Oktob
مدونين جددالأكثر مشاهدةأحدث المقالات
M
Mohammed Majidah

هنا بعد أن أكتب، س أخجل مما كتبت، هنا س أنشر، وس أرجو أن لا يطلع ع ذلك أحد..

مدة القراءة: دقيقة واحدة

بدون عنوان

رؤيتك كانت أشبه بألعاب نارية ، مدهشة ، ما إن تختفي حتى يسود بعدها ظلام موحش ، مشبعًا برائحة بارود مقيتة ، مثل ألعاب نارية ، أضاءتني لوهلة ، ثم اختفت ، ولم تعرف بعدُ حكايتي..

حسنًا ، من أين أبدأ؟

وحياتي لا أجد لها بداية ، فأنا لست قصة ، أنا أحرف مبعثرة ، هكذا مثلما اعتدت الكتابة ، فأنا لا أدري لماذا أكتب ، هناك شيء يسري في داخلي ، يسري ك عين في سفح جبل هادرة ، لا تتوقف ، تنساب في كل مكان ، إلى كل مكان ، يمكن أن تسقي عشب ، ويمكن أن تنحصر بين صخرتين ، تسري بين الحنايا دون هدف ، هكذا حين أكتب ، حين يخطر في بالي الكلمة الأولى لسطر لا أعلم بعده إلى أين أنتهي ، سطر قد لا يعبر عنى وسطر قد يعبر ، أكتب مثل طفل سكب مجموعة ألوان ع ورقة ، وصار يلوّح بيديه عليها ، لا يهدف لنتيجة سوى المتعة التي يجنيها من هذه البعثرة ، والبعثرة التي أجنيها من تلويح قلمي بالأحرف هي ما أستمتع به ، هي الهدف ، مثلما أعيش ، ف أنا لا أؤمن بوجوب الركض في هذه الحياة ، أحب أن أنساب مع منعطفات الحياة كيفما أنساب ، أُشبه قطرة في شلال ، أو ورقة في مهب الريح ، أحب جهلي في أين س أقف وإلى أين س انطلق بعد ذلك ، ذاكرتي تفيض بأحداث لم تكن متعمدة ، حدثت هكذا وأحببتها لأنها صارت هكذا ، وهكذا رأيتك..

أعيش في مجتمع لا أنتمي له ، أعرف ما أريد ، وهو ليس هنا ، ولكنني كنت أشاهد حياتي أمامي ، وكنت لا أنفك أخدشها محاولًا دخولها ، وقد كنت قاسيًا على نفسي ، لأنني لا أرى هذا المجتمع إمتداد لنفسي ، وهو ما كان ومازال يُرى كذلك ، بأن الفرد إمتداد مجتمعه ، رغم أن المجتمع أساسًا هو مجموعة أفراد ، يطالبون بمحو الفردية فيه ، ويسعون لأن يكونوا شكلًا واحد ولونًا واحد وصوتٌ واحد ، ولهذا أصبح لدينا نسخ مختلفة لأنفسنا في محاولتنا لنصبح على ما نحن عليه حقًا..

رأسي صار يشبه المحيط ، هادئ جدًا ، ثم عنيف ، جعلتُ ذاتي قضيتي ، رغم أن هناك الكثير من القضايا الملحة في هذا العالم ، والتى لم أستطع أن أقدم لها شيء لانشغالي بها ، وبينما أكون جالسًا تحت شجرة ، برفقة قطة خجولة وعصافير فوقنا سعيدة ، سيظهر لي العالم بعيدًا جدًا ، وس أتسائل عما إذا كان حقيقيًا ، وعما إذ أنا ونفسي وذاتي وحيدون هنا ، أفكر تارة بأن حياتي الحقيقية لم تبدأ بعد ، وأخشى أنني سأدرك يومًا ما وأنا على فراش الموت بأن ما فات كان حياتي الحقيقة..

أحببت فتاة فيما فات ، عفوا أنا أكذب ، لازلت أحبها ، وأحب الكثير ، أحب وجودهن ، لأنه علمني الكثير ، تلك الواحدة التي كذبت بشأنها ، كذبت لأنني لازلت مشوهًا من أفكار سابقة جعلت كل حب ب فتاة هو حب غواية ، وليس حب تقدير ، كنت سعيدًا بصحبتها ، والحديث معها ، ليس لأنها أنثى ، بل لأنها كانت تحمل أفكار خلاقة ، لم تخطر على بالي من قبل ، وهذا ما أحب ، أحب الأفكار الخلاقة أي كان مصدرها ولا أعتقد أن للأفكار مصدر ، نيوتن اخترع الجاذبية لأن سافلًا ضربه بتفاحة ، الأفكار تزهر في العشوائية ، بين المنهجية والجنون ، لا تحتاج لأرض خصبة ، تأتي من كل مكان ، من الأشياء المنبوذة وغير المنبوذة ، ف الأفكار لا تأتي كاملة ، بل هي جزء من أجزاء متفرقة ، الخصب هو ذهنك ، كيف يمكنك أن تجعل الأفكار فيه تكتمل ، وعندما تكتمل فتظهر فتطرب بها ذاتك ومن حولك ستكون أفكارك جزء من أجزاء متفرقة لعقل آخر..

كالحياة ، ف حياتنا عبارة عن أفكار ، أفكار ضمن سياق ، نحن لا شيء سواها ، أفكارنا عن الحب في سياق علاقة ، وأفكارنا عن الوطن الذي يؤوينا في سياق منزل ، وأفكارنا عن الأمان في سياق وظيفة ، يمكننا أن ننقل أفكارنا من علاقة إلى علاقة ، ومن منزل إلى منزل ، ومن وظيفة إلى وظيفة ، ولكن تبقى الفكرة هي من تملكنا ، هي نحن ، وما بين الركض بينها أو الوقوف نحن نشيخ ، مثل حفنة ماء ترجو لها قالبًا ، يحاصرها حتى تتمثله إلى حين أن تفنى ، ويبقى القالب شاهدًا على وجودها، وهذا السياق الشاهد الكائن فيما مضى حين يرحل لا ترحل معه الفكرة..

أحب الأماكن أينما كانت ، أحب وجودي كائنًا فيها ، ك صخرة على قمة جبل ، ك دمية تقف في واجهة متجر ، أو كـ لمسة في جسد حبيب ، ليس ك حضن يحتوي كائن ، فأنا لا أبحث عن الاحتواء ، إنما أبحث عن التيه ، أن تُمتلك ، وأن لا يكون لك مفر ، سوى ب الخوض أكثر في عوالم كأنها خيال بعيد ، أن تكون ع طريق لا ينتهي ، الأنوار تتلو أنوار تتلو سرابًا ، وليس لك أن تقف ، الوقوف ذاته متاهة أخرى ، وتارة لا أود الوجود ، أحلم لو كنت لا شيء ، تافه ، في مهب الريح ، آخر من يذكر اسمه ، إن كان لي اسم ، قارعٌ على قارعة الطريق ، أو يعلوني الغبار في رف بعيد ، مهشم ، ضائع ، كأطلال بيت خانه الزمن ، أن لا أسأل ، فلا أستجيب ، لستُ إلا ، عكسُ إنسان ، أهيم ك ذكرى ، خافته من بعيد ، ك منتهى نفق مظلم ، أنا لست خارجًا منه ، أنا داخله ، هو خلفي هذا الضوء ، يخفت كلما تقدمت ، إلى ضوء آخر جديد ، أو إلى لا نهاية ، إلى ظلام يتلوه ظلام ، حتى يكون شفق ضوء جديد مرعب بنفس قدر الظلام..

أشتاق إلى وطن ، حدثتني عنه أمي ، وطن حيث لا أمان ، لأنه لا يوجد خوف ، فالكل يحب جاره ، والجار سروره الغاية ، هنا نحن نشقى عمدًا لننال ما يسعدنا ، وحين نصل لما يسعدنا لا نشعر به ، لأننا ما إن نبدأ به حتى نفكر في نهايته ، وفي الشقاء التالي بعده ، الخوف حتى الشعور بالأمان ، ثم الأمان حتى الخوف ، لا استقرار ، وبهذا تظل الدنيا تدفعنا إلى ما نفتقر إليه ، وليس إلى ما نتمتع به ، ف علام نفتقر ؟

بيوتنا مثل علب الكبريت ، زوايا أربع ، نحن فيها كأعواد الثقاب ، تفنينا شرارة ، نرتحل على أربع ونقصد أربع ، منزل ومسجد ومدرسة ومكان عمل ، أنا عائد منه الآن ، أصل المنزل ، وأعود إلى غرفتي ، إلى أوراقي المبعثرة هنا وهناك ، وإلى كل ورقة وضعتها في منتصف كتاب لم أكمل قراءته بعد ، أعود إلى وطني أخيرًا ، أشعل النور ثم أغلقه بعد أن أعرف أين يقع سريري ، بعد برهة ، س أعتاد الظلام ، س أرى فيه الأشياء وظلالها ، قربها وبعدها ، وسأستطيع التفريق بين ألف درجة من السواد ، ولكنني لازلت لا أعلم من أين أبدأ ، من أي شطٍ أنطلق ، وكل ما حولي هو سراب سرمديٌ لا شط له !

أعتذر ، فقد نقلت لك نسخًا قديمة مني في محاولتي لأن أكون نسخة جديدة معك ، س أقف ، س أفعل ما يمكن أن تفعله نسختي الجديدة ، وهو إرسال هذه الرسالة لك رغم أن ما أشعر به أصعب من أن يروى..


M
Mohammed Majidah

هنا بعد أن أكتب، س أخجل مما كتبت، هنا س أنشر، وس أرجو أن لا يطلع ع ذلك أحد..

المزيد من الكاتب

هذه التدوينة كتبت باستخدام أكتب

منصة تدوين عربية تعتمد مبدأ البساطة في تصميم والتدوين