يقولون ان للرجل هرمونات أنوثة مثلما السيدات لكن بنسب مختلفة.. هل يمكن أن يكون ذلك مؤشرا لأي شيء؟ هل يمكن لرجل التحدث باسم امرأة ولو لم يجد ما ينبش به صراحة مشاعره تجاه نفسه بجرأة غيرها؟ هل يمكن في يوم أن تكون تلك المشاعر لا تخص الذكورة في شيء، لكنها تصف حالة نفسية حرجة؟ كشعورِ رجل في ربيع شبابه بأنثى في خريف عزوبيتها، في خريف مشاعرها، وخريف شوقها، وكل خريف يُسقط من جذوعها ورقة… حتى تبقى جذع شارخ الأرض و شامخٌ في السماء، لكن لا يستظلُّ به عابر ولا يفكر في رحمته تاجر، ثم يحاول في بتره من ارض الحياة كل عابث.. ربما قد لا يقارب ذلك شعورِ "عانِس"!

انها رغبة جامحة في استمرار الحياة، انها لذة حضور حفل مسائي هادئ وفاخر لم تكتمل لعدم طلب رقصة أثارت الاهتمام!

هل هي لحظة إكتئاب تقتحم باب الحياة، أم "هي" التي تعيش بين جدران الاكتئاب تنظر الى باب الحياة الى أن ينقر عليه أحد ويخرجها من تلك الغرفة المظلمة!

أيمكنك أن تعمل بالظلمة وتبدع؟ بل هي قادرة، ولا يشعر بها أحد، لأن لم يفكر أحد أبدا في اشعال نار مصباح قديم قد كساه تراب العزلة، وطفأه ريح الطبيعة؛ التي لا تحتوي على نوع واحد من الغازات، بل لا يمكن توقع كمية المشاعر والأمور التي قد تكون من مكونات تلك "الريح"!

كل ذلك ولن يقدر كل من أطباء نفسيين أو قضاة ومحاميين ولا حتى شِعر الجاهليين على وصف إمرأة كاملة، ما بال إمرأة سقط منها ما قد يكون اعز ما تملك من "فراغ"، وهل يسقط الفراغ؟ وهل للفراغ وزن لتبتلعه الجاذبية؟ وما جاذبية الفراغ؟ وما معنى الفُراق؟ ومَن كان عزيزا لتفارقه بسمة طفلة ولهفة انثى!

في مرحلة ما نكون جميعا من نَصْل واحد دون رغبة منا أو قرار.. نكون من نصل أنثى، انها سبب وجودنا، ولو خُلقت من ضلع رجل مرة فقد خلقت الرجل ألف مرة.

وفي فترة ما تأتينا غبطة مع شعورنا المؤلم باقتراب أوانها، نكون عانس، باعتبارها لحظة. مقارنةً بها، العنوسة ليست في عقدة زواجها كما يظن العابثون! ولماذا اطلق عليهم عابثون؟ لأن شعور العنوسة في حد ذاته ليس عبثا ولا يمكن افتراض سد حاجته بقضاء أمر ما!

المرأة في الأدب هي حروف اللغة، لولاها لما نطقَ الشُعراء

وفي الحياةِ هي ماؤها، ولما عاشتْ الأحياء

وفي الطبيعة هي سماؤها..

وفي السماء هي قمرها..

وفي القمرِ نوره..

وفي النور شعاعه

وفي الشعاع حياة، وبعثة بعد الموت.

لأنها كل شهيق يتبعه زفيرُك

هي شهقة كانت للهفةٍ أو صدمة

هي الشُحنة و البَصمة

المرأة في الفنّ هي أوتاره والحانه وألوانه وما نحن الا أياد رقيقة تعزف وتمسك الفرش والأقلام ومنها نلوّن..

المرأة في التجارة لغة التواصل

المرأة في الهندسة جسورُ وفواصل

يكفي انها وصف لكل واصف وكل موصوف

هي كل مرغوب، الحبيب والمحبوب

هي فصول..

فصول الكتاب

وفصول السنة

حتى فصول الفصول

فصول الشتاء في كل قطرة تتبعها غيمة

فصول الصيف في كل حبة رملة

فصول الربيع بكل ورقة وجذع يشرخ كل تربة

وفصول الخريف بكل دمعة اسقطتها غصن شجرة

-فصول الخريف-

#بقلم_وكيبورد/نور الدين خالد