Oktob
مدونين جددالأكثر مشاهدةأحدث المقالات
O
Ouijdane Brouk

وجدان ابروك طالبة صحفية مغربية وصحفية متدربة بعدد من المنابر الإعلامية المغربية و الدولية مدونة وكاتبة صحفية و شاعرة لها محاولات قصصية

مدة القراءة: دقيقة واحدة

ليس مثلي

يشبهني ولكن ليس مثلي بشر نتقاسم الوجود لكنه ليس مثلي نتقاسم نفس الجنسية و البلد لكن فلسفته في اختيار الشخص الذي سيكون السند لها منطق آخر فكر فيه لمدد, واختلفنا مثلي في الصفات الإنسانية والحقوق المدنية لكن توجهه الجنسي جعله مثلي الجنس لا يحلو له غير أشباهه من نفس النوع ذكر كان أم أنثى.

لا يبدو الأمر مزعجا كثيرا بيد أن البشرية اتفقت مند حلولها على هذا الكوكب السعيد أن التنوع نعمة و أن لكل شخصه حريته في اختيار من يكون صحيح أن القدر لم يكن منصفا كثيرا حينما لم يسمح لنا باختيار الجنس و البلد و الاسم الذين سيرافقوننا طيلة الحياة, لكن على الأقل ترك لنا حرية تشكيل هذه الحياة حسب ما يلائم تطلعاتنا و اختياراتنا.

المثلية حتى و إن كانت من صنيع الأول -أي القدر- أو الثاني -أي الاختيار الفردي للشخص- فهي ليست جريمة, إنها بكل بساطة قصة حياة يحاول الكل تشكيلها على مقاييسه و بمقاديره الخاصة. فإذا كان شخصان وجدا في نهاية المطاف أن مقاديرهما تكمل بعضهما البعض فكيف سيزعج ذلك المجتمع إذا كانا متراضين متفاهمين .

و الحق أن القوانين تكيف نفسها حسب تطورات المجتمع فلماذا لا تتطور القوانين أكثر لتقنين هذه العلاقات عوض ابتكار طرق جديدة للمعاقبة و رفع عدد سنوات السجن و الغرامات. وأقل ما يمكن أن يكفل هنا حق تقنين هذه العلاقة أم أن المجتمع المغربي تستهويه قصص علي بابا و الستين حرامي و مشاهد المطاردة المتكررة و التي تعتقل فيها حرية التوجه الجنسي.

تستفزني كثيرا شيز وفرينا المجتمع حينما ينتفض ساسته و حقوقييوه احتجاجا على إلزامية التمتع بالحقوق و الحريات. يغرونني كثيرا بخطاباتهم الرنانة, لكن حينما يتعلق الأمر بفئة قائمة الذات في مجتمع قالوا أن يرعى الاختلاف فلا رنين أو تطبيل ينفع.

نفس الموضوع الذي نحن بصدده أسال حبر العديد من رواد الورقة البيضاء. يخطون كلمات ضد حرية التوجه الجنسي و يسمونه ميوعة. خلف شاشة صغيرة في مقهى أنترنيت في حي جد متواضع يجلس واحد منهم يفرغ كل ما في داخله من حقد و غضب على المثليين يبدع في رسم الكلام النابي الذي يود أن ينعته بهم, تمضي دقائق قليلة يخرج من مقهى الإنترنيت داك و يتحرش بأول فتاة يقابلها, بعد سير طويل يلتقي فتاته التي يواعدها مند قرون يعيشان أوان الغرام و أشكاله تسأله فيجيب حريتي و أتمتع بها و سأتزوج قريبا . لم أكن أعلم أن التوجه الجنسي هو شرط للتمتع بهذه الحرية يا صديقي؟

و مر الشاب مرور الكرام لكن إجابته لم تكن بمثل مروره بل تركت أمهات الأسئلة حول شيزوفرنيا الإنسان المغربي حيث يسير بعقله يمينا وشمالا يحلل و يحرم، قد يسلم المثلي من يده أحيانا قليلة لكن في الغالب لن يسلم من لسانه ولو كان للسان أثر لوجدت عشرات الكدمات على أجساد المثليين .

ماذا تتوقع من مجتمع يصادر الحريات و ينبذ الاختلاف فهمت بعدها أنه حتى الشبه و تقاسم نفس صفات المواطنة و الحقوق السياسية و المدنية و الثقافية و باقي العبارات الرنانة ... لن يشفع لهم للحصول على حريتهم فالمثلي رغم أنه يشبهني لكنه ليس مثلي.


O
Ouijdane Brouk

وجدان ابروك طالبة صحفية مغربية وصحفية متدربة بعدد من المنابر الإعلامية المغربية و الدولية مدونة وكاتبة صحفية و شاعرة لها محاولات قصصية

المزيد من الكاتب

هذه التدوينة كتبت باستخدام أكتب

منصة تدوين عربية تعتمد مبدأ البساطة في تصميم والتدوين