Oktob
مدونين جددالأكثر مشاهدةأحدث المقالات
س

‏كاتب وباحث ليبي من (برقة) يعيش في المهجر (بريطانيا/شفيلد)

مدة القراءة: دقيقة واحدة

تطور الأحياء والأشياء من زاوية إيمانية!

Image title

سأل سائل في هامش اليوتيوب فقال: "اذا فرضنا ان تاريخ البشر بدأ منذ 10 الف سنة واذا علمنا ان التقدم العلمي والصناعي حدث خلال الـ 100 عام الأخيرة فالسؤال هنا : ماذا كان البشر يفعلون خلال تلك ال 9900 عام!؟ أين كان البشر وأين كانت عقولهم خلال كل تلك القرون من الجهل والجاهلية؟؟"

Image title
التطور نتيجة التجربة سنة من سنن الله في خلقه!


فكان جوابي كالتالي : العلم والتقنية تتطور وفق قانون الجدل التراكمي ، وكلما تراكمت المعارف والتقنيات البسيطة ثم تعقدت فإن سرعة الاكتشاف العلمي والقدرات التقنية للبشر تزداد ، تمامًا كما تتراكم الثروة عندك من دراهم معدودة ثم تصبح ثروة هائلة ويصبح مردود استثمارها هائلًا، هكذا هي المعرفة والخبرة والمهارة البشرية تراكمية، تتراكم وتتكاثر مع مرور العصور، العلوم والمخترعات كانت تسير ببطء حتى القرن 18 الثامن عشر تقريبًا ثم اخذت وتيرة العلوم تتسارع وكذلك الصناعة والاختراعات ولا تنسى ان هذا مرتبط باكتشاف قوة البخار التي ادت الى الثورة الصناعية ثم ظهر الغاز والنفط ثم الطاقة الذرية، فهذا تطور طبيعي من الابسط للاعقد ومن النادر الى التكاثر اي كما حصل في قصة تطور الحياة فوق الأرض التي استغرقت ملايين السنين فهي بدأت من خلية واحدة بدائية عمياء خلقها الله بشكل بسيط محير وبث الحياة في المادة الجامدة ثم اخذ هذا الكائن النباتي ثم الحيواني وحيد الخلية يتطور مع مرور القرون وأخذت تنبثق منه الانواع المختلفة مع ملايين السنين!... وهذا الذي حدث لقصة الحياة الطبيعية حدث في قصة العلم والتقنية الصناعية أي التطور من البسيط والبدائي نحو المُركب وشديد التعقيد والأحسن فالأحسن والأرقى فالأرقى! وهو ما نشاهده في قصة تطور السيارة والطيارة مثلًا، فالسيارة البدائية كانت بدائية ومتعبة وغير مريحة وتخنقك برائحة البخار والفحم ثم رائحة احتراق البترول!، وكذلك طيارة الاخوين (رايت) كانت بدائية وغير آمنة وغير سريعة، فانظر حال سيارات وطيارات اليوم بعد مرور أكثر من 100 عام من التطوير والتحسين من خلال تراكم التجربة والخبرة!؟؟ ثم بعد الف سنة ربما سياراتنا وطائراتنا التي تتحرك بالنفط تصبح مثيرة للضحك والتندر وتغدو في خبر كان لا نراها الا في المتاحف!، انظر للحاسوب الأول الضخم البدائي وانظر لهذه الحواسيب اليدوية المحمولة الصغيرة الحجم والأكثر دقة وسرعة!!.... المقصود ان تطور الحياة او المجتمعات البشرية او تطور المعرفة والعلم والتقنية والصناعة ومهارات وقدرات البشر يحكمها (قانون التطور التراكمي) وهو من سنن الله في خلقه والذي نجده مع طول التراكم تزداد سرعته!، كما نلاحظ في عصرنا الراهن - عصر التكاثر - من مخترعات وأجهزة مذهلة تقفز للسوق في كل عام!... لكن يبقى الغريب هنا فيما يتعلق بتطور الحياة!، فإن التطور توقف عند هذا الانسان منذ ألوف السنين كما لو أنه هو غاية وقمة بل وثمرة رحلة التطور للحياة فوق الأرض!! وهذا لغز محير !!؟... توقفت رحلة التطور الحيواني غير الواعي عند هذا المخلوق الآدمي لأنه هو غاية تطور الحياة وهو ثمرة شجرة الحياة الحيوانية كما يريدها الله ثم بدأت مع هذا الانسان عملية تطوير وتحسين ظروف الحياة على الأرض عن طريق الارادة الانسانية الواعية، بالعلم والتقنية وتطور مهارات البشر، فالانسان لم يكن هو من يقود رحلة تطور الحياة الحيوانية فوق الأرض بل كان العقل الفطري والذكاء اللاواعي أو ما نسميه (الغريزة) التي هي (مخطط وفطرة الله) ولكن الانسان بلا شك استلم زمام التطور العمراني فوق الأرض وبات يقود هذه الرحلة بالعقل والذكاء الواعي والتجربة والتحسين المستمر عبر القرون نحو الغاية التي قررها الله !... أي سيطرة البشر على كوكب الأرض بالكامل وعمارته وتحويله إلى حياة كريمة منعمة كبديل عن النعيم المفقود الذي ضاع منهم بسبب خطيئة أبيهم (آدم)!.... وحينما تكتمل الحياة فوق الارض وتبلغ قمة زينتها وزخرفها حتى يظن أهلها أنهم قادرون عليها أي قادرون على التعمير فيها لمئات السنين أي أن يصبح عمر الانسان طويًلا بسبب السيطرة الطبية والعلمية التامة على أسباب الامراض واستهلاك الخلايا الحية، حتى ليصل أعمار البعض الى ألف سنة ربما!، عندئذ سيأتي أمر الله!... وتقوم الساعة ليوم الحساب!.... قال تعالى: ((حَتَّى إِذَا أَخَذَتِ الْأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلًا أَوْ نَهَارًا فَجَعَلْنَاهَا حَصِيدًا كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالْأَمْسِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ )) يونس/24

سليم نصر الرقعي


س

‏كاتب وباحث ليبي من (برقة) يعيش في المهجر (بريطانيا/شفيلد)

المزيد من الكاتب

هذه التدوينة كتبت باستخدام أكتب

منصة تدوين عربية تعتمد مبدأ البساطة في تصميم والتدوين