Oktob
مدونين جددالأكثر مشاهدةأحدث المقالات
ع

abdullah

مدة القراءة: دقيقة واحدة

في أن لا تعدّ دجاجتك قبل ان يحين موعد فقسها

 قبل عدة اعوام، اثناء تأسيس اول مشروع تجاري لي، كنت منشغل الذهن طوال اليوم، افكر في كيفية صرف رواتب الموظفين نهاية الشهر؟ اقوم بتخيل نتائج الحملات التسويقية والتي ستعود علي بمئات الألوف، ثم افكر في النتائج المترتبة على ذلك، كالقيام بجولة حول العالم، تحمل المصاريف المستقبلية للزواج. بل احيانًا اقوم بتخيل تصميم المكتب الخاص بالعمل، ثم اقوم بزيارة بعض المكاتب المتواجدة بمدينة جدة، للاستفسار عن تكلفة الايجار لديهم. تقريبًا، لن ابالغ ان قلت بإنني كنت افكر بما لا يقل عن ١٠ ساعات يوميًا عن كيف سيدار المشروع، وكيف سيتم وضع آلية عمل لسيرانها.

 طبعًا نتيجة كل هذه الخطط والتفكير المبالغ فيه، قد تم اغلاق المشروع بعد سنة ونصف من تأسيسه، وانتقلت الى مشروع آخر، ولكن هل يعني هذا بإنه قد فشل مشروعي السابق؟ بالطبع لا، ولكنني وجدت فرصًا افضل. فدائمًا ما تأخذنا الحياة الى منحنى آخر لم نكن قد خططنا بشأنه، وكأن هذه الحياة (تطقطق عليك اذا سويت نفسك انك بتصيد احداثها المستقبلية!). ولا اخفي عليكم بإنني لا اتذكر قط بإنني قد قمت بالتخطيط لآمرٍ ما وتحقق كما تخيلته او خططت له مسبقًا. 

  "لا تعد دجاجتك قبل ان تفقس" هو مثل يصف من يقوم بالتخطيط والتفكير في أمور خارجه عن ارادته ونطاق سيطرته. وينطبق هذا المثل على جميع نواحي الحياة، البزنس، قرارات الشراء، الزواج، اتخاذ قرارات مستقبلية هامة والخ.. . 

 وهذا يدعونا لمفهوم فلسفي للفيزيائي "فاديم زيلاند"، والذي ذكره في كتابه "Transurfing" والذي يرى فيه بإن كل شيء في الحياة يسعى جاهدًا لتحقيق التوازن، فأينما يوجد أي فائض احتمال، ستظهر قوى التوازن بهدف إزالته والقضاء عليه. والمقصود بفائض الاحتمال هو المبالغة في امرٍ ما، كالمبالغة في المشاعر، ايجابية كانت او سلبية، او المبالغة في التخطيط، او في مشاعر الحب، او ان تأخذ الحياة بجدية تامة. حيث ستقوم قوى التوازن حينها بالتدخل. 

 ولذلك، فإنني انصح الرفاق الذين يبغالون في التفكير مثلي بالتقليل من أهمية الأمور الخارجية، وعدم الإصرار على تحقيق امرٍ ما. حينها ستسري الأمور بشكلٍ طبيعي. ستقوم بالزواج من الفتاة التي تتتوافق معك بها حين يحين موعد ذلك، وسترزق بطفلة جميلة في الوقت المناسب، ستجد وظيفتك في الوقت المناسب، وستتخرج حينما يحين موعد تخرجك، وستصل الى قمة حريتك المالية حينما يحين وقت ذلك، وستقوم بشراء سيارتك المفضلة في الوقت المناسب.  لا تبالغ في التفكير ودع رغباتك تتجلى في وقتها المناسب.






هذه التدوينة كتبت باستخدام أكتب

منصة تدوين عربية تعتمد مبدأ البساطة في تصميم والتدوين