في الفترة الأخيرة، وجدت صعوبة بالغة في أن اعيش في"الحاضر”، فمع انشغالي الدائم بالعمل ، اصبح من الصعب على ان لا افكر في شيء، حتى في تلك اللحظات الصامتة، التي من المفترض ان اكون هادئًا فيها، وخالي الذهن من أي افكار مزعجة ، اجد نفسي منشغلًا ومنخرطًا في العديد من الأفكار. وفي هذه الليلة، واثناء كتابتي لهذه التدوينة، استرجعت بعض ذكريات الطفولة، اتذكر جيدًا في احدى الحقبات  من حياتي، كنت مغرمًا بالفنون الشرقية، وكانت لدي رغبة شديدة في ممارسة “التاي تشي”، و“الوينج تشون” وممارسة الشاولين، ولا اخفي عليكم انني عندما كنت صغيرًا راودتني فكرة العيش في احدى معابد شاولين الصينية، وممارسة التأمل مع رهبان المعبد، قد تكون فكرة مجنونة قليلًا، ولكنها راودتني غير مرة. وبالطبع لقد تم استبعاد تلك الفكرة، وانطفئ شعيل حماسها بعد مشاركتي بها مع والدي، وبعد ان قال لي"يعني تبي تصير راهب ها؟، هي لعد اشوف افكارك المريضة هذه مره ثانيه" وقام بعدها بالغاء اشتراك النادي. 

 وللأسف الشديد، يحزنني بإن ارى عدم وجود عدد كافي من الذين يمتهنون مهنة تدريب الفنون الشرقية، بالرغم من احتياج العديد منا لها، حيث انها لا تقل أهمية عن بقية الفنون الأخرى كالبوكسينج، المواي تاي، الايكيدو وغيرها.

وسيكون محور حديثي الليلة عن عن رياضة التاي تشي تحديدًا، وهو احدى الفنون الصينية القديمة، والتي يمتد تاريخها لأكثر من ٣٠٠٠ عام.  وبالطبع هناك العديد من الفنون الصينية الأخرى، فالصين وحدها يوجد بها مئات الفنون، والآف الأساليب، حيث تجد كل عائلة صينية قد قامت بتأسيس أسلوبًا خاصًا بها يطوره الأحفاد مع مرور الزمن، ولكل أسلوب فلسفته الخاصة، منها ما هو قتالي كالوينج تشون والساندا، ومنها ما هو علاجي كالتاي تشي.

 “التاي تشي” هو احدى الوسائل الرائعة والبديعة التي تعينك على الاستمتاع بلحظة الحاضر، فهي ببساطة عبارة عن سلسلة من الحركات الجسدية البطيئة يصاحبها تمارين تنفس عميقة، ولحظة تأمل هادئة، تقوم بالتركيز فيها على حركات جسدك، وتدفقات انفاسك، وتسمى هذه الحركات البطيئة المصحوبة بتمارين التنفس العميقة  بالـ “تشي كونج”، والتاي تشي هو أحد الأمثلة على مفهوم “التشي كونج”.

والتاي تشي هو في الأساس فن حربي قتالي قديم ومشهور في الثقافة الصينية ويعود تاريخه إلى ما يزيد عن 2000 عام. وقد أصبح فنآ شعبيآ شائعآ يسمح بتقوية العضلات وزيادة ليونة المفاصل وتخفيف الضغط. ولم يعد يستعمل لمجابهة الأعداء. 

وعلى امتداد عدة قرون بالصين، ظل فن التاي تشي ميراثاً سرياً بين الناس وكان كل جيل يعلمه للجيل التالي. تزايدت شعبيته خلال القرن العشرين ومورس على مستوى العالم.

والهدف من التاي تشي هو تنظيم التنفس والفكر ويهدف للسيطرة على الجسد والعقل، ويمارس بعدة أدوات مختلفة مثل العصا، والسيف وغيرها.

  وتوجد هناك بعض الأبحث التي تؤكد على فوائد التاي تشي في السيطرة على النفس، والذهن والجسد، وان كان بعض الأكاديميين ينفون فوائده، تظل هناك العديد من التجارب التي تتنافى مع آراء الأكاديميين في عدم وجود فوائد تذكر من ممارسته . 

  وفي الحقيقة اتمنى ان ارى العديد ممن يهتمون بهذا النوع من الفنون المسالمة في بلادنا العربية، وان ارى العديد من الأندية المختصة في تدريب الفنون الشرقية. 

   وبالمناسبة، لقد وجدت هذا الموقع الرائع من (تريب ادفايزور) (اضغط هنا)، والذي يختص فقط في عرض الرحلات والدورات التدريبية الرياضية من مختلف انحاء العالم، ووجدث اثناء تصفحي دورة تدريبة مكثفة لمدة ٧ ايام، تشمل الأقامة، الوجبات الغذائية والتدرب لمدة ٧ ساعات يوميًا):.

واعتقد بأنه لا بأس من الاشتراك في احدى هذه الدورات، والسفر بغرض السياحة والتعلم في نفس الوقت، لا سيما بإنها تتواجد في عدة دول مختلفة، تايلند، سبانيا ، البرازيل، الصين وغيرها الكثير.