Oktob
مدونين جددالأكثر مشاهدةأحدث المقالات
o
oussama benkortbi

Business Designer

مدة القراءة: دقيقة واحدة

أسامة بن قرطبي... متفائل في زمن بوتفليقة.

    نشأت في بيئة تطغى فيها السلبية بشكل رهيب، الكل هنا يردد عبارات مثل "الدولة معطاتناش، هوما سبابنا"، والسواد الذي يثبط العزائم هو أكثر ما تجده هنا، نادرا ما تجد عبارة تشجيع واحدة!

    خرجت من كل ذلك عام 2009 يوم دخلت الإنترنت منزلي، أنشأت عالمي الإيجابي الخاص، كنت أشاهد فيديوهات حول سيارات فارهة لا تخطر على أحلام من يعيش حولي، مقاطع فيديو حول أحدث الهواتف، كروت الشاشة وأحدث الحواسيب والألعاب، رغم أنني كنت أملك حاسوبا متواضعا آن ذاك، أتجول في منتديات ستار تايمز صعودا ونزولا، وهكذا كانت المراهقة بالنسبة إلي...

    ورغم ما كنت أسمعه آنذاك عمّا تم نهبه في الطريق السيار "شرق غرب"، فقد كنت سعيدا بعد أن تم افتتاحه وأنا أمشي فيه، تحت شعار " العمش خير مالعمى! "، ورغم سلال وأويحيى وغيرهم، فقد كنت أقول بأن هناك فرصا مدفونة لم أكتشفها بعد، كنت أقول هذا الكلام وأنا في سن المراهقة، لم أكن أعرف شيئا عن الbusiness ولا عن التصميم ولا عن مهنتي المستقبلية.

    نفس الكلام تكرر يوم حصلت على شهادة الباكالوريا للمرة الثانية على التوالي، فقد اخترت دراسة الإعلام الآلي، لمجرد أنها قريبة من مجال كنت أهواه منذ صغري. ورغم أنني اصطدمت بواقع الجامعة الجزائرية المر، إلا أنني لم أفكر أبدا في الإستسلام، فأمامي حياة طويلة لأعيشها.

    بدأت الدراسة، ولم أكن كطالب عادي، كنت أبحث عن أي فرصة تفتح أبواب التجارب المثيرة، وكانت النوادي العلمية تمثل فرصتي الذهبية، وعندما فتح أمامي باب مجال التصميم تغيرت حياتي بالكامل، أصبح شغفي وشغلي الشاغل، كنت أخوض التجربة وأنا مستمتع بها، عكس تلك الدروس المملة التي كنا نتلقاها داخل قاعات الأعمال الموجهة.

    ومنذ دخولي الجامعة، وفي كل صباح، أركب النقل الجامعي وسماعتي لا تفارق أذني، بودكاست عن الحياة، وآخر عن تجربة فتاة سعودية في مجال ريادة الأعمال الإجتماعية، وقصة نجاح هنا وهناك... يمكنني فعلها، نعم، سأكون مثلهم، سأغير حياتي لأصبح مثلهم... وبدأت أكتشف بعض الأسماء اللامعة هنا وهناك. اخترت نمط حياة جديد، نعم سأعيشه، "إنه المينيماليزم." هذا مبدأ بسيط، سأركز على الأشياء المهمة وأترك الباقي... 

    اليوم في 2019 وأنا بصدد التخطيط لتأسيس شركتي الناشئة، أصادف في طريقي العديد من الأصدقاء يطرحون أسئلة من نحو "مزالك تآمن بالدزاير؟" وكل هذا رغم أن الحراك الشعبي قد انتفظ وقام من أجل نبذ السلبية وإعادة الأمل في أوساط الجزائريين.

    أجيب نفسي عادة بأن أتخيل لو أنني كنت شخصا سلبيا، هل سأكون حققت ما أنا أحققه اليوم؟

    رغم أن الخطوة بسيطة " أحط نفسك بكل ما هو إيجابي واترك الباقي " ولكنها تحتاج الكثير من الوقت، فساعة إيجابية لا تعادل أبدا عشر سنوات من الإيجابية! 


هذه التدوينة كتبت باستخدام أكتب

منصة تدوين عربية تعتمد مبدأ البساطة في تصميم والتدوين