هل سيتحول الصخب إلى صراخ ؟
ما تقوم به هيئة الترفية من استفزاز لمشاعر المسلمين في كل مكان و ليس في هذه البلاد و حسب من خلال برامجها في استقدام المغنين و المغنيات و إقامة الحفلات الصاخبة على هذه الأرض المباركة التي شرفها الله بأم الرسالات و مهبط الوحي و خاتم الأنبياء ينذر بعواقب وخيمة قد تنتج كردات فعل لهذه التصرفات الصبيانية الحمقاء ..
فالقانون الفيزيائي الثالث لنيوتن " لكل فعل ردة فعل" قد يكون هو النتيجة المؤلمة التي سنتجرعها يوماً ما نتيجة لهذه الحماقات المنفلتة و الغير منضبطة.
إن الأعداء المتربصين لبلادنا أصبحوا كثراً و ينتشرون على مساحة الكرة الأرضية و لم يعودوا مقتصرين على الدواعش و من ينهج نهجهم و هذا ما يدفع كل غيور و حريص على سلامة هذا الوطن و أمنه لأن يضع يده على قلبه مخافة ما قد يحصل من ردات فعل إجرامية نتيجتها هي زعزعة أمننا و استقرارنا.
فهيئة الترفيه من خلال برامجها التافهة المنفلتة تستفز الداخل باستحضار المغنين و المغنيات و الممثلين و الممثلات و أبطال المصارعة الحرة و السحرة و غيرهم من حثالات العالم و تنفق على ذلك الاستقدام المليارات من الأموال في الوقت الذي فيه تستجدي بعض أسر جنودنا الأبطال من الشهداء و ممن يحمون هذه البلاد من يسدد عنها أجار سكناها و سداد فواتيرها و رفعها من قائمة إيقاف الخدمات !!
و هي كذلك تستفز الخارج الإسلامي بإقامته في أطهر أرض شرفها الله بنزول الوحي و قبلة المسلمين و بالقرب من قبر نبي الاسلام عليه الصلاة و السلام !
يا سادة يا كرام ليست القضية قضية تشدد أو تخلف فكر أو رجعية كما يسميها المطبلون الجهلة الهارفون بما لا يعرفون..
إنها قضية مبدأ و قدر و خوف على مستقبل هذه البلاد و هذا المجتمع ..
فقدر هذه البلاد هو أن تكون مهبط الوحي و منبع الرسالة و منطلقها و قبلة المسلمين و أن تكون قدسيتها من قدسية الأماكن التي شرفها الله أن تكون بها و من التاريخ الذي يُدرّس في كل المناهج التعليمية للدول العربية و الإسلامية ..
فلا يمكن مثلاً أن ننقل الكعبة المشرفة و المدينة المنورة إلى ماليزيا أو اندونيسيا أو باكستان أو أي بلد إسلامي آخر لنرفع عن أنفسنا الإثم و الحرج الذي تسببه هيئة الترفيه التافهة.
و لا يمكن أن نغمض أعيننا أو نغلق أفواهنا و نحن نرى مسببات دمارنا و غرق سفينتنا ماثلة أمام أعيننا ..
قال تعالى:
(وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُّطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِّن كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ).
عبيد العبدي
حين يتسع فكرك .. تعظم إهتماماتك..