشمس..!

قُبلة علىٰ جبين الشمس»

ربّما نقرأ يوماً ما في الجريدة  أنّ أحدهم تَرك قُبلة علي جبين الشمس وسَقط كاليمامة علىٰ سحابة بيضاء ،  أو أن إحداهن قامت بمصافحة أحدهم فنبتت في يدها وردة رافقتها دندنة أغنيتها المفضلة «ياوردة قولي متخافيش، بيحبني بيحبني مايحبنيش ».

تلك الأشياء مُذهلة حين لاتُري ، فلا بأس بقليل من الدهشة في الحياة، إن كانت حبلي بالورد، وثلاثة عصافير، وحكاية، ومطر يتوسد الطريق .


ولا بأس بقليل من الدهشة إذا استدعيتَ قمراً تحكي له عن النجمات الثلاث، وكيف كانت تَمُر الأيام دونه، وعن ما إذا كان احتضان وجهه سَيتكفّل بالغياب.


أو تلك« المرحباً » التي تركتها احداهن ذات صباح علي طاولة حديثك وبينكما حُبّ ومسافة تُراقب الخطوات التي تسير وحدها إليها.


ولا بأس ما دام أحدهم لازال يبري أصابعه مثل أقلام الرصاص ليكتب رسالة علي زجاج نافذتك في ليلة من ليال ِ ديسمبر « سأظل أكتب لكِ إلي أن يتجمد دمي في الوريد ».


  


في الخيال فقط تستطيع أن تمد يدك إلي معصمك، وتجلب القصيدة كـنبأ سَار يختبئ في الوريد متردداً ..!


تستطيع أن تطوي الليل الفائض عن حاجتك وما فيه من أرقٍ وصقيعٍ وبعض نسيانك الذي لايُنسي وتضعه في خزانة الملابس.              


                 


لأنه كانْ علي بُعد ليلة موعداً لكن لم يحضر أحد، وعلي بُعد لقاء لم تحضر المسافة، وعلي بُعد ليلٍ لم يأت قمر، وعلي بُعد شفاه لم تأت كلمة، لأننا كُنا علي بُعد بارحة نقول غداً .

و يأتي الغدّ ومعه هشاشة الروح وصلابة الذكريات التي لم نتمكن لأجلها من خَدش مواقفنا، ونترك الأمور تَشيخ، ولانملك سوي تفقّد رسائلنا الهاتفية، ونستمع إلي الموسيقى التي تُغرقنا في تضاريس الليل.


فننطفيء شيئاً فشيئاً كتلفاز قديم، أو برنامج إذاعيّ يبُث أخر أغانية هذا المساء.


نستحق كل هذا تماماً ، تستحق أن تستيقظ وحيداً بعد الغفوة الحادية عشرة، وأن لاتجد من يفتح لك النافذة في الصباح، أو يُخبر العصافير في الشُّرفة أن تكُفّ عن صباحاتها المتكررة، أو تتفقد الرسائل الصوتية علي الهاتف ولم تجد رسالة واحدة سوي بائع المشروبات الكحولية، وأن تتناول الطعام بمفردك في هدوء، وتشرب قهوتك وحيداً مثلها دون سُكر ..!

لا أحد سيُقدّم لك اعتذاراً نيابة عن التفاصيل، أو يسير معك وحيداً في منتصف الليل، أو يستقبل المطر الذي يطرق النافذة لأكثر من احدي عشرة دقيقة، أو يفتح الستائر للقمر قبل أن يغيب مجدداً ؛ سيحدث كل هذا ولكن في وقت متأخر، حين تنطفئ.



ط
طه النجار

‏‏‏‏‏⁦👥‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏ بتاع صحه نفسية بكتب مقالات ع موقع جورنال ڤيتو باحث ماجستير في الصحه النفسية

المزيد من الكاتب

هذه التدوينة كتبت باستخدام أكتب

منصة تدوين عربية تعتمد مبدأ البساطة في تصميم والتدوين