Oktob
مدونين جددالأكثر مشاهدةأحدث المقالات
ح

Writer,Technologist & Digital Publisher

مدة القراءة: دقيقة واحدة

لماذا تفشل الشركات الناشئة ؟


Image title


هناك فرق شاسع بين الحديث عن ريادة الاعمال أو الشركات القائمة على الإبتكار Innovation Driven Enterprises ، وممارسة الأعمال الحرة أو المؤسسات الصغيرة والمتوسطة ، ما يعرف بــ Small and Medium-Sized Enterprises.

ريادة الأعمال تعني روح المبادرة كما أوضح ذلك الدكتور بيل أوليت في كتابه "Disciplined Entrepreneurship" وتدور حول إنشاء الشركات الجديدة التي تعتمد على الاقتصاد المعرفي Knowledge Economy لإبتكار منتجات جديدة في الأسواق العالمية مثل صناعة البرمجيات وتطبيقات الانترنت وغيرها ، بينما الشركات الصغيرة والمتوسطة غالبا شركات تعمل في قطاع الخدمات مثل المطاعم ومحلات بيع التجزئة ، أو شركات عائلية تركز على الأسواق المحلية.

الشركة الناشئة (Startup) حسب تعريف الشخصية البارزة في وادي السليكون  ستيف بلانك  "منظمة مؤقتة مصممة للبحث عن نموذج عمل تجاري قابل للتكرار والتطور المتسارع".

“Temporary organization designed to search for a repeatable and scalable business model"

ويمكن لهذه الشركة الناشئة التحول بسرعة إلى شركة عملاقة تصنع تأثيرا  كبيرا على نطاق العالم، وهذا يختلف تماما عن هدف  مالك المؤسسة الصغيرة  (Small business) الذي يرغب في العمل لحسابه الخاص في السوق المحلية.

 وفقا لبلانك ، هذا يعني أن مؤسس شركة ناشئة لديه ثلاث وظائف رئيسية:
-توفير رؤية للمنتج جديد مع مجموعة من المميزات.
- إنشاء سلسلة من الفرضيات حول كل أجزاء نموذج العمل:                                                                                  من هم العملاء؟ ما هي قنوات التوزيع؟ كيف نقوم ببناء وتمويل الشركة.                                                               -التحقق بسرعة من صحة النموذج العمل (Business Model)  من خلال معرفة وجهات نظر العملاء .

وغالبا تبدأ الشركات الناشئة  بتمويل من مدخرات المؤسس وأصدقاؤه وعائلته أو عن طريق قرض مصرفي ، وإذا نجحت سوف تتلقى سلسلة إضافية من التمويل من المستثمرين الملائكة (angel investors)  ، و في مرحلة متقدمة يأتي تمويل من المستثمر المغامر (venture capitalist)، وفي نهاية المطاف ، طرح عام أولي (IPO) ، و مع كل جولة من التمويل ، تنقص أسهم مؤسسي الشركة الناشئة ، وتصبح ملكية الشركة مساهمة بين الشركاء.           وتمر الشركة الناشئة بمراحل متعددة بداية من  الفكرة حتى التوقف عن الوجود ككيان مستقل عن طريق الاندماج والاستحواذ أو الخروج من السوق ، وبالنسبة لصاحب العمل الصغير ، فإن التخلي عن السيطرة على كامل الملكية من شأنه أن يناقض الغرض من إدارة أعماله الخاصة، أما الشركة الناشئة يساعدها التمويل عبر بيع حصص الملكية على زيادة نمو أعمالها في المستقبل.

Image title

أسباب الفشل

تواجه الشركات تحديات صعبة في سنوات الركود الاقتصادي ، ويعتقد المتخصصون في المجال البنكي وشركات المحاسبة  أن نقص السيولة هو السبب الرئيسي في فشل الشركات الناشئة في السعودية بشكل عام ، ويتم تدوال أسباب آخرى تتعلق بنواحي تشغيلية بعد التأسيس مثل : تراكم الديون نتيجة ضعف المبيعات وارتفاع تكاليف التشغيل ، وغياب المحاسبة والتدقيق في المصروفات والإيرادات ، كل هذه الأسباب تتعلق بالأداء المالي للشركة (Financial Performanc) .

لكن حسب دراسة إحصائية أجرتها   CB Insights ، فإن 70٪ من شركات الناشئة تفشل  بعد 20 شهرا من حصولها على أول دفعة  من التمويل،  وكما يبدو في الرسم التوضيحي حول أهم أسباب فشل الشركات الناشئة ، جاء في المرتبة الأولى عدم وجود حاجة للمنتج في السوق ، ونقص السيولة في المرتبة الثانية. Image title

وهذا يتعلق بالقدرات الإبتكارية (Innovation Capabilities) ، لأن تأسيس مشروع تجاري ناجح هذه الأيام، يتطلب إنجاز أمور كثيرة قبل التأسيس، أهمها القراءة الجيدة للسوق ، وإبتكار منتج فائق الجودة ، وإختيار استراتيجية التسويق الذكية.

وهناك فكرة خاطئة عن التسويق بإعتباره نوعا من التلاعب والدعاية الكاذبة ، وفي حقيقة الأمر أن التسويق يعني صنع منتجات رائعة لا تحتاج إلى الترويج مطلقا ، وكذلك التحقق من مواصلة النمو المستقبلي (Future Growth)للشركة بتقديم قيمة إضافية (Added Value)  للمستهلك غير متوفرة لدي الشركات الآخرى، وكذلك ميزة تنافسية  (Competitive advantage) تميزه عن الآخرين.

فالشركات الناشئة تضمن نجاحها عندما تقدم منتجا يكون من متطلبات السوق  (Product/Market Fit) ، ويقدم حلولا فعالة لمشكلة موجودة لقطاع عريض من العملاء في سوق مزدهر ويشهد نموا عاليا ،وكلما كانت هذه الشركات الناشئة في حاضنة للأعمال تساعدها في الحصول على التمويل ، والدعم اللوجستي والقانوني ، إستطاع فريق العمل التفرغ لإبتكار المنتج المطلوب، والتواصل مع العملاء المهتمين بشراء المنتج ، ومضاعفة عدد المشترين.

أحيانا يكون المنتج جيدا ومتلائما مع السوق ، ولكن تكمن المشكلة الأساسية في العثور على العملاء المحتملين الذين يدفعون مقابل الحصول على المنتج عبر القنوات المختلفة (Channels) ، وبطبيعة الحال عمليات الشراء تعتبر المصدر الوحيد للعائدات في نهاية الأمر.

Image title

مغامرة الإبتكار

غيرت شركات التقنية مثل "آبل" و "جوجل" قواعد اللعبة بشكل جذري في كل القطاعات ، تحول سلوك الشركات من المنافسة التقليدية بين الخصوم إلى خوض مغامرة الإبتكار وإطلاق منتجات رقمية تصنع أسواقا جديدة كما فعلت شركة آبل عند تدشينها متجر التطبيقات ، إذ ابتكرت صناعة جديدة غير مسبوقة ، وأتاحت للمبرمجين المحترفين والهواة كسب الأرباح من توفير تطبيقات التراسل وألعاب الموبايل لمستخدمي جهاز الايفون ، وبذلك حققت مصادر إضافية من الإيردات بجانب مبيعات الايفون .

الشركات الكبيرة تحرص على الاستثمار في الابتكار والأبحاث وتطوير الأعمال ، ولديها أقسام متخصصة لمتابعة التقنيات الجديدة (Research and Development) وملاحظة سلوك العملاء أثناء التسوق، ورصد التفاعل مع العلامة التجارية عبر مواقع التواصل الاجتماعي لإكتشاف رغبات المستهلكين مع التركيز على تجربة المستخدم (User Experience) للحصول على أفكار إبداعية لها إحتمالات كبيرة في النجاح .

وتقوم الشركات العملاقة بإجراء أبحاث السوق (Market Research) من أجل تطوير المنتجات الموجودة وضمان وجود الطلب المتزايد على المنتجات الجديدة عند طرحها في الأسواق عبر استبيان الجمهور لمعرفة مدى الإقبال ومستوى الرضا عن المنتج، وهذا من صميم استراتيجيات التسويق في الشركات الكبيرة لتحليل المخاطر وتقدير المكاسب المحتملة، بينما يكون هاجس الشركات الناشئة في مراحلها الأولى البحث عن التمويل ، ويتم تجاهل القيام بهذه الخطوة المصيرية لاختبار المنتج الأولي ، وبالتالي تكون مهيأة للخسارة والإنهيار والخروج من السوق مبكرا.

Image title

أسرار النجاح

المستثمر الأمريكي بيتر ثيل صاحب كتاب "من صفر إلى واحد: ملاحظات حول الشركات الناشئة أو كيف تصنع المستقبل" لديه مقولة شهيرة  في وادي السليكون مضمونها   أن  "الشركات الناشئة التي تفشل عند تأسيسها ، لا يمكن إصلاحها نهائيا" ، ويعود  ذلك إلى  القرارات السيئة التي تتخذ في وقت مبكر كإختيار الشركاء الخاطئين، حيث يكون من الصعب جدا معالجتها لاحقا ، وقد يصل الأمر إلى حدوث كارثة تنتهي بإشهار الإفلاس قبل البدء في محاولة إصلاح تلك القرارات.

ويكشف ثيل عن الخطأ الشائع في وادي السليكون حيث يسعى المهندسون لبناء منتجات رائعة أكثر من ميلهم إلى تسويقها ، ويقترح قائلا: "من الأفضل التفكير في الترويج بصفته شيئا ضروريا لتصميم منتجك ، فإذا إبتكرت شيئا جديدا ولكنك لم تبتكر طريقة فعالة لترويجه ، يكون لديك مشروع سيء بغض النظر عن مدى جودة المنتج" ، ويذكر ثيل أن هناك سبعة أسئلة يجب على كل صاحب شركة ناشئة الإجابة عليها قبل خوض مغامرة الدخول إلى السوق:

1-الإبتكار :  Innovation)

هل يمكنك صناعة تكنولوجيا جديدة بدلا من إجراء تحسينات جديدة ؟

2-  التوقيت :   (Timing)

هل هو الوقت المناسب لإنشاء مشروعك الخاص ؟ 

3- الحصة السوقية :(Size Market)  

هل تبدأ بحصة صغيرة في سوق صغيرة ؟ 

4- الفريق :  (Team)

هل لديك شركاء داعمين؟   

5- الإستراتيجية التسويقية : (Marketing Strategy)

هل لديك وسيلة مبتكرة للترويج للمنتج؟   

6- الإستدامة :  (Sustainability)

هل سوف يكون هناك حاجة لمنتجك بعد 10 سنوات؟   

7- التفرد :  (Uniqueness) 

هل وجدت فرصة لا يراها الآخرون ؟ 

وفي نفس السياق ، كشف بيل جروس رئيس شركة (Idealab) عن نتائج دراسة قام بها حول الأسباب الرئيسة لنجاح الشركات الناشئة ، حيث وجد أن العامل الأول هو التوقيت المناسب الذي يلعب دورا كبيرا في نجاح الشركة ، وفريق العمل  في المرتبة الثانية  يأتي بعد ذلك الفكرة ثالثا ، ونموذج العمل رابعا  ، وآخيرا التمويل.

Image title

ويستشهد بشركة Airbnb كمثال لنجاح لإستغلال التوقيت الأمثل ، تلك الشركة ظهرت بعد الأزمة الإقتصادية في عام 2008م ،  عندما كان الناس في أشد الحاجة للنقود الإضافية، و ربما ساعدهم ذلك في التغلب علي رفضهم لتأجير منزلهم الخاص لشخص غريب.

يمكن مشاهدة حديثه مترجما على الرابط التالي:

كيف نجحت شركة تيسلا ؟

يفسر بيتر ثيل نجاح شركة تيسلا الكبير إلى ذكاء صاحبها "إيلون ماسك" الذي إستغل التوقيت المناسب عندما دعمت إدارة اوباما مشاريع الطاقة المتجددة


ح

Writer,Technologist & Digital Publisher

المزيد من الكاتب

هذه التدوينة كتبت باستخدام أكتب

منصة تدوين عربية تعتمد مبدأ البساطة في تصميم والتدوين