في الحقيقة وقتها حين سألت نفسي هل انا مع أو ضدّ اليسار، لكن مسألة أيّ يسار أعني، وأيّ يسار احتاج إليه ويحتاج الي، إن ماركس لا يزال حاضراً فينا لكن هذا لم يعد كافياً، إن بعد ماركس ظهرت منحنيات كثيرة اتبعت مناطق آخرى كالماركسية الكلاسيكية ،الماوية التروتسكية،الشيوعية الأوروبية وغيرها.

إن اليسار العالمي منذ أكثر من نصف قرن، بدأت مساراته المتنوعة تتغيراتباعاً اليه ، ابتداءاً من فلسفة نيتشه حتى إدوارد سعيد، مثلاً، وكل هذا طبيعي"فداخل اليسار لا توجد وصايا مطلقة ".

اذاً أي ُيسار يحتاجه المجتمع العربي ؟.

يسار المجتمع المنفتح أم يسار المجتمع المنغلق كما في نظر كارل بوبر؟ يسار الوعي الخطي أم يسار الوعي المعقد كما في نظر إدغار موران؟ يسار"النصوص القدسية أم يسار أحلام الشباب وارادتهم كما في نظر نيتشه؟

أننا نحتاج إلى يسار أكثر جرأة، وأكثر تنوعاً وانفتاحاً على الحياة بكل أبعادها. نحتاج إلى يسار قوي متعدد الأبعاد، يسار قادر على محو عادات اجتماعية مرتبطة بتيارات مزيفة.

برأيي نحن نحتاج إلى ما يسمى باليسار المتقبل من الجمهور العربي ، يسار يرسخ قيم المواطنة والعيش المشترك بطريقة ذكية ،يسار يستلهم ماركس ضمن اطار إسلامي أيضاً .

لماذا جمع التياران القومي واليساري معا بعيداً عن التيار الإسلامي مع أننا اعتدنا أن نعتبر الثلاثة إضافة الى الشخصيات الوطنية المستقلة على أنها المكون الأساسي للمعارضة الأردنية، فما الذي حدث حتى استوجب فرزا مختلفا؟

اسألة تبحث عن اجابات كثر، فكرت جيداً وقتها قبل ان أدرج صور تشي جيفارا والبس سلسلة الجبهة الشعبية.