Oktob
مدونين جددالأكثر مشاهدةأحدث المقالات
A
Abd. Ekrema

مدير فني، مصمم غرافيكس ومُهتمّ في التسويق والمناصرة. شغفي متابعة كل ما هو مُلهم واستمزاج الآراء والثقافات مع ما أفهمه لابتكار الجديد المُبدع

مدة القراءة: دقيقة واحدة

أربعة مهارات توقف بها قلقك الزائد

ترجمة بتصرّف، عن المقال الرئيسي: https://www.powerofpositivity.com/stop-overthinking/

Image title

يُعتبر التفكير الزائد واحداً من أكبر مُسبّبات القلق والتعاسة، فالتفكير الزائد ممكن أن يخلق لنا مشاكلاً قد لا توجد أصلاً أو أنها قد لن تحدث إطلاقاً. إن أغلب المشاكل أو الأوضاع التي نستحضرها في أذهاننا مبنيّة على خوفٍ وقلق ولا تُفيدنا مُطلقاً (على الرغم من اعتقادنا الدّفين بأن استحضار هذه المخاوف يُساعدنا على تجنّبها) إنّ ما نفعله بهذه الطريقة هو سرقة لمتعة لحظاتنا التي نعيشها وإفسادُ حاضرنا بأيدينا. حينما يبتدئ التفكير الزائد يصعُب إيقافُه فهو مُلحٌّ ولجوج؛ يتزايد ككرة الثلج التي كلما تدحرجت كَبُرَت!

إليكم هنا أربعة مهارات لإيقاف التفكير الزائد.

1- لنقاطعه فوراً؛ ونستبدله بالتركيز على الإيجابيات التي تجري من حولنا الآن.

لقد أصبحنا في مجتمع مليء بتفاصيل تسمح للتفكير الزائد والسلبيّة من أن يسودا فيه.. علينا ببساطة أن نَصُبَّ تركيزنا على ما يجعلنا سعداء وشاكرين؛ علينا أن نبدأ بتدريب عقلنا على التفكير بإيجابية؛ ولنتذكّر بأن بناء المنزل يكون عبر تعميره لبِنةً لبِنه فلا نستعجل ولندرّب أنفسنا على التروّي.

نتيجةً لهذا سنبدأ نشعر بالسِّلم يسري بدواخلنا وسيتوقف تفكيرنا السلبيّ، فحينما لا نُلحّ بالتفتيش عن السلبيات والمُنغّصات سنطمئِنُّ في قرارة أنفسنا وسنطمئنُّ مع مَن حولَنا. لنتذكّر أن طاقتنا تسري حيثما نُدير تركيزنا، وأنّنا سنستطيع وقف تفكيرنا الزائد لأنّنا بنينا جداراً من الوعي خلف ما يعترضنا من أفكار سلبيّة.

2- لنكرِّر على أنفسنا كلماتٍ إيجابية ومُرضية خلال اليوم.

لنتفحّص ما يدور في عقولنا حين التفكير الزائد؛ ما هي طبيعة الأفكار التي نلاحظها؟ على الأرجح أنّ مُعظم ما سنلاحظه يتركّز حول التزاماتنا اليومية، أو ما قاله شخصٌ لنا وأزعجنا، أو قد تكون أفكاراً تحطُّ من شأننا.. دعونا ألاّ نقلق فرغم كثرة السلبيات حولنا وصعوبة الوصول إلى مزاج إيجابي مستقر فإنّنا سنستطيع الالتفاف على السلبيات والأفكار التي تبعث على التوتّر عبر بِضع كلمات بسيطة وسلميّة نُردّدها على أنفسنا ونخاطب بها مسامعنا.

وفي أيِّ وقت نُحسّ بأنّ القلق سيُباغتنا لنستحضر كلماتٍ من معانٍ مُهدّئة نُخاطب بها أنفسنا كمثل المعاني التالية: الاتزان، الهدوء، السلام، الصفاء، الضياء، الحُبّ، الاسترخاء، العبَق والشاطئ.. ولنلاحظ أن آخر كلمتين تدلاّن على معنىً مشهدي؛ من المُحبّذ أن نستحضر ما يُشبههما إذا كانت هذه المعاني أو المشاهد تُشعرنا بالسلام الداخلي. لا نستهِن بهذا فإنّه لطالما كان للكلمات معانٍ وقوة تأثير؛ لنستخدمهم لمصلحتنا كلما شعرنا بقلقٍ يتسلّل أفكارنا.

3- لنعِش "هنا والآن" ولا نسرح بمخيّلتنا.

دعونا ألاّ نُرهق أنفسنا بما يتوجّب علينا لاحقاً عمله ولنتناساه الآن؛ لأننا ببساطة نعيش الآن! كثيرة هي تحدّياتنا كمثل: واجباتنا اليومية أو الفواتير التي سيستحقّ تسديدها قريباً أو حتّى قلقنا ممّا سيحمله المستقبل الذي لم يأتِ بعد! لندَعْ كلّ شيء لوقته. فعندما نُبالغ في التفكير بها ممكن أن تتسبب لنا بعلل في أجسامنا وقد تقودنا للقلق والاكتئاب والضغط المزمن وممكن أيضاً مشكلات جانبية أخرى. أغلب القلق ينشأ من عيشنا في أوضاعٍ لا نعيشها فعلياً بل وضعنا أنفسنا فيها وبمخيّلتنا. لذلك لنُرجِع أنفسنا لأنفسنا ولنحرّرها من التفكير السلبي المُضطرد ولنعِش وقتنا الحالي مع ما تقع عليه أعيننا وما تلتقطه حواسُّنا حولنا الآن؛ ولا نسرح بمخيّلتنا ونُفرط بالسَرَحان والشَّطط.

عندما نتمتع بالحيوية والعفوية ونعرف كيف نعيش لحظاتنا كما هي بوقتها ونُحسنُ أن نتنقّل من التجارب الإيجابية إلى الأكثر الإيجابية فنحن حينها تماماً كالطفل البريء العَفوي الذي يُحسن هذا بِفطرته، سنتحرّر من همومنا ونعيش لحظاتٍ أكثر وأكثر من السِلم النفسي والاتّساق الفكري.

4- لنخرج إلى الطبيعة.

الطبيعة هي الملاذ الآمن لتهدئة العقل المُشوّش، لنفعل هذا في عطلة نهاية الأسبوع أو في الاستراحة اليومية في حديقة قريبة، وعندما نُعاني ضغوطاً نفسيةً شديدة علينا المحاولة جدّياً بأخذ إجازة ولنذهب إلى مكانٍ طبيعيٍ جميل بعيد وهادئ.

أي نشاطٍ يزيد ارتباطنا بالطبيعة وعذوبتها سيغذّي حتماً عقولنا وأرواحنا وسيذكّرنا بأنّ الضيق ما هو إلا صنيعة تفكيرنا وأنّ ارتداده على فِكرنا وجسمنا مباشر ويؤثّر عليهما سلباً. لقد خلقنا الله باتساقٍ وفِطرة بريئة وما نراه حولنا من تعقيداتٍ ما هي إلا تعقيداتٌ بشرية وأوهامٌ مُضافة ليست من براءة أصل الخليقة. لنتفكّر بسكون الطبيعة وعذوبتها وكيف أنها لا تُعاند أحداً؛ وكذلك نحنُ بني البشر يجب ألا نُعاند ونُكلّف أنفسنا ما ليس بوسعها. يجب ألاّ نتعلّق بتوافه الأمور من ماديّات الحياة وزُخرفها فلن نجد أبداً سلاماً ما بين الأرقام والممتلكات والحسابات بل تعقيداً وجشعاً وما إلى ذلك مما يتصل بها.

صدّقوني.. السلام النفسي موجودٌ أصلاً في جنباتِ قلوبنا جميعاً، وأمُّنا "الأرض" تُذكّرنا دوماً بهذا فهي حينما نُقبل إلى عُذريتها تُلهمنا وتمسح عنّا قسوة مجتمعاتنا المعاصرة بتعقيداتها وتحدّياتها، فإليها يجب أن نمضي ونستقي البراءة والنقاء.

Image title




A
Abd. Ekrema

مدير فني، مصمم غرافيكس ومُهتمّ في التسويق والمناصرة. شغفي متابعة كل ما هو مُلهم واستمزاج الآراء والثقافات مع ما أفهمه لابتكار الجديد المُبدع

المزيد من الكاتب

هذه التدوينة كتبت باستخدام أكتب

منصة تدوين عربية تعتمد مبدأ البساطة في تصميم والتدوين