التركيز والمحافظة على اللغة العربية
كثير من الآباء يفتخر بأن ابنه يتقن الإنجليزية بلكنة الإنجليز أو بلكنة الأمريكان، أو الفرنسية بلكنة الفرنسيين وهكذا.. وهذا أمر جيد لا غبار عليه، ولكن بشرط أن يتقن قبله العربية بلكنة العرب!!!.
إن أغلب هؤلاء تراهم ينفقون الأموال الباهظة على تعليم أبنائهم اللغات العالمية المختلفة، يتنقلون من معهد إلى آخر ومن دورة إلى أخرى، بل من بلد إلى آخر. ولكنهم لا يخطر ببالهم أن لغة القرآن الكريم هي التي يجب أن يحافظ عليها، مع كل ما يحاك لها من مؤامرات لتمييعها واستبدالها بلهجات محلية..
إنّ إصرار بعض القنوات العربية التافهة على النطق بالعامية على لسان مذيعات – تم انتقاؤهن خصيصاً لذلك الغرض الخسيس وليس لهن من الميّزات إلا ما وضعن على شعورهن وأجسادهن العارية من الصبغ والماكياج والتمنطق بلهجة الغواية والدعارة - وتسويقها من خلال الندوات والحوارات، وإنّ صدور أول جريدة بلهجة محلية في إحدى دول المغرب العربي قبل سنوات، يعتبر ناقوس خطر عظيم يدق معلناً عن غزو جديد لتراثنا وثقافتنا وديننا..
إن الالتفاف حول القرآن الكريم ليشكل أكبر مناعة ضد جميع الجراثيم البشرية التي تريد أن تفتك بدستور هذه الأمة وبلغتها وحضارتها. وإن الاعتزاز والشموخ بلغات الغرب دليل إفلاس كبير، وهوة ضخمة بين المجتمع وبين الثقة الذاتية المحركة لكل حضارة وإبداع فيه..
لذلك نهيب بجميع الأخوة المربين والمدرسين مزيد الاهتمام باللغة العربية، ومحاولة الابتعاد ما أمكن عن اللهجات العامية، في محاولة لرفع مستوى الطلاب وإبعادهم عن إسفاف العامية، وتعويدهم على النطق السليم بلغة القرآن الكريم التي أكرمنا الله لنا بها في الدنيا والآخرة..
د. بشار القهوجي