Oktob
مدونين جددالأكثر مشاهدةأحدث المقالات
أ

مدة القراءة: دقيقة واحدة

الآلة "الجزء الثالث"

في الليلة التالية صعد محمود كعادته، ضائقة به افكاره، جلس ليشاهد الأضواء القادمة من ابعد النقاط ويتصور ماذا يوجد هناك .. قاربت الشمس علي الإشراق كعادتها مرة اخري وادرك انه جلس اكثر من اللازم، بل ادرك انه كان ينتظر وما كان ينبغي له، هو يعرف ان افكاره لن تبارح رأسه.

بعد ان نام قليلا واستيقظ حدث أشرف بما حدث ولقائه بتلك الفتاه، فضحك اشرف وقال اهل الغرب شياطين، لا يثقون بنا ولديهم طريقتهم في فعل الأمور!

  • كيف لا يثقوا بنا وقد دافعنا عن القصر مرارا سويًا وانتصرنا معا؟

سادت لحظة من الصمت قبل ان يغادر محمود الغرفة ليتفقد التأمين كعادته، تفقد الأسوار سريعا وكتب تقريره سريعا وكأنما هو في عجله للمساء، انهي كل مهامه وصعد للسطح وإذا به يجد تلك الفتاه مرة اخري، استعجب من مجيئها للجناح الشرقي ثم صعودها لبقعته المفضلة ومشاركته النظر للنجوم وضوء القمر الذي ظن انه يضئ له وحده ليعينه علي افكاره.

بدأت هي الحديث ولم يكن في وسع محمود سوي الرد علي اسئلتها..

  • ما يشغل بالك؟
  • ما يشغل بالي ليس من شأنك

كانت نظراتها كفيلة بتغيير إجابته والتقليل من حدتها .. انا لا افكر سوي بالعشر سنوات القادمة من تأمين القصر

فردت بنفس النبرة المستنكرة: او في مقدار ثقتك في اهل الغرب .. فهي تعرف انه -وإن اخفي- ينتابه بعض الخوف من أن نصف سكان القصر لا يثقوا فيه كامل الثقة لأنهم لا يعرفوه ففي معظم المعارك السابقة مع الخارج كان سكان الجناح الغربي لا يسيروا وراء خططه بل يفعلون الأمور علي طريقتهم، ومع ذلك انتصروا جميعًا علي اية حال.

عادت لحديثها الجدي معه عن ضرورة مشاركته مخاوفه مع حاكمي القصر وانه ليس من العدل ان يفكر في كل ذلك وحده، فقاطعها محمود: حاكمي القصر لا يقابلهم احد منذ ان جئنا إلي هنا وهم ايضا يفضلوا الإعتماد علي نفس خطة المعارك السابقة وكلنا نعلم ان من بالخارج سيطوروا خطتهم للمرة القادمة.

قالت له انها علي استعداد لدعمه في خطته بل واقناع الغرب بها، قال محمود: هل يثق بك اهل الغرب بنفس مقدار ثقة اهل الشرق بي؟

قالت لا، يحبونني .. والحب أعمي.

.


هذه التدوينة كتبت باستخدام أكتب

منصة تدوين عربية تعتمد مبدأ البساطة في تصميم والتدوين