Oktob
مدونين جددالأكثر مشاهدةأحدث المقالات
A
Abdalla algarabawy

Look inside my pants

مدة القراءة: دقيقة واحدة

"الرجال الأموات لا يحكون حكايات"

Image title

أن تُحارِبَ الكثيرَ منَ الأعداءِ و مثل اغلبِ الجميع تَخرُجُ من كلّ معركةٍ على قيد الحياه ، مُتأذٍ بِبعضِ الأضرارِ النفسيه وإن كُنتَ في غايةِ الحظِ فستخرُجُ ببعضِ الضررِ الجسدي لا غير ليُغطي عليها فيُمكِنُكَ خَوْضُ المزيدِ منَ الحروبِ ، لكنكَ مهما حاولت ستخسرُ في كلّ مرةٍ تُحارِبُ بها نفسك ، فَمِمّا أنتَ حزين ؟! ... هل أنت حزينٌ من سِنّكَ الّذي أصبحَ عددُ الشمعاتِ لَهُ يُكَلّفُ أكثرَ من سِعْرِ كعكةِ عيد الميلاد و أنّكَ لم تَحيا بما فيه الكفايه ، أم من أنْكَ لم تحصلَ من عملكَ على مالٍ في حِسابِكَ البَنْكي بِنَفْسِ رَقَمِ هاتِفِكَ النقال ، أو بسببِ عدمِ فهم الناسِ لك و عدمِ إختلاطِكَ بهم ، أم بسببِ شخصٍ كانَ في يومٍ  سببُ تَرْكِكَ لِكُلّ شيءٍ حزين خَلْفك ، كانَ سببُ قدومِكَ في كلّ ليلةٍ لَهُ هو وحده ، قد علمتَهُ رقصةَ الحبّ بِكلّ خَطواتِها ليذهب ويرقُصها مع شخصٍ أخر ، كانَ هو السّبَبُ في من تَكون ، كانَ هو جَميعُ أسْبابِكَ ، قبلَ تَمْزيقِهِ لِقَلْبِكَ و ما تبقّى لمشاعِرِ الأملِ عندك إلى أجزاءٍ صغيره ، قامَ بِصُنْعِ حُفَرٍ به قُبَيلَ خَلْعِهِ بعُنفٍ و تكسيرِه ، و لم يكُن يُجيدُ الرّمايه ولم يُمْسك يوماً بِمُسدس و لم يرا و يلمس في يومٍ رصاصه و لكنهُ و بطريقةٍ ما ثَقَبَ قَلبك ، "ماذا لو كانت المشكلةُ مع الناسِ ليست مُتعلّقةٌ بِفِهمِهم بل بسببِ أنهم لا يَروقونِ لك ؟!" ، هل يُمكِنُكَ مثلي تَقَبلَ أنكَ ستبقى كلّ يومٍ وحيداً تُحادثُ نفسك ؟! ، و صدقني ... لن تتعلمَ الكثيرَ من إستماعِكَ لنفسك و أنتَ تتحدث ، لِتَهرُبَ مِثلَ الجبانِ لسريرك ، المكانُ الّذي نَقضي ثُلثَ حياتِنا بِهِ نائمين و هو الوقتُ الوحيدُ الّذي نَشْعُرُ فيهِ بالحُرّيه ، لِتَجدَ نفسكَ مَع الوقتِ أنكَ مثلَ الأموات ، تهابُ المُقارَبَات ، تُعاني من صِراعات ، و تتجَنَّبُ الحِكايات ، قد إعتدتَ على إنطفاءِ الحياةِ بك و أصبحَ جُزءاً منك لا يُمكنُكَ التّخلي عَنهُ حتّى و إن خُييرَ لك ، قد أصبحَ "أنت" ، فيتسائَلُ و يَسْألُكَ كلُّ مَن مَرَّ بحياتكَ عن سببِ تَيبُّسِ مَلامِحِ وجْهُك ، لتُخبرَهُم بِكُلِّ بساطَةٍ أن يأخُذوا من مَلامِحَكَ إجابةً يختصِروا بِها عليكَ الكلام ، و حينَ تَلْمَحُ دائماً نَفْسكَ في أخرِ كلِّ ليْلَةٍ جَالسٌ في غُرفَتِكَ صامتاً ، تُغلِقُ عَيْنَيْكَ في عَتْمَتِ الظلامِ ، لَيْسَ خَوفاً ، ولكنَّكَ تَخْشَى أن تَرى نَفسَكَ أنَّكَ قد أصبحتَ وحيداً...

Written by : Abdalla Algarabawy


هذه التدوينة كتبت باستخدام أكتب

منصة تدوين عربية تعتمد مبدأ البساطة في تصميم والتدوين