للكلمة أثر عظيم في حياتنا .. فقد تغير الكلمة مسيرة حياة إنسان عندما يكون جاهزًا لسماعها ومتهيئاً لاستيعابها ومستعدًا للانطلاق بها فتشكل حياته وعلاقاته واختياراته وتؤثر على قابليته لاستيعاب أفكار أخرى تصادفه خلال مراحل عمره. فتصبح تلك الكتابات محطات نتوقف عندها ونستحضر عمق أثرها على مسيرةحياتنا ثم نمضي.  أستعرض في هذه التدوينة بعض الكتابات التي كان لها أثر قوي في حياتي و ساهمت في تشكيل تفكيري و أثرت في مسيرتي .. أبدأ بما كان لها تأثير في البدايات وربما أضيف إليها في المستقبل .. لذلك ستظل هذه التدوينة دومًا تحت الإنشاء .. 

 قلب كتاب  الأستاذ إبراهيم البليهي " النبع الذي لا ينضب" ومقالاته كياني لأنه ربط عمل الدنيا بالآخرة فجعلني ذلك أضع للنجاح في العمل أولوية كبرى في حياتي خدمةً لوطني وأمتي..تأثرت بعمق بقصة " تاكيو أوساهيرا" سليل عائلة الساموراي وطالب الدكتوراه الذي تتلمذ على يد عامل سبك المعادن الألماني فخدمه وقدم له الطعام ، وجعلتـني أصبر على الجهد وأتحمل النقد في سبيل الوصول إلى الهدف. وبإمكان القارئ الكريم أن يطلع على القصة في مقالة " المولود الأنيق كيف يتكون" للأستاذ ابراهيم البليهي في جريد الرياض أو أحد كتب الدكتور محمود بن محمد سفر"الحضارة تحدٍ" أو "التنمية قضية" أو "إنتاجية مجتمع".

قبل أكثر من ربع قرن أهداني صديقي المتميز المتميز المهندس محمد المدرس مقالاً بعنوان "ما يجب وما لا يجب فعله من قبل المهندسين الكهربائيين المبتدئين" (Do's and Dont's for Young EEs)  تتناول النجاح في الحياة العملية عمومًا وهي موجهة للمبتدئين.. أعجبت بها كثيرًا واتفقت معه على ترجمتها وقد نشرت في مجلة المهندس. قرأت تلك المقالة عشرات المرات أثناء الترجمة فرسخت  في عقلي الباطن، وهذا نموذج من نماذج الاستفادة من الجلساء الصالحين الناجحين فابحث عنهم ولاتتركهم مهما باعدت بينكم الأيام.

كما أنني استمعت إلى كتاب صوتي عنوانه "التعامل مع أصعب الناس" (Coping with Difficuly People) فكان بحق معينًا لي في تعاملاتي مع الآخرين وبالذات الشريحة المعنية في هذا الموضوع. وقبل ذلك قرأت  كتابًا بعنوان: "حفز لتنجح .. أدوات مجربة لإنجاز أفضل" (Motivate to Win .. Tested Technicquies for Greater Achievements) والذي أيقظني لأهمية مثل هذا الجانب في الحياة العملية والحياة بشكل عام، وأفادني كثيرًا في تحسين التعاون البناء مع الآخرين، فأدركت أن البشر أيًا كانوا فهم  بحاجة إلى التحفيز بل والتحفيز المتواصل،فبدأت بترجمة نصف ذلك الكتاب ولم أنهه بعد . 

أما دورة وكتاب " العادات السبع للأشخاص الأكثر فعالية" (The Seven Habits of Highly Effective People) فقد وضعت كل ذلك في منظور إنساني  منظم جعل من المعاناة متعة ومن الفشل حافزًا قويًا لتكرار المحاولة.وتمتد  قائمة المصادر الملهمة لتشمل نشرة " خلاصات" التي هي عبارة عن ملخصات متميزة باللغة العربية لأشهر الكتب العالمية في كافة مجالات الإدارة، بالإضافة إلى نشرة "المختار الإداري" التي تنتقي فوائد ما ينشر في الدوريات العالمية في نفس المجال،  ونشرة  Communications Briefings المركزة التي تنتقي ما ينشر في مجال مهارات الاتصال، وغيرها كثير.

هذه قائمتي التأسيسية الثمينة التي كررت قراءة ومراجعة ماجاء فيها عشرات المرات وبعضها قمت بكتابة مراجعات لها ونشرها في الصحف والمجلات فرسخت في ذهني وشكلت تفكيري..سأضيف بإذن الله روابط لهذه المراجعات أو الترجمات إن وجدت لها أثرًا فقد نشر بعضها قبل ظهور الانترنت .. من نافلة القول أنني أوصي بالاطلاع على هذه الكتابات والاستفادة منها .. وربما يكون لنا موعد مع قائمة أخرى كان لها أثر في مرحلة مختلفة.